أضحت ظاهرة تبذير الخبز البالي ورميه على قارعة الشوارع تطبع سلوكات بعض المواطنين. وللأسف، فقد باتت حاويات جمع النفايات تمتلئ بمختلف الأغذية والخبز البالي الذي تتخلص منه العائلات. وبحسب تقديرات الحاج الطاهر بولنوار، المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، فإن حوالي ثلاثة ملايين خبزة تبذر يوميا، خاصة المطاعم العمومية (الجامعية والمدرسية ومطاعم المستشفيات) وأوضح الحاج الطاهر بولنوار، أنه استنادا للمعلومات التي استقاها من عمال النظافة، فإن المواطن أصبح يرمي علب المصبرات وبعض المواد الغذائية والخضر التي تكون صالحة، علاوة على الأجهزة الكهرومنزلية، بعض الآلات والبطاريات، مشيرا في حديث ل«الشعب" أن المواطن يشتكي من غلاء أسعار الخضر والمواد الغذائية، لكنه بالمقابل يبذرها، متأسفا على انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت عادة سيئة لدى الجزائريين. وقال بولنوار، إن المخابز تتخلص من فائض الخبز الذي لا يباع، بحكم أن أغلبية المواطنين لا يشترون الخبز الذي يعرف «بالماسي» ويفضلون ذلك الذي خرج لتوّه من الفرن، مضيفا بأن الاتحاد العام طلب من الخبازين صنع الخبز حسب الطلب العادي، كي لا يرمى الفائض ما عدا في المناسبات الدينية كالأعياد، كما أن أصحاب المخابز أصبحوا واعين بعدم التبذير. بالمقابل، أبرز المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن ظاهرة تبذير مادة الخبز الأكثر استهلاكا لدى الجزائريين منتشرة لدى المطاعم الجامعية والمدرسية، وكذا مطاعم المستشفيات والشركات، لأن هذه المطاعم ملتزمة مع المخابز باتفاقية - إطار تضمن تزويدهم يوميا بمادة الخبز، حيث تكون الكمية المطلوبة في غالب الأحيان أكثر من الاحتياجات، فتضطر هذه المطاعم لرمي الكمية المتبقية، كونها متأكدة من الحصول على الخبز يوميا. ويرجع محدثنا سبب انتشار ظاهرة تبذير مادة الخبز في مجتمعنا، إلى غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطن الجزائري، الذي أصبح ينظر لهذه المادة المدعمة التي يشتريها بأقل ثمن من حيث سعرها الرمزي، وليس قيمتها الغذائية، وكذا تكلفتها الحقيقية من شراء القمح اللين والملح وكل المكونات التي يصنع منها الخبز. وفي هذا السياق دائما، أشار بولنوار إلى أن التبذير لا يقتصر على الأحياء الشعبية والعائلات متوسطة الدخل، بل الظاهرة توجد بكثرة في بعض الأحياء الراقية.