أتعلمون ماذا؟ نحن معقدين، المجتمع الجزائري يعاني من عدة عقد أبرزها احتقار الذات واستصغارها لكننا بالمقابل نهلل وندهش لكل ما يأتينا من الخارج لاسيما من الغرب وحتى من عند اخواننا المشارقة. هذه العقدة ولّدت فينا حب النقد السلبي لكل من نقوم به فأصبحنا كذلك المتشائم الذي يرى فقط عيوب الأشياء ولو كانت جميلة، فعوض أن يبهر مثلا بجمال الورود ورائحتها الزكية الفواحة، يرى فقط أشواكها التي تدمي يد قاطفها. وكذلك هو الحال عندنا فنحن مهووسين بتحطيم بعضنا بعضا فأصبحنا بأفعالنا هذه بل قل بعقليتنا هذه معاول تهديم لا معاول بناء فنقول عن هذا »كاڤي« وهذا »تجلّب« وآخر »لا يعرف يغني« و» واش حسب روحو في ستار أكاديمي تل لهيه« ونتفنن في اطلاق النكت والتنكيت على بعضنا بعضا. صدقوني لو كانت هناك شهادات تسلم في هذا الجانب سنكون الأوائل ومن دون منازع الذين سيفتكون جائزة استصدار الأحكام المجحفة والجائرة لأننا وبكل بساطة لانعرف التشجيع أولم يقل الرسول الكريم »الكلمة الطيبة صدقة«، فأين نحن من هذا الحديث وتعاليم الإسلام السمحة. إن من يرانا ونحن نطلق هذه الأحكام على بعضنا البعض يدهش منها أولا لأنها تفتقد للموضوعية وثانيا لأن صاحبها يفتقر للرصيد المعرفي في الموضوع الذي يتحدث عنه أو بالأحرى ينتقده فالنقد له أصوله يا جماعة. فإلى متى نبقى نكسر بعضنا بعضا ونحقّر من شأننا، فبماذا نرد بعد ذلك على من يستصغرنا وقد اعتدنا فعل ذلك طواعية؟! ------------------------------------------------------------------------