السيد عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره التونسي    سوناطراك: السيد حشيشي يجتمع بوفد من الشركة البلجيكية "جون كوكريل"    الرابطة الثانية هواة /مجموعة وسط-غرب: رائد القبة و نصر حسين داي يكتفيان بالتعادل على ميدانهما    تنظيم المهرجان الدولي الثامن للفن المعاصر من 26 نوفمبر الى 7 ديسمبر بالجزائر العاصمة    لعقاب يستقبل وزير الإعلام الصحراوي    نمو قوي للاقتصاد الجزائري    عرّقاب يُكرّم المبتكر لخضر حميداتو    دميتري ميدفيديف : استخدام أسلحة الناتو لضرب روسيا سيؤدي لحرب عالمية ثالثة    من انتاج المسرح الجهوي "أمحمد بن قطاف" النعامة : "تحت الأنقاض" .. مسرحية تنقل معاناة الفلسطينيين بغزة    الحرث و البذر: إستهداف أكثر من 30 ألف هكتار بولايتي المنيعة و تيميمون    البليدة.. تنظيم سباق الأبطال ببلدية الشريعة السبت القادم    المسافرين بالحافلات وسيارات الأجرة : تسليم 148 رخصة استثنائية بميلة منذ سنة 2022    صناعة تقليدية: استفادة نحو 20 اطارا من تكوين في مجال الحماية الفكرية    "حزب الله" يعلن استهداف قاعدة غليلوت الإسرائيلية بضواحي تل أبيب..شكوى لبنانية جديدة ضد إسرائيل في مجلس الأمن    ينظم بأوبرا بوعلام بسايح الأحد المقبل..حفل فني لاستذكار أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية    معرض المسكوكات بوهران.. عن التاريخ النقدي للفترات التاريخية الإسلامية    إعادة الاعتبار للموقع التاريخي زمالة الأمير عبد القادر    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    واضح يتسلم مهامه كوزير لاقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة    زروقي يتسلم مهامه على رأس وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 43 ألفا و 972 شهيدا    شرفة يتسلم مهامه كوزير للفلاحة والتنمية الريفية و الصيد البحري    سعيود يتسلم مهامه وزيرا للنقل    زهير بللو يتسلم مهامه كوزير للثقافة والفنون    قريمس: هناك فجوة بين الطموحات المناخية والإمكانات المتاحة وتحديات تواجه الدول النامية    مسؤولة بالخارجية الأمريكية تبرز أهمية الشراكة الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية    معرض السلامة والأمن والحرائق والطوارئ من 3 إلى 5 ديسمبر بالجزائر العاصمة    المرصد الصحراوي لمراقبة الثروات الطبيعية يدين قرار شركة "ريان إير" تسيير رحلات جوية إلى الداخلة المحتلة    هزة أرضية بقوة 3.0 بولاية جيجل    حوادث الطرقات: وفاة 36 شخصا وإصابة 1387 آخرين خلال أسبوع    هناك فرق بين انتفاخ غدة البروستات وبين سرطان البروستات    تسريع وتيرة المشاريع المهيكلة ومتابعة الورشات الكبرى    هذه تفاصيل خطة تعميم نظام "المعالجة الثلاثية" للمياه المستعملة    إعادة تنظيم المعاهد الوطنية لتكوين إطارات الشباب والرياضة    الجوية الجزائرية تطلق عرضا ترويجيا جديدا    شروط "طبية" جديدة لإبرام عقود الزواج    قمّة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو تحت الضغط    المنفي يشيد بنجاح انتخابات المجالس البلدية    شبان "الخضر" يتعادلون أمام مصر    المجمع التقني الوطني يومي 22 و23 نوفمبر بوهران    محرز: لم أتأثر بالانتقادات وهدفي المشاركة في كأس العالم    "الساقية.. العظماء لا يموتون" على ركح "بشطارزي"    صدور دراسة أثرية حول مسجد "أبي الحسن التّنسِي"    دعوة لإنشاء لجنة متابعة وإعادة تهيئة    تركيب 9 ملايين كاشف للغاز في بيوت الجزائريين    وجه رسالة قوية للاعبين قبل تصفيات المونديال.. خطط بيتكوفيتش تنجح مع الخضر ومحرز يعود الى مستواه    متابعة كبيرة ل نزال الأجيال    افتتاح الطبعة الثامنة للصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات بمشاركة حوالي 80 عارضا    كرة القدم/ كاس افريقيا للأمم للسيدات 2024 : اجراء القرعة يوم 22 نوفمبر    وزير الصحة يشارك بالدوحة في أشغال القمة ال7 للمؤتمر العالمي للابتكار في الرعاية الصحية    التبليغ عن المواد الصيدلانية التي تشهد ندرة في السوق    المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الصيدلي يلعب دورا محوريا في اليقظة الاستراتيجية للدواء    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزجل شعر ملحون تختلف تسميته من بلد إلى آخر
توفيق ومان في حوار مع "الشعب":
نشر في الشعب يوم 16 - 02 - 2014

أكد الشاعر توفيق ومان في حوار مع "الشعب"، أن الزجل هو الشعر الشعبي أو الملحون الذي تختلف تسميته من بلد إلى آخر فقط، منها النبطي، الشعر المحكي والعامي والزجل في المغرب.
وتحدث ومان عن الشعر الشعبي ودوره في خدمة الثورة الجزائرية، مؤكدا أنه أرّخ لحقب تاريخية هامة، حيث كان الشعراء آنذاك يقدمون رسائل مشفرة من خلال نصوصهم، وقال إنه بدأ يسترجع مكانته في سنة 2005، عند تأسيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي التي جاءت إلى الوجود نتيجة "حقرة" شعراء الفصيح لشعراء الشعبي، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى الحداثة لإيصال شعرنا خارج الجزائر وتطويره.
الشعب: بداية ما هو الزجل وعلى من يطلق إسم الزجال؟
توفيق ومان: "الزجل" هو الشعر الشعبي، الملحون، النبطي، الشعر المحكي والعامي... هو تسميات عديدة لغرض إبداعي واحد، حيث تتفرق كلمة الزجل حسب الدول، فهناك من يطلق على الشعر الشعبي تسمية الزجل، ومن بينها المغرب ولبنان، في حين يسمى في مصر بالشعر العامي أو المحكي، وفي دول الخليج النبطي، أما في الجزائر فالزجل هو الشعر الشعبي.
وبهذا يطلق اسم "الزجال" على الشاعر الشعبي، ففي المغرب يطلق عليّ اسم الزجال، لأنني مختص في هذا النوع الأدبي، لكن في بعض الدول يطلق اسم الزجل على الغناء التراثي البدوي كفلسطين، في حين أن الشعر الملحون في المغرب، مثلا، هو نوع من الغناء الأندلسي، إذاً فالزجل هو الشعر الملحون فقط تختلف التسمية من بلد لآخر.
ما هو متعارف عليه أن الزجل أو الشعر الملحون تعود أصوله إلى المغرب العربي، غير أن ما يلاحظ غياب الاهتمام الكافي بهذا النوع الأدبي في الجزائر؟
لا على العكس، هناك تطور كبير للشعر الشعبي في المغرب العربي، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث أولوه اهتماما كبيرا. ففي الجزائر على سبيل المثال ساهم خلال الثورة التحريرية الكبرى في توعية الشعب، حيث كان الشعراء آنذاك يقدمون رسائل مشفّرة من خلال نصوصهم.
فالشعر الشعبي الجزائري قدم خدمة كبيرة لتاريخ الجزائر، حيث أرّخ لحقب تاريخية هامة لم تتناولها لا الكتب ولا الفنون الأخرى، ومن بينها على سبيل المثال قصيدة من 250 بيت شعري، تحكي عن غزو الإسبان للجزائر، من بدايات الغزو وصولا إلى المقاومة بقيادة سيدي لخضر بن خلوف الشاعر المتصوّف أو كما يسمى "شاعر الدين والوطن"، وأرخ الشاعر الشعبي محمد بن قيطون صاحب رائعة "حيزية" لثورة الزعاطشة، في نص حداثي، وهو دليل على أن الحداثة في الجزائر منذ القديم، كما أرخ لمعركة بوعمامة الشاعر سي محمد بلخير، واستشهد بأبياته الشعرية الرئيس الراحل هواري بومدين في العديد من خطبه.
غير أنه بعد الاستقلال مباشرة هُمّش الشعر الشعبي نوعا ما، بعد المناداة بالحفاظ على اللغة العربية الفصحى وتدعيمها حفاظا على الهوية الجزائرية التي عبثت بها فرنسا، ومنه توقيف الأدب الشعبي كونه ساهم في تكسير لغتنا الأم كما يقولون.
لكن بعد ذلك وفي عهد الرئيس الراحل الأسبق هواري بومدين، استرجع الشعر الشعبي مكانته في الجزائر، وفي سنة 1972 قرر إدراج مادة الأدب الشعبي في الجامعات، ومن هنا بدأ ينتعش، غير أن ذلك لم يكن كافياً، حيث بقيت ذهنية هيمنة الفصحى على العامية.
ألا تعتقد أن التهميش الذي طال الشعر الشعبي آنذاك، جعل الشعراء يبتعدون عنه، حيث التفّت حوله قلة قليلة، لاسيما في الوقت الراهن؟
القرارات السياسية الصادرة آنذاك، جعلتهم ينظرون إلى الشعر الشعبي نظرة دونية، واعتبروه شعرا من الدرجة الثانية، وما كرس ذلك أيضا هو كون أشهر شعراء الشعبي يتواجدون في المناطق الداخلية، وبالتالي بُعْدُ المناطق عن مركز القرار أثر كثيرا على هذا النوع الأدبي، كما أن الإمكانات المادية للشعراء لم تكن تسمح لهم آنذاك بالتنقل إلى العاصمة لتنظيم ندوات أو أمسيات شعرية، ناهيك عن غياب دور الثقافة.
ومع مرور السنوات بقيت النظرة الدونية للشعر الملحون أو الزجل إلى وقت قريب، حيث بدأ يسترجع مكانته في سنة 2005، عند تأسيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي التي جاءت إلى الوجود نتيجة "حقرة" شعراء الفصيح لشعراء الشعبي، وقد تأسست في البداية تحت جناح اتحاد الكتاب الجزائريين برئاسة عزالدين ميهوبي آنذاك، وعملت حينها على إضافة المادة 56 في القانون الأساسي للاتحاد والخاصة بتأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين للروابط الثقافية ومن هنا انطلقت مهمتنا في خدمة الشعر الشعبي. وما زاد من عزيمتنا تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، حيث كنت أول من نظم ملتقى الشعر النسوي، قبل أن تنظمه سعدة خلخال بقسنطينة والشاعرة ربيعة جلطي ببسكرة، حتى أن هناك من أعاب عليّ تخصيص ملتقى للنساء، متسائلين إن كان هناك شاعرات في الجزائر، وبالرغم من ذلك لاقى الملتقى نجاحا منقطع النظير، لأنظم بعدها طبعة ثانية، وقدمت لنا وزارة الثقافة دفعا قويا، وأؤكد لك أن ذلك لم يأت من فراغ بل بفضل جهودنا، ومنذ ذلك التاريخ عكفت وزارة الثقافة على تنظيم عكاظيات الشعر الشعبي في كل ولاية، ومن هنا بدأ الحراك للشعر الشعبي، وأصبحت مختلف الدول العربية تقتدي بالجزائر بفضل الرابطة الوطنية للشعر الشعبي، فعلى سبيل المثال اعتمدت لبنان في تأسيس الرابطة اللبنانية للأدب الشعبي على جمعيتنا، حيث استدعيت كضيف شرف بعد أن استلهموا أفكارها منّي وأبرزت لهم كيفية العمل، إضافة إلى الاتحاد المغربي للزجل والرابطة العربية للإبداع والفنون بتونس، كما أن أول درع في العالم العربي للأدب الشعبي عاد إلى الجزائر سنة 2009 في الأردن، حيث مثلت آنذاك الجزائر في جامعة الدول العربية.
ونتيجة هذه النجاحات، تعرضت لمضايقات عدة، كان الهدف من ورائها ضرب استقرار الجمعية، التي ناضلت لأجلها ولأجل النهوض بالشعر الشعبي، حيث نظمت ملتقيات بأغلب ولايات الوطن، وكانت ناجحة بشهادة الحضور، لأن هدفنا هو تقديم عمل مؤسس والتأريخ له، لهذا عكفت على إصدار كتاب لكل ملتقى أنظمه، حتى لا أترك أي مجال للشك.
كما أن تكريم جامعة الدول العربية لم يأت من العدم، بل رشحت من قبل عديد الدول العربية هي تونس، ليبيا، المغرب ولبنان، وهذا ما أعتبره نجاحا للجزائر وليس لتوفيق ومان. كما أن الحركية التي ظهرت في المغرب منذ 04 سنوات وفي تونس منذ سنتين، جاءت بفضل الجزائر، لأن تأثير دولة على الجوار مهم جدا، سواء سياسيا أو ثقافيا أو أمنيا...
لكن بالرغم من ذلك أقول إن الشعر الشعبي في الجزائر تطور من ناحية الهيكلة والنشاطات، لكن إبداعيا المغرب أكثر تطورا منّا، لأن شعراءهم يمتلكون مستوى تعليميا عاليا، وهو ربما ما ينقصنا في الجزائر، وبالتالي لم يخدم الشعر الشعبي كما ينبغي، فشعراء المغرب خدموا قصائدهم، عكسنا نحن الذين ما نزال نتخبط في الكلاسيكي، وهذا لا يعني أنني ضده، بل نحن بحاجة إلى الحداثة لإيصال شعرنا خارج الوطن وتطويره، لهذا طالبت بتقريب لغتنا للغة العربية الثالثة القريبة من الفصحى، وواجهت بذلك الكثير من الانتقادات، إلا أنه يمكن القول أنني نجحت، حيث أصبحت أستمع لبعض الشعراء الذين يستخدمون نصوصا حداثية.
وهل ساعد ذلك على استرجاع مكانة الشعر الشعبي الجزائري في المحافل الدولية؟
بالتأكيد، النضال الذي قمت به أوصلته إلى مختلف الدول العربية، وأنا أفتخر بذلك، كما أن تأثيري كان مباشرا على المغرب، تونس، ليبيا ولبنان، فهذه الدول تأثرت بالجزائر من ناحية الحركية والنشاط وهيكلة مؤسساتنا الثقافية، وذلك تأتّى من خلال نشاطاتنا المكثفة خارج الوطن، وأضحت الجزائر حاضرة في مختلف المناسبات الدولية، فضلا عن الاقتداء بشعراء الشعبي.
غير أن ما يعاب، في بعض الأحيان، هو ظهور أسماء لا علاقة لها بالشعر لا من قريب ولا من بعيد يحسبون، للأسف، على الجزائر، ويتسارعون لتمثيلها في المحافل الدولية.
لكن أين هو دور المثقف هنا في غربلة أشباه الشعراء، الذين أصبحت أسماؤهم تُتداول بكثرة في الساحة الأدبية، مقارنة بالشعراء الحقيقيين؟
لا، منذ 2005 لم يعد هنالك مكان للشعر الرديئ، فالرابطة المغاربية للأدب الشعبي تعمل جاهدة على اختيار الأسماء التي تقدم صورة حسنة عن الأدب الشعبي خارج الجزائر، بينهم قادة دحو، توفيق أوعابد، فريد بولنوار، قاسم شيخاوي، فوزية لارادي، أحمد بوزيان وآخرون لهم صيتهم ومكانتهم الأدبية، ولا نكتفي بهؤلاء، بل نساعد آخرين على اعتلاء المنصة إذا لمسنا منهم محاولات جدية ليصبحوا شعراء في المستقبل، وبالتالي منحهم فرصة الظهور.
الإنسان الواعي والذكي والمثقف عليه أن يستمتع ويستفيد من الملتقيات والندوات التي ننظمها، حتى وإن لم توجه له دعوة للمشاركة، فلربما قد يساعده ذلك على اكتساب أبجديات جديدة في الشعر الشعبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.