ميزت الأسبوع الماضي زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لولاية وهران للوقوف على الانجازات المبرمجة في إطار برنامج دعم النمو الذي يحرص على تنفيذه في اجله وبكلفته وبالمواصفات المطلوبة بعيدا عن التشييد من اجل التشييد. واشرف الرئيس، من جهة أخرى، بالباهية، على افتتاح الندوة الاستثنائية ال 151 لمنظمة البلدان المصدرة للبترول ''اوبيك'' التي اتخذت قرارا تاريخيا يقضي بتقليص الإنتاج ب 2,2 مليون برميل يوميا بدء من جانفي الداخل، وهو قرار ساهمت فيه الجزائر بصفة حاسمة لا تقبل الجدل. وليس هذا بجديد على الجزائر التي تناضل على الدوام من اجل اوبيك متماسكة منسجمة تتولى تنفيذ القرار باستقلالية بعيدا عن الضغط والإكراه. وذكر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في تدشينه للمنجزات ووضع الحجر الأساسي للمشاريع على الانجاز بالكيفية الجمالية اللائقة التي تتطلبها الهندسة المعمارية المعتمدة على قاعدة التزاوج بين الأصالة والمعاصرة. ولم يكتف الرئيس بما يقدم إليه من شروحات حول المؤسسات المنجزة، لكنه توقف عند التفاصيل وأكثرها دقة، مستفسرا عن كلفة الانجاز وسبب التأخر ونقص جمالية التشييد، ولماذا لم تعمم التجارب الناجحة وتؤخذ مرجعية في الأتي والمستقبل. حدث هذا في تدشين الرئيس بوتفليقة للمؤسسة الاستشفائية لمكافحة السرطان ''الأمير عبد القادر'' بحي بوعمامة بالجهة الغربيةلوهران، متسائلا عما إذا كانت هناك مراكز صحية من هذا النوع عبر مختلف نواحي الجمهورية. وحدث أيضا في وضع الحجر الأساسي لانجاز محطة التحلية ''المقطع'' بمرسى الحجاج عندما طالب الرئيس الصينيين الذين يتولون عملية التشييد بتوظيف العمالة الجزائرية في هذا المشروع الحيوي الذي يعول عليه في تسوية مشكل تزويد وهران بلا انقطاع بمياه الشرب. واظهر رئيس الجمهورية صرامة في متابعة المشاريع التي أدرجت في زيارته السابقة للباهية في جويلية ,2007 ولم يترك أي شيء يمر مرور الكرام، ولم يكتف بالتقارير التي تأتيه، مستفسرا عن كل شيء. وكشف الرئيس من خلال توجيهاته للسلطات المحلية كم هو ملح التكفل بقضايا المواطنين واخذ انشغالاتهم مأخذ الجد والعناية بعيدا عن الإهمال والتسيب.. بعيدا عن التقاعس في تأدية المسؤولية كاملة وبعيدا عن ترك المواطن وأمره أسير محيط حبلى بهموم وتعقيدات زادتها العشرية السوداء تراكمات ومضاعفة. ومن اجل ذلك، قرر الرئيس في ختام زيارة العمل والتفقد السابعة من نوعها للباهية، برنامجا إضافيا بقيمة 14 مليار و690 مليون دينار لاستكمال مشاريع في مجالات السكن والأشغال العمومية والتهيئة العمرانية والشباب والرياضة والثقافة. ويعول على هذه المشاريع في تقديم خدمات مهمة للمواطنين ظل يطالب بها وينتظرها بتلهف. كما يعول عليها في تغيير وجه وهران وإعادة لها صورتها المتلالاة كمدينة متوسطية تتنافس على احتضان التظاهرات مهما كبرت وتعقدت. ومن جهة أخرى، ترك رئيس الجمهورية بصماته على دورة الاوبيك الاستثنائية بإشرافه على افتتاح الحدث الذي صنع في وهران بحضور أعضاء المنظمة البترولية والمدعوين الأربعة ممثلين في روسيا وسوريا واذربيدجان وسلطنة عمان. وحرص الرئيس في خطابه الافتتاحي في الدورة التي جرت تحت رعايته السامية على التأكيد على ضرورة الوفاء بالالتزامات في التطبيق الفعلي لقرار تقليص الإنتاج ب 2,2 مليون برميل يوميا للحد من حالة الانهيار الفجيع للأسعار في السوق النفطية التي يتحكم فيها المضاربون ويتلاعبون بها حسب المصلحة والفائدة. وحسب الرئيس، فان الاوبيك مجبرة على اعتماد الصرامة المعهودة في مثل هذه المواقف والظروف والبرهنة على أنها مستقلة في كل قرار تأخذه تحديا لكل طارئ. وبهذا القرار الحاسم، تكشف الاوبيك أنها قادرة على مواجهة التحدي اعتمادا على وحدة الصف والانسجام وروح التضامن مع أعضاء آخرين خارجها ساهمت الجزائر فيه على الدوام بلا انقطاع. ------------------------------------------------------------------------