يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم في زيارة عمل وتفقد لولاية وهران تدوم يومين. وتعد هذه الزيارة السابعة للباهية التي تعيش اضطرابات جوية، ميزتها الأمطار والثلوج في أعالي المرتفعات حتى الاقل انخفاضا مثل طفراوي، وهي اضطرابات لم تؤثر على هذه الزيارة الرئاسية التي تحمل بعدا وقيمة استراتيجية يحسب لها الحساب. وأخذت عاصمة الغرب حلة وطنية احتفاء باستقبال الرئيس بوتفليقة الذي قرر على الدوام متابعة المشاريع والبرامج وتجسيدها في الميدان بالكيفية المطلوبة والمواصفات التي تفرضها الهندسة المعمارية ذات التزاوج بين الأصالة والمعاصرة بعيدا عن قاعدة »الإنجاز من أجل الإنجاز«.. ولازالت صورة الرئيس محمولة في الذاكرة راسخة في الاذهان وهو يؤكد في زيارته الاخيرة لوهران في بداية صائفة 2007 على الانجاز بالمواصفات العالمية والابتعاد قيد الممكن عن العمران المشيد لمرحلة قصيرة، وبالهندسة البائسة النافرة التي لاتسر الناظر، وتجعل العمران والبناء مجرد هياكل متلاصقة ومتناثرة بلا روح.. وجاء التأكيذ على هذا، أثناء معاينة رئيس الجمهورية منشآت ومنجزات بجامعة السانية، قائلا بغضب غير معهود، ان كل مؤسسات التعليم العالي المنجزة، شيدت على شكل ثكنات نافرة، لاتضفي عليها الحرارة والخصوصية. وتبعد عنها صفة التمايز والخصوصية،، بل أن الرئيس هدد بمنح المشاريع الى مكاتب الدراسات الأجنبية ذات الصيت والتجربة، في حالة عدم توفر الوطنية على هذه المهنية،، لأنه ليس من الوطنية في شيء، الانجاز بالبريكولاج، والترقيع، والكف عن ادخال الهندسة المعمارية ذات القيمة والنوعية. كل هذه الاشياء تكون دون شك محل اهتمام الرئيس بوتفليقة في زيارته الميدانية للباهية التي تحمل بالاضافة صبغة الوقوف على الانجازات التي تحتل أولوية في برنامج دعم النمو، القاء خطاب في هذه الدورة الاستثنائية ال 151 لمنظمة الاوبيك،، وهي دورة تحظى من مختلف شبكات الاعلام الاكثر وزنا وانتشارا، ويتوقف على قراراتها التاريخية وضع حد لانهيار سعر البترول، وما يحمله من مخاطر على ايرادات الدول، منها الجزائر التي تعتمد على النفط ب 98٪ في تمويل برامجها الانمائية،، وما تزيد قمة الاوبيك قيمة اضافية واهتماما، انضمام روسيا، في انتظار الدول الاخرى الثلاثة مثل سوريا التي هي عضو ملاحظ وأذربيجان، وسلطنة عمان. ويتوقع ان يضع رئيس الجمهورية في دورة الأوبيك على نقط الضعف، بالتركيز على وحدة القرار والحديث بلغة واحدة تجاه تحديات طارئة، ممثلة في الازمة العالمية، وهو موقف دافعت عنه الجزائر في كل الظروف، ورافعت بلا انقطاع من أجل الرؤية الموحدة لأعضاء الأوبيك، الذين يحتم عليهم التحدي، تجاوز سوء الفهم والتقدير، والحرص الشديد على تخفيض الإنتاج بالكيفية المطلوبة لإعادة الأسعار نحو الصعود التدريجي، تأمينا للمداخيل والمدخرات، والحد من السقوط الحر في الانهيار، والعودة الى تجربة مرارة الثمانينيات ونهاية التسعينيات. من جهة أخرى زيارة العمل التي يشرع فيها الرئيس بوتفليقة بدءا من التاسعة صباحا فتشمل الوقوف عند جملة من المشاريع، بعضها وضع حجرها الأساسي في زيارته الاخيرة لوهران في جوان ,2007 وتشمل المشاريع المشيدة، المركب متعددة الخدمات لسوناطراك، الذي انجز بأبهى حلة، ويستضيف قمة الغاز الطبيعي المميع سنة ,.2010 وخط السكك الحديدية أرزيو وهران،. وهناك محطة تصفية المياه القذرة لمجمع وهران الموجهة للري الفلاحي بالكرمة، تضاف اليها محطة التحلية بمرسى الحجاج التي تعالج مشكلة ندرة مياه الشرب وملوحتها بالباهية وضواحيها،، دون نسيان المشاريع الاستراتيجية في قطاعات حيوية كالعدالة والسكن الذي تعيش وهران مشاكله الحادة، وتسابق الزمن للتخلص منها عبر اعادة تهيئة البناءات القديمة الهشة وهي ليست بالقليلة، وانجاز سكنات اجتماعية ايجارية وتساهمية، تخرج السكان من الكابوس الذي يؤرقهم، ويبقيهم محل الانتظار على أحر من الجمر . ------------------------------------------------------------------------