كيري: مرتاحون للشفافية التي تطبع المسار الانتخابي أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، استعداد الجزائر توسيع علاقاتها الثنائية مع الولاياتالمتحدة لمجالات تتعدى الأمن والمبادلات التجارية. وأبدى كاتب الأمريكي، جون كيري، عزم بلاده تطوير التعاون بين الدولتين وبذل ما يلزم لذلك من جهود. انتهت الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري - الأمريكي، بالاتفاق على ترقية ما يربط الدولتين من علاقات إلى مستوى آخر يتعدى الطابع الأمني والاقتصادي الغالب عليها حاليا. وسمحت الدورة، كذلك، التي ترأسها رئيسا الدبلوماسيتين، رمطان لعمامرة وجون كيري، أمس الأول، بالجزائر العاصمة، بتأكيد تطابق وجهات النظر في عديد المواضيع المتعلقة بالإرهاب والجريمة العابرة للحدود في العالم وفي منطقة الساحل الإفريقي على وجه الخصوص. كما تلقى كيري رؤى لحل هموم بعض الدول العربية، وتأكيد التزامها بالعمل مع المجموعة الدولية لخدمة القضايا العادلة. وجدّد لعمامرة لنظيره الأمريكي في مجال التعاون الثنائي، خلال مداخلته لافتتاح الدورة، «كامل الاستعداد لتوسيع مجالات التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ميادين أخرى لم يشملها سابقا، مع تعزيز القائم منها في نفس الوقت»، معتبرا ذلك من أولويات الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وأكد وزير الخارجية، انتفاء أية قيود لتقوية هذه العلاقات، تمشيا مع الطموحات التي وصفها باللامحدودة والقائمة على التجدد، قائلا: «رغبتنا في المضي قدما متبنين أفكارا جديدة واستكشاف ميادين جديدة تتعدى مجالات التعاون الثنائي». وأشار رمطان لعمامرة، إلى أن الشراكة التي ينشدها الطرفان، تتجه نحو تحالف مبني على أسس صلبة قوامها الثقة والاحترام المتبادل، القيم والمصالح المشتركة. ولعل ما أثار ارتياح الطرف الأمريكي، هو ذلك الجزء المتعلق بالسوق الجزائرية والاستثمار الأجنبي، حين تلقى تطمينات بالنظر في كل الإشكالات المطروحة. وقال لعمامرة في هذه النقطة، إن «سوقنا مفتوح ومهيّأ لتجاوز كل العوائق والصعوبات المتبقية لجلب الاستثمار الأجنبي لبلادنا''، لافتا بذلك إلى المرونة التي تبديها الجزائر للتعامل مع مختلف التحفظات التي أبدتها الشركات الأمريكية المستثمرة. وتحدث في هذا الصدد، على المناقصة العمومية التي تحصلت عليها شركة «جينرال إليكتريك» الأمريكية لبناء مركبات لتوليد الطاقة الكهربائية والتي تعتبر أهم صفقة لهذه الشركة خارج التراب الأمريكي. الجزائر بلد متمحور حول السلم ومصدر للاستقرار وأفاد الوزير، أمام كيري، أن الانفتاح والشراكة الأجنبية، مبادئ تؤمن بها الجزائر وتعمل دائما على تكريس السلم والاستقرار، مؤكدا أنها لن تنحني أبدا أمام آفة الإرهاب. وقال: «إن بلدي متمحور حول السلم ومصدر للاستقرار، وكأكبر بلد في أفريقيا وأحد أهم أقطابها الاقتصادية، نعتقد أنه لا ينبغي أن نركز فقط على مبادلة السلع أو الأموال، بل يجب أن يشمل التعاون الاستقرار والأمن والتنمية». ونادى لعمامرة، «باستجابة شاملة وجهود منسقة لمحاربة الإرهاب العالمي الذي لا يعرف حدودا وليس له دين أو عقيدة»، مضيفا «أوكد لكم أن الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا في مواجهة الإرهاب لن تنحني أبدا أمام هذه الآفة». وهي نفس المسائل التي شدد عليها وزيرا خارجية البلدين في ندوة مشتركة بينهما ، حيث ذكر لعمامرة، على أن مبدأ الجزائر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لم يقلل من دورها في مكافحة الإرهاب، وحول الدور الجزائري في المنطقة وعقيدة سياستها الخارجية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، قال كيري، أن الجزائر تفهم جيدا مبدأ التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب، ولم يعرقل مبدأ عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للبلدان بتاتا الجهود المبذولة. .. الاتحاد الأوروبي تلقى دعوة مراقبة الانتخابات في الوقت المناسب أكد رمطان لعمامرة أول أمس، أن الجزائر وجهت الدعوة للاتحاد الأوروبي من أجل إرسال مراقبيه للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 افريل الجاري، في الوقت المناسب، وكشف انه لا علاقة لزيارة أمير دولة قطر وجون كيري، بالانتخابات لأنها شأن داخلي. كشف لعمامرة، على هامش ندوة الحوار الإستراتيجي الجزائري-الأمريكي، أن الوصول المتأخر للدعوة الموجهة للمراقبين الأوروبيين للانتخابات رواية غير صحيحة، وصلتهم في الوقت نفسه مع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وأوضح أن للاتحاد الأوروبي منهجية «فإما أن يرسل مراقبين أو محللين للانتخابات واكتفى بإرسال للجزائر وسيستفيدون من عمل الأفواج الأخرى. وقال أيضا، انه «نظرا لإمكانياتهم المحدودة لميزانية مراقبة الانتخابات وتركيزهم على مناطق أخرى من العالم تشهد توترات شكلت أولوية لهم، اكتفوا بإرسال محللين للانتخابات وهذا ليس موقف ضد الجزائر، بل العكس من ذلك تماما». وأكد الوزير في المقابل، انه لا علاقة لزيارة امير دولة قطر، وكاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية جون كيري، بالموعد الرئاسي المنتظر بعد اقل من أسبوعين لأنه «شأن داخلي يتعلق بسيادة البلاد، ولم تشكل موضوع أي حديث مع كيري». وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، أوضح لعمامرة، أن كيري فهم جيدا موقف الجزائر الذي شرحه له، والقائم على دعم جهود المبعوث الأممي كريستوفر روس للمنطقة، كما قال انه اهتم كثيرا بالطرح الجزائري لمعالجة الأزمة السورية عبر تغليب الحل السلمي. حمزة/م