الاستحقاق الرئاسي منعطف حاسم لمستقبل الجزائر والرابح فيها الشعب بالرغم من أنها أعلنت عن التزامها بالحياد اتجاه الانتخابات الرئاسية التي ستعرف الجزائر حتمية نتائجها هذا الخميس 17 أفريل الجاري، إلا أنها ترى على لسان رئيسها الشيخ عبد الرزاق قسوم، أن الحدث السياسي بالغ الأهمية بالنسبة لكافة الجزائريين والجزائريات كونه منعطف حاسم ومصيري في تاريخ ومستقبل الجزائر. لذا، دعا أمس، رئيس جمعية العلماء المسلمين، د. عبد الرزاق ڤسوم، من منبر "ضيف الشعب" عشية الاحتفال بيوم العلم الذي يعقبه الحدث السياسي الذي يشدّ إليه كل الأنظار المواطنين والمواطنات بالتحلي يوم 17 أفريل بروح المواطنة المسؤولة، والقائمين على العملية بالالتزام بالنزاهة والحيادية والشفافية لان الرابح الوحيد في هذه العملية هي الجزائر والشعب الجزائري. وأكد قسوم بأن "الاستحقاق الانتخابي أو ورئاسيات 17 أفريل، يوم هام جدا بالنسبة للشعب الجزائري بكل مكوناته، لأنه مصيري واستثنائي ، إذ يأتي كل خمس سنوات، ويخطأ تماما من يعتقد أن أية مؤسسة أو وهيئة قد تغفله أو تتجاهله ناهيك عن حياة العام والخاص." و«إن كانت جمعية العلماء المسلمين قد أعلنت رسميا عن حيادها إزاء الاستحقاق، أيام قبل انطلاق الحملة الانتخابية" إلا أنه يجب حسب الشيخ قسوم أن "ينظر إلى هذا الحياد من الجانب الايجابي لا السلبي، لأن الجمعية، لا تزكي أحد على حساب أحد ، ولا تتخندق مع أحد على الأخر، ولا تعلن ولائها لأحد دون الآخر، بل تترك المجال مفتوح ومطلق الحرية لكافة أعضائها ليساندوا أو يتعاطفوا شخصيا مع من يرون أنه يحترم ويدافع عن المبادئ والثوابت القارة للأمة الجزائرية: الإسلام والعروبة والوحدة الوطنية". وتحسبا ليوم 17 أفريل الذي أثيرت حوله العديد من المخاوف دعا الشيخ قسوم، أن "يسمو كل المواطنين والمواطنات المعنيين بهذا الواجب والحق الدستوري إلى مستوى المواطنة المسؤولة، والابتعاد عن البلبلة والفتنة»، فنحن كما أضاف" لابد أن نتعامل مع الحدث كرياضيين أو لاعبي كرة القدم الذين يتمنون دوما الفوز للأفضل، وعلينا إذا أن نهنئ من يفوز بالانتخابات في النهاية ونتمنى له الأفضل لان من ستفرز عن اسمه صناديق الاقتراع في النهاية، جزائري بالأصالة والمطلوب منه أن يعلو بالجزائر إلى ما يأمله ويطمح له المواطنون والمواطنات، فالبقاء في النهاية للجزائر". نحن ضد كل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية ولم تنحصر دعوة الشيخ عبد الرزاق قسوم على الناخبين والناخبات فقط ومطالبتهم بالتحلي بروح المواطنة وبالمسؤولية، بل شملت أيضا أعضاء الإدارة وكل المعنيين من قريب أو بعيد بعملية الاقتراع، حيت قال: "ندعو كل القائمين على العملية الانتخابية أن يتسموا بالنزاهة والحيادية والشفافية بكل معانيها، كما نأمل أن يخلو يوم 17 أفريل من كل أنواع العنف المادي والمعنوي وان نجعل من هذا الحدث السياسي المصيري يوما للتسامح والاعتدال واحترام القانون" . وفي إجابته عن موقف جمعية العلماء المسلمين من ما يروج حاليا على الساحة السياسية وحتى الإعلامية من دعوات لنشر الفتنة والبلبلة والتوعد بزعزعة الاستقرار والمساس بالوحدة الوطنية ، وحتى بعض التهديدات التي صدرت من بعض المترشحين في أواخر ايام الحملة الانتخابية، والتي خلقت نوعا من القلق في أوساط المواطنين، قال الشيخ قسوم " نحن نساند حق المواطن الجزائري في التعبير عن رأيه حتى في لجوئه إلى الوقفات السلمية في الشارع لذلك، لكننا لا نتفق بل ونحن ضد من يحاول المساس بالوحدة الوطنية، ومن يعتمد لغة التهديد والوعيد باسم الجهوية والإقليمية، ونعارض بقوة كل من يطالب بالتدخل الأجنبي في شؤون الجزائريين أو من يدعو إلى الانفصال".