لم تكن الذكرى ال 69 للاحتفال بالانتصار على النازية كسابقتها هذه السنة، حيث تجري هذه المرة في ظل توتر حاد بين الفريق المنتصر أي روسيا، والدول الغربية جراء الأزمة الأوكرانية، بعدما شكل هذا الحدث و لعقود; نقطة تطابق في وجهات النظر بعد القضاء على عدو مشترك اسمه الحزب النازي، انجاز يحتفل به يوم ال09 ماي من كل سنة. في خطوة وصفها الغرب بالاستفزازية حل أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجمهورية القرم في أول زيارة لشبه الجزيرة منذ انفصالها عن أوكرانيا، للاحتفال بالذكرى ال69 لانتصار الجيش الأحمر السوفياتي على النازية التي توافق الذكرى ال70 لتحرير القرم من الجيش النازي. ومن مدينة سيباستوبول ذات الأغلبية الروسية، حيّ بوتين قطع البحرية المرابطة في البحر الأسود التي تعتبر من أكبر وأهم القطع التابعة للبحرية الروسية على الإطلاق. الدول الغربية من جهتها أبدت مخاوفها من إجراء استعراضات عسكرية روسية في جمهورية القرم التي انضمت إلى روسيا شهر مارس الفارط بعد استفتاء شعبي، انضمام لم تعترف به هذه الدول الى حد الساعة وفي هذا الإطار نددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بقرار السلطات الروسية تنظيم استعراضات عسكرية للاحتفال بالذكرى المزدوجة في الوقت الذي تعيش المنطقة وضعية حرجة للغاية. هذا و تحتل مدينة سيباستوبول مكانة كبيرة لدى الروس فقد شكلت خلال الحملة النازية على الاتحاد السوفياتي بين سنتي 1941 و1942 مركزا عسكريا متقدما للدفاع عن مدينة ستالينغراد، حيث أخرت تقدم الجيش النازي نحوها ونحو منطقة القوقاز وبعد احتلالها من الجيش النازي واستطاع الجيش الأحمر استعادتها يوم التاسع ماي 1944 ومنذ اليوم أطلق عليها اسم المدينة البطلة. بوتين بعث برسالة قوية إلى الغرب من خلال المشاركة في الاحتفال بالذكرى السبعين لتحرير شبه جزيرة القرم من النازية مفادها أن روسيا التي صمدت أمام النازية ستصمد أمام كل المحاولات الغربية و أن ضم هذه المدينة إلى روسيا قرار لا رجعة فيه ستدافع عنه روسيا بكل قوة و الاستعراضات التي أجراها الجيش الروسي في الساحة الحمراء بمناسبة الذكرى ال69 للانتصار على النازية أكثر من مجرد استعراض عضلات.