اقتراح إعلان قالمة عاصمة للتراث الأثري في غضون السنتين القادمتين. برمجت جمعية النداء المغاربي للتعاون الثقافي والحوار المتوسطي لقالمة، ندوة حول» التراث الأثري في المنطقة المغاربية بين حوافز التاريخ وأعباء الأيديولوجيا»، المقررة اليوم بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي. يتم مناقشة مسألة مدى إمكانية إعداد ملف خاص باقتراح إعلان ولاية قالمة عاصمة للتراث الأثري في المنطقة المغاربية في غضون السنتين القادمتين، حسب ما أكده رئيس الجمعية السيد فوزي حساينية ل»الشعب». قال حساينية ل»الشعب» ان هذه التظاهرة الثقافية تتناول أربعة محاور أساسية، خاصة ما تعلق بما تكشف عنه الدراسات العلمية بخصوص تماثل وتشابه وحدة التراث الأثري في المنطقة المغاربية من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية اللاحقة، عكس ما ينجم عن القراءات الايديولوجية من تفسيرات وتأويلات لا تعكس دائما حقيقة الأمور، ويركز المحور الثاني على مناقشة الأفكار الشائعة التي مفادها أن المنطقة المغاربية لم تكن شيئا مذكورا قبل وصول الفينيقيين الذين ينسب إليهم تقريبا كل شيء، في حين تكشف الأبحاث الأثرية والدراسات العلمية الموثوقة أن المنطقة المغاربية قد نجحت في الدخول إلى العصر التاريخي، وتمكنت من قطع أشواط واسعة في إنتاج الحديد والنحاس وتنمية مختلف الأعمال الزراعية والحيوانية قبل مجيء الفينيقيين بقرون عديدة، وبعبارة أخرى فإن المنطقة المغاربية قد شرعت في المساهمة في الإنتاج الحضاري قبل وصول الفينيقيين بقرون عديدة. كما يتخلل اليوم الدراسي، حسب فوزي حساينية رئيس الجمعية، مناقشة مسألة مدى إمكانية إعداد ملف خاص باقتراح إعلان ولاية قالمة عاصمة للتراث الأثري في المنطقة المغاربية في غضون السنتين القادمتين، انطلاقا مما تتوفر عليه هذه الولاية من ثروة أثرية هائلة ابتداء من عهود ما قبل التاريخ وصولا إلى كل العصور التاريخية، والحضارات التي عرفها حوض البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن مزايا الموقع الجغرافي الممتاز والطبيعة الغنية الساحرة. وذكر في هذا الصدد: «يبدو أن الرومان أدركوا أهمية هذه المنطقة ومزاياها الاستراتيجية بطريقة أفضل بكثير من إدراك المسؤولين حاليا، وهو ما يفسر المكانة الرفيعة التي تمتعت بها هذه المنطقة في القرون الماضية على خلاف واقعها الراهن» .... وأشار إلى أن اختيار ولاية قالمة، سيسمح لولايات الشرق على غرار تبسة، سوق أهراس وخنشلة للمشاركة في الفعاليات الثقافية الكبرى وعلى رأسها اليوم الدراسي الذي يعنى بالتراث بغرض نقل الاهتمام بهذا الملف من الدائرة الأكاديمية إلى الدائرة الشعبية، والقيام في نفس الوقت بعملية ترميم واسعة وعلمية لمختلف المعالم والمواقع الأثرية. للاشارة ينشط أشغال الندوة مختصون في الآثار والتاريخ وعلوم الاجتماع والإعلام يمثلون بعض الجامعات ومراكز الأبحاث المغاربية، كما سيشارك مختصون جزائريون من جامعة 08 ماي 1945 بقالمة، ومن الوكالة الوطنية للممتلكات الثقافية المحمية على غرار الأثريين المعروفين الأستاذ ناصر شيكر والباحث بن داود، علما وأن معرضا حول الآثار في مختلف الدول المغاربية سيجري تدشينه بهذه المناسبة.