نداء الأمين العام للأمم المتحدة للمجتمع الدولي بتقديم المزيد من الدعم البشري والمادي لقوات حفظ السلام "المينسما" المكلفة بتأمين شمال مالي له مايبرزه في الواقع بعد المواجهات التي شهدتها المنطقة بين 17 و21 ماي الماضي. وهي مواجهات امتدت بين المجموعات المسلحة في الشمال والجيش المالي وهذا على مرأى ومسمع هذه القوة التي وجدت نفسها علاوة على ذلك تتعرض للمزيد من الهجمات الإرهابية كان آخرها الأربعاء الماضي فقدت فيه أربعة من أفرادها. نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو وأمام هذا الوضع المتفاقم ابلغ الخميس مجلس الأمن أن "المينيسما" ستلجأ إلى استعمال طائرات دون طيار من اجل حماية المدنيين والأفراد التابعة العاملة في الشمال المالي، مؤكدا أن هذا النوع من الطائرات من شأنه تقديم معلومات مهمة حول الوضع هناك في الوقت الذي لايزال فيه وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة الاتحاد الإفريقي هشا يقابله ازدياد التواجد العسكري للجماعات المسلحة وسيطرتها الإدارية على كيدال إحدى - كبرى مدن الشمال المالي- وأضاف لادسو أن هذه المعطيات تبين مدى حجم العمل الذي ينتظر القيام به من اجل استتباب الأمن و عودة الاستقرار إلى مالي وإلى مناطق الشمال على وجه الخصوص. في السياق ذاته و حول سير المفاوضات بين باماكو و المجموعات المسلحة في الشمال رد وزير خارجية مالي على انتقادات أممية لسلطات بلاده تتهمها بالتماطل والتسويف في المسار التفاوضي مع حركات الشمال الذي لا يزال يراوح مكانه رغم مرور سنة على توقيع اتفاقية واغادوغو وذكرعبد اللاي ديوب رئيس دبلوماسية مالي من منبر الأممالمتحدة بموقف بلاده الثابت بالعملية السياسية في هذا الشأن والمشروط بإلقاء المجموعات في الشمال لسلاحها وإثبات عدم ارتباطها بالجماعات الإرهابية والعودة إلى التجمعات التي أقيمت في مدن الشمال لحشد المسلحين وفق اتفاق سابق بين باماكو والمجموعات المسلحة في الشمال.و هي النقاط نفسها التي أكد عليها من ناحيته الوزير الأول المالي موسى مارا لمجلس الأمن الاممي. الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي محمد ولد عبد العزيز أكد من جهته أن اتفاق وقف إطلاق النار بين باماكو والمجموعات المسلحة الذي تم التوصل إليه يوم 21 ماي الماضي لا يعتبر اتفاقا نهائيا ولكن من شانه أن يفتح الطريق لاستئناف المفاوضات مشيدا بما تم التوصل إليه في الجزائر والدور تلعبه دول أخرى تسعى من خلاله الوصول إلى اتفاق سلام بين مختلف المجموعات المسلحة في الشمال و حكومة باماكو.