يرتقب أن تقوم الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي بنشر طائرات من دون طيار للمساعدة في حماية المدنيين والقوات الأممية في منطقة الشمال المضطرب الذي أضحت فيها الجماعات المسلحة فعالة عسكريا ومسيطرة إداريا إلى حد ما على كيدال ومدن أخرى ، فيما واصلت حركتان في شمال مالي سعيهما لتحقيق الوحدة والعمل من أجل دفع الحوار وتحقيق السلام في شمال مالي. تواصل الأممالمتحدة مساعيها من أجل تدعيم قواتها في شمال مالي لتفادي الهجمات التي تستهدفها وتستهدف المدنيين في هذه المنطقة، فبعد نجاح استعمال طائرات من دون طيار في الكونغو تقرر توسيع ذلك إلى دول أخرى مثل مالي، وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو مجلس الأمن الدولي الليلة بأن قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي ستقوم بنشر طائرات من دون طيار للمساعدة في حماية المدنيين والقوات الأممية في منطقة الشمال المضطرب التي تعرضت مؤخرا إلى هجمات من المسلحين، وأضاف المسؤول الأممي إن الطائرات من دون طيار ستقدم معلومات حيوية لقوات حفظ السلام موضحا أن »وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الاتحاد الإفريقي غير مستقر والجماعات المسلحة أصبحت فعالة عسكريا ومسيطرة إداريا إلى حد ما على كيدال ومدن شمالية أخرى«، وواصل يقول أن »القتال المأساوي في كيدال وما تبعه وانعدام الأمن بصفة عامة الناجم عن وجود الجماعات المسلحة في شمال مالي يلقي الضوء على العمل الكثير الذي مازال يتعين القيام به لتحقيق الاستقرار في البلاد«، للإشارة فإن الأممالمتحدة تستخدم بالفعل الطائرات بدون طيار في عملياتها لحفظ السلام في الكونغو وفي الشهر الماضي قال لادسو إنه يود نشر طائرات بدون طيار في دول مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس عمليات حفظ السلام بالمنظمة الدولية هيرفي لادسو قد حذر الأربعاء الفارط من خطورة استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في مالي، ولاسيما في منطقة كيدال الشمالية وقال المسئول الأممي في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي إنه يتعين إجراء محادثات سلام علي وجه السرعة بين الحكومة والجماعات المسلحة بهدف العمل علي تعزيز الاستقرار في مالي ومعالجة التدهور الحاد في الأوضاع الأمنية في كيدال الشمالية، مؤكدا في توصياته إلي أعضاء المجلس »إن حجر الزاوية في استقرار مالي يكمن في إجراء عملية سياسية ناجحة وفقا لاتفاق واقادوقو، لإعادة إحلال الأمن وحماية المدنيين«. ومن جانب أخر بدأت ملامح عودة أجواء الحوار إلى شمال مالي منذ التوقيع على »إعلان الجزائر«، حيث أكد المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد التزامهما بالتوصل سريعا إلى تحقيق الوحدة وجددا التزامهما بالحوار مع السلطات المالية لتسوية الأزمة في شمال مالي بشكل سلمي ونهائي، وأعربت الحركتان اللتان اجتمع ممثليهما من 17 إلى 19 جوان بالجزائر العاصمة في بيان مشترك صدر أول أمس الخميس، وقع عليه الأمين العام للحركة العربية للأزواد أحمد ولد سيدي محمد و رئيس المجلس الأعلى لتوحيد الأزاواد الغابس آغ انتالا عن »رغبتهما في ترقية مزايا المصالحة ووحدة الصف والانسجام والتسامح والحوار داخل مجتمع الأزواد بكل مكوناته«، كما قررت الحركتان أيضا عدم ادخار أي جهد قصد »التوصل سريعا إلى تنسيق من شانه أن يفضي إلى وحدة حركتيهما«. واتفق الجانبان على »توفير الظروف المناسبة لتسيير تشاوري للأمن بين قاعدتيهما وجنودهما بشكل يسمح بتعزيز حركية التهدئة الجارية، »والتحلي بالاستعداد التام للعمل مع الحركات الأخرى من أجل تنسيق أكبر في مواقفهما حول التفاوض بغية التوصل إلى تنسيق وتوحيد الصفوف«، كما قرر المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد والحركة العربية للأزواد »توحيد وتنسيق مواقفهما وأعمالهما في إطار أي مسعى يرمي إلى البحث عن حل سلمي ونهائي للنزاع بهدف تسهيل تنصيب في أقرب الآجال تنسيقية تضم كل الحركات المشاركة في مسار المشاورات التمهيدية التي شرع فيها بالجزائر العاصمة تحت إشراف الجزائر«.