تشهد الكثير من الأحياء السكنية ببومرداس غيابا شبه تام لأعوان الرقابة والأمن أمام مداخل العمارات، أو الحراس المكلفين بحفظ النظام ومراقبة الحركة داخل هذه المباني العمومية مثلما ألفه المواطن من قبل، حيث توجد بعض الأحياء السكنية الجديدة خاصة الاجتماعية منها في حالة فوضى كبيرة، ولم يعد قاطن العمارة يدرك جاره من القادم إلى الحي، ما أدى إلى انتشار العديد الآفات الاجتماعية بين شباب هذه الأحياء، منها السرقة، المخدرات وغيرها. أدى تراجع بعض المؤسسات العمومية المكلفة بإنجاز وإدارة الأحياء السكنية عن دورها في تخصيص أعوان حراسة عند مداخل العمارات، إلى انتشار الكثير من الآفات السلبية خاصة منها السرقة، حيث لم يعد قاطنوا بعض العمارات في الأحياء مطمئنين على سكناتهم بسبب ارتفاع ظاهرة السرقة بالكسر، الاستيلاء على السيارات وبغيره حتى في وضح النهار، الأمر الذي دفعهم إلى تكليف حارس خاص يقوم بمهمة حراسة حظيرة السيارات ليلا مقابل دفع شهري يتعدى أحيانا قيمة 600 دينار للشخص الواحد، لكن تبقى مداخل العمارات مفتوحة، وأحيانا يلجأ بعض القاطنين كأقل مجهود إلى غلق مدخل العمارة ليلا لتجنب المتاعب التي قد يتسبب فيها الأشخاص المنحرفون. هذا ورغم التأكيد في دفتر الشروط الموقع مع هذه المؤسسات الخاص بخدمات الصيانة، النظافة والأمن، التي يدفع تكاليفها المواطن، إلا أن العديد منها لا تحترم هذه الشروط، وإن وجدت البعض من هذه الخدمات فهي لا تتعدى الأشهر الأولى من تسليم المشروع ثم تغيب تماما وتدخل هذه الأحياء في فوضى، ولعلّ من أبرز الأحياء السكنية التي تعيش هذه الظاهرة هي أحياء عدل في كل من تيجلابين وقورصو باعتبارها تجمعات سكنية حضرية، جاءت لترقية قطاع السكن وتقديم مشاريع لأحياء سكنية شبه راقية ومتكاملة من حيث الخدمات الأساسية للسهر على راحة المواطنين، حتى لا نتحدث عن الأحياء السكنية التي سلمت في إطار السكن الاجتماعي التي لا تتوفر على هذه الخدمات بتاتا، حيث يشتكي المواطنون المستفيدون من هذه المشاريع من انتشار السرقة والفوضى داخل العمارات، مع لجوء بعض الشباب والمراهقين إلى العبث بالممتلكات العامة والتطاول على مختلف الفضاءات العمومية، فلم تسلم لا الواجهات الداخلية و لا الخارجية و لا حتى المصاعد المعطلة التي نهبت منها بعض الوسائل التقنية الحساسة باهضة الثمن كالمفكرات مثلما شهده حي عدل بزموري الذي ترتفع بعض عمارته إلى 10 أدوار ، حيث عرفت هذه المصاعد حسب تصريحات عدد من سكان الحي حالة من العبث من قبل أطفال ومراهقين بدون رقيب أو رادع من أحد حتى تعطلت كليا، وبالتالي كان سكان الحي وكبار السن من الشيوخ والعجائز هم ضحايا هذه الوضعية المزرية نتيجة غياب دور حارس العمارة.