تحية للذين اختاروا الاستشهاد من أجل أن تحيا الجزائر احتضن متحف المجاهد بمقام الشهيد بالعاصمة، ليلة أمس، الاحتفالات الرسمية، في سهرة احتفائية من عبق التاريخ بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب تحت إشراف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، الذي كان مرفوقا بكل من وزيري الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ووزير العمل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، إلى جانب شخصيات وزارية سابقة، على غرار كل من المجاهدة الوزيرة زهور ونيسي والوزير الأسبق محى الدين عميمور والسعيد عبادو وزير المجاهدين الأسبق الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وصديق الثورة فليسين كلوزي ورؤساء منظمات الأسرة الثورية أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين ومعطوبي حرب التحرير وجمع من المجاهدين والمجاهدات الذين حضروا هذه الاحتفائية بالرغم من تقدمهم في العمر. تحدث وزير المجاهدين في كلمته الافتتاحية بالمناسبة، مذكرا الحضور بتجديد العهد مع ذاكرتنا الجماعية التي يجب أن نستلهم منها العبر والدروس عبر الأحداث التي سجلتها ثورتنا المجيدة ودونتها تضحيات جيل من الشهداء والمجاهدين الذين حرصوا على أن تبقى الجزائر شامخة وواقفة برجالها ونسائها الأشاوس. وأضاف، أن عيد الاستقلال 5 جويلية، هو محطة تاريخية تبقى خالدة في ذاكرة الأمة إلى الأبد نتيجة لما قدمته من دروس في المقاومة والصمود إلى أن تحرر الوطن من الاستغلال والاستعمار. هو عهد أمة بكاملها لأن الجزائر حق وتمجد رسالة الحق. وأضاف في نفس السياق، أن يوم 5 جويلية هو يوم يجسد مدرسة فكرية وطنية ويجسد الإخلاص للشهداء والاعتزاز والافتخار الوطني وأيضا الدفع بالروح الوطنية والوفاء للرجال والنساء الذين اختاروا الاستشهاد من أجل منح الحياة للشعب. حيث أشار زيتوني إلى الاجيال الصاعدة طالبا منها استلهام العبر والاقتداء بعظماء الثورة التحريرية والاعتزاز بالوطن الذي كانت تكلفة استقلاله باهظة جدا روته قوافل من الشهداء بدمائهم. وأردف قائلا، إن الوطنية هي قوة البناء والتحدي، منوها بالإنجازات التي تحققت في عهد المجاهد رئيس الجمهورية عبد العزيز عبد بوتفليقة، الذي أعطى عمره وأفنى شبابه خدمة لهذا الوطن والذي يجب أن نذكره في هذا المقام. وأضاف الوزير بالمناسبة، وعيد الاستقلال يصادف شهر رمضان الكريم فإن المتاحف التابعة للقطاع ومركز الدراسات التاريخية ولجان تسجيل الشهادات تنتظر من الآباء المجاهدين من هم على قيد الحياة تسجيل شهاداتهم التاريخية وإيداع الوثائق التي يملكونها بمراكز التاريخ والمتاحف لتكون ملك الأمة وشاهدة على جهاد وبسالة هؤلاء. وذكر الوزير في آخر كلمته معرجا على التوترات الدولية التي يشهدها الساحل الإفريقي وما يجب أن يكون أمام هذه المواقف من استعداد نفسي لجعل الجزائر قبلة للتنمية والازدهار، لأن هدفنا الجزائر ورسالتنا الوفاء والإخلاص، بعدها تم عرض شريط لمدة 18 دقيقة يروي شهادات أعضاء من الرعيل الأول الذين تكونوا في الحركة الوطنية ثم المنظمة السرية، أعده الصحافي نبيل حمداش ومن إنجاز المركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية وتاريخ ثورة نوفمبر والتي تكللت بمجموعة 22، هذه الأخيرة كان لها الفضل في تفجير ثورة الفاتح من نوفمبر، على غرار كل من المجاهد إبراهيم شرقي، الفقيد أحمد محساس والمرحوم رمضان عسلة، عمر بوداود والمجاهد سيد علي الذي يعود له الفضل في إنجاز هذا الشريط بفضل الأحداث التي ذكرها والشهادة التي قدمها طول مدة الشريط.