تعرّف الجمهور على موهبته من خلال البرنامج الفكاهي "كوميديا فن"، الذي يقدمه الفنان صالح أوقروت ويبّثه التلفزيون الجزائري في شهر رمضان، عضو نشط في فرقة "الجمال المضحكة" ونادي "أجيال وهران" والمجموعة التطوعية "خير شباب"، يملك قدرات هائلة في تأدية مختلف الأدوار الكوميدية، قدّم العديد من العروض ونشّط تظاهرات فنية وتطوّعية، تحصّل هذا العام على شهادة البكالوريا تخصص رياضيات. هو زين الدين سماعين ابن عين الترك بالباهية وهران، يتحدث في هذا الحوار مع "شباب بلادي" عن أعماله وطموحاته ومشاريعه المستقبلية، وغيرها من المواضيع. ❊ الشعب: نريد أولا معرفة كيف كانت بدايتكم مع عالم المسرح الكوميدي؟ ❊❊ الكوميدي نور الدين سماعين: انطلاقتي كانت مع المسرح المدرسي حين كان عمري لا يتجاوز 7 سنوات، بعد اختياري لتعويض تلميذ غاب عن أداء دور في مسرحية عرضت بالمدرسة من طرف أستاذ المسرح مراد ميلود، وكان أدائي جيدا ومقنعا للغاية حسب الجمهور والأستاذ، وهي أول مسرحية شاركت فيها، كانت تحمل عنوان "صفير البلبل"، ومن ثمة كانت البداية. بعدها شاركت في عدة ورشات تكوينية، واقتحمت النشاط الجمعوي عبر جمعية "أجيال وهران"، التي كان لها حضور قوي، فتحت لي أبواب المشاركة في عدة مسرحيات فكاهية على المستويين المحلي والوطني، وتخصّصت فيما بعد في المسرح الارتجالي، بالإضافة إلى ذلك قمت بتنشيط العديد من التظاهرات الفنية والتطوعية مثل مهرجان "ريتم بلادي"، وأنجزت أعمالا في ال«وان مان شو". ❊ بين المسرح والدراسة كيف تمكّنتم التوفيق بينها؟ ❊❊ صحيح أنّ الانشغال بالمسرح أثّر نوعا ما على دراستي، لكنّي تجاوزت الأمر بمساعدة الوالدة الكريمة، التي هي أصلا أستاذة حفّزتني وشجّعتني على بذل الجهد للنّجاح في الدراسة، وهو ما تحقّق حيث تحصّلت هذا العام على شهادة البكالوريا تخصّص رياضيات، وسأختار مواصلة دراستي الجامعية بالمدرسة العليا للفنون الدرامية والإخراج، حتى يكون هناك ترابط بين طموحاتي الفنية والدراسية. ❊ نتحدّث الآن عن مشاركتكم في الطبعة الثانية للبرنامج الفكاهي "كوميديا فن"، كيف تقيّمونها؟ ❊❊ اتّصالي بهذا البرنامج كان عن طريق زميلي وصديقي زوبير بلهور، الذي تحصّل على الجائزة الأولى في الطبعة الأولى، ألحّ عليّ لكي أشارك، وبالفعل تجاوزت "الكاستينغ" بنجاح، وتشرّفت بالظهور في البرنامج طيلة شهر رمضان الماضي، سمحت لي هذه الفرصة بلقاء ممثلين كبار كصالح أوقروت، والاستفادة من خبرة المخرجة فاطمة بلحاج، التي ساعدتنا كثيرا. كانت تجربة ناجحة جدا وتلقّيت بعدها عدة عروض لأداء أدوار في أعمال فكاهية، شاركت في البعض منها ورفضت أخرى تزامنت مع فترة الامتحانات، لأنّي ركزت كثيرا هذا العام على دراستي حتى أنجح في البكالوريا، كما شاركت في حصص ب«كنال ألجيري" وفي الأيام المفتوحة لقناة القرآن الكريم، وقدمت عروضا مع الفرقة المسرحية "الجمال المضحكة" على مستوى ولايات بومرداس، الجزائر العاصمة، سطيفووهران. ❊ وشاركت في "هابي وهران"..؟ ❊❊ فعلا فبحكم أنّني معروف بنشاطي الجمعوي المكثّف على مستوى وهران، اتّصل بي المشرفون على العمل، وبكل تواضع لم أرفض الدعوة. ❊ ماذا عن نشاطاتكم في شهر رمضان هذا العام؟ ❊❊ أقدّم في رمضان هذه السنة 20 عرضا كوميديا في قاعات وهران ومستغانم، في نوع المسرح الارتجالي الصعب نوعا ما، لأنّ الأداء الفكاهي يكون بطريقة تلقائية وعفوية حسب الكلمة أو الجملة التي يختارها الجمهور. ❊ ما هو الكوميدي الجزائري الذي ينال إعجابكم؟ ❊❊ هناك ممثّلان كوميديان أعتبرهما الأحسن في الجزائر، هما عثمان عريوات الذي مع الأسف غائب عن الساحة الفنية، وصالح أوقروت الذي تشرّفت كثيرا بالعمل معه في برنامج "كوميديا فن"، يملك شخصية رائعة ومرحة. ❊ في رأيكم من هو الكوميدي الناجح؟ ❊❊ هو الذي يتقبّل النّقد ويكون متواضعا جدا ومبدعا. ❊ من يصنع نجاح الكوميدي، التكوين أو الموهبة، أو الاثنان معا؟ ❊❊ في الكوميديا الموهبة تلعب دورا كبيرا في نجاح الممثل، ودونها لن يتمكّن الكوميدي من الوصول إلى قلوب الجمهور ويكون مصيره غالبا الفشل، هذا لا يقلّل من أهمية التكوين الذي يكمل الموهبة. ❊ هل الشاب الموهوب في الجزائر يجد المحيط المشجّع على النجاح دون عوائق أو مشاكل؟ ❊❊ نعم، فمن يبحث على النجاح والوصول إلى تحقيق أهدافه وطموحاته سيتمكّن من ذلك. أما الصعوبات التي يجدها أي فنان في مسيرته فهي محفّز أكثر منها معرقل لتقديم الأفضل. ❊ هناك من يعتقد أنّ ظهور قنوات تلفزيونية خاصة سيشجّع الفنانين الشباب على البروز، ما رأيكم؟ ❊❊ هذا ما نتمنّاه، فالقنوات التلفزيونية تفتح للكوميدي الشاب العديد من الآفاق، منها الوصول إلى جمهور أوسع وتطوير موهبته، ولاحظنا في الآونة الأخيرة نشاط العديد من الكوميديين الشباب عبر "اليوتيوب" حصلوا على شهرة، لكنها تبقى محدودة في نطاق مستعملي الوسائط الاجتماعية، عكس القنوات التلفزيونية التي يتابعها مشاهدون من كل الأعمار. ❊ ما هي مشاريعكم وأهدافكم المستقبلية؟ ❊❊ حاليا أحضّر لعمل فكاهي ثنائي مع الكوميدي وليد محمد شريفي في نوع المسرح الارتجالي، وأطمح للمشاركة مستقبلا في أفلام كوميدية. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ الكوميديا فنّ يحمل رسائل اجتماعية هادفة، والممثل يحاول من خلال العروض والأعمال المقدمة، التوعية والتحسيس بمختلف الظواهر بأسلوب مسلٍّ ومضحك، له تأثير كبير على شريحة واسعة من المجتمع الجزائري الذي يحبّذ الأعمال التي ترفّه عنه. وشكرا على اهتمامكم بالمبدعين والفنانين الشباب.