يشرع الوزير الاول الفرنسي فرانسوا فيلون اليوم في زيارة عمل للجزائر، تدرج ضمن المساعي الحثيثة لتعزيز العلاقات الثنائية، وهي علاقات يحرص رئيسا البلدين عبد العزيز بوتفليقة ونيكولا ساركوزي على منحها الطابع الاستراتيجي المتميز ويحتل ملف التعاون النووي مكانة بارزة في رزنامة زيارة فيلون الاولى للجزائر منذ توليه حقيبة رئاسة الحكومة الفرنسية. وخضت الزيارة لترتيبات مهدت لها زيارات مسؤولين فرنسيين منهم جون لوي بورلو وزير البيئة والطاقة والتنمية المستديمة وتهيئة الاقليم. ويجري فرانسوا فيلون بعد حلوله بمطار الجزائر الدولي هذا الصباح، محادثات مكثفة مع رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، تفضي الى امضاء اتفاق اطار حول التعاون النووي، وهو اتفاق توصل اليه الطرفان الجزائري والفرنسي غداة زيارة الرئيس ساركوزي للجزائر في ديسمبر الماضي، وتطلب مواصلة المشاورات والدراسة لاستكمال بنوده لاحقا قبل الامضاء النهائي. ويكون للوزير الاول الفرنسي طيلة زيارة العمل التي تدوم يومين، نشاطا مكثفا حيث يتفقد عدة منشآت ومشاريع تتولى فرنسا تجسيدها في اطار الشراكة الاستراتيجية مع الجزائر، وهي مشاريع تجعل البلد في صدارة المستثمرين خارج المحروقات. ويعلن فيلون في زيارته للصنوبر البحري عن الافتتاح الرسمي للمدرسة الجزائرية العليا للاعمال التي يعول عليها في تخرج اطارات وكفاءات مهنية تحتاجها المؤسسة الجزائرية، ويطالب بها الاقتصاد الوطني الذي يخوض معركة مصيرية من اجل الخروج من حالة الندرة الى الانتاج الموسع والتصدير، ويتخذ من الشراكة مع الاتحاد الاوروبي نافذة في غاية الاهمية للتسويق الى ابعد الفضاءات الحرة الخالية من الاكراهات الجبائية والجمركية. ويزور الوزير الاول الفرنسي موقع ترامواي بساحة اول ماي، ليتوقف عند مدى تقدم انجاز هذا المشروع الاستراتيجي الذي تتولى فرنسا تجسيده، الى جانب الميترو المعول عليه في تسوية ازمة النقل نهائيا بالعاصمة والقضاء على زحمة حركة المرور وضوضائها وضجيجها ومتاعبها. وعلقت وزيرة الاقتصاد والصناعة والتشغيل السيدة كريستين لاغارد على اهمية زيارة فيلون ورأت فيها فرصة ذهبية لتعزيز صرح الشراكة المتميزة المرتسمة المعالم. وقالت السيدة لاغارد التي توجد ضمن الوفد الوزاري الفرنسي القادم للجزائر، ان زيارة فيلون تعزز العلاقات الثنائية لاسيما في ميدان الاستثمار واكدت ان السوق الجزائرية مغرية للرساميل، وفرنسا تريد ان تكون لها مكانة في هذا الفضاء الذي يضيع تحت حدة المنافسة. ورأت مصادر دبلوماسية عشية زيارة فيلون للجزائر ان عقود واتفاقات في غاية الاهمية تمضى بالجزائر، ترجمة للعلاقات الثنائية المتميزة بحق ويتصدرها اتفاق التعاون النووي الذي يقضي بتحويل التكنولوجية الفرنسية للجزائر. وتحدث عن هذا الملف شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الفرنسي بورلو مؤخرا، وكشف الوزيران عن تعاون وثيق في مجال الطاقة وتعزيز ما تتولاه الوكالة الوطنية لترقية واستخدام الطاقة الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، وكالة البيئة والتحكم في الطاقة.. وتجرى المشاورات لتشكيل فوج عمل لتحديد محاور الشراكة في الطاقة الشمسية،، وتجسيد مشروع محاربة التلوث البحري الذي وضعته الجزائر اربع سنوات مضت، وتتجاوب معه فرنسا التي اقتنعت بجدوى تطهير المتوسط من كل كارثة وخطر بيئي سيما وهي تحمل المشروع من اجل المتوسط، وهو مشروع مدرج أيضا في رزنامة زيارة فيلون للجزائر. فنيدس بن بلة استمرار ندرة دواء الامراض المزمنة الصيادلة يدقون ناقوس الخطر والوزارة مطالبة بالتحرك السريع لم تتوقف النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة »سنابو« عن دق ناقوس الخطر من استمرار ازمة الانقطاع الحاصل في مخزون الادوية ولاسيما تلك المتعلقة بالامراض المزمنة وذلك منذ بداية العام الجاري تاريخ بروز اولى بوادر الازمة التي لم تتوقف عن التفاقم. ويؤكد الصيادلة ان العديد من الادوية لم تعد موجودة في السوق الوطنية رغم اهميتها والزاميتها في معالجة بعض الامراض المزمنة، مؤكدين ان مراسلاتهم الى الجهات المعنية والمسؤولة لم تجد اية آذان صاغية. وليست هذه المرة الاولى التي تثار فيها مسالة ندرة الادوية في الصيدليات التي سببت الكثير من المتاعب للمرضى الذين يعيشون منذ حوالي ستة اشهر حالة من الضغط والانزعاج لعدم توفرها في الوقت المناسب وبالكميات اللازمة، حيث اصبحت عملية اقتناء علبة واحدة بمثابة الكابوس اليومي للمريض، مما يتطلب تدخلات ووسائط للظفر بالادوية. ليست المرة الاولى اذن التي تثار فيها مثل هذه المشكلة العويصة، وليست المرة الاولى ايضا التي تواجه فيها دق ناقوس الخطر باللامبالاة وعدم الاكتراث او اقتراح بدائل فعالة وفعلية بدليل ان المشكل لا يزال مستمرا وان الوضعية على مستوى الصيدليات لم تتحسن وبقيت الندرة او الانقطاع في المخزون هي سيدة الموقف. مرضى داء السرطان، هذا المرض الخبيث يعانون لان الدواء المناسب للعلاج يكاد يكون مفقودا الا لبعض المحظوظين، ان كانوا فعلا محظوظين! كما ان دواء مرضى الغدة الدرقية ايضا يعانون من نقص فادح في التموين بهذا الدواء الذي توزع كميات قليلة منه على الصيدليات وصاحب الحظ من يعثر على علبة او اثنين لعلاج قد تصل مدته الدنيا ستة اشهر بالنسبة للاقلية وعلاج طويل المدى بالنسبة للاغلبية واي توقف عن تناول هذا الدواء قد يسبب متاعب غير حميدة العواقب للمرضى. ونفس النقص والندرة يعاني منها مرضى ضغط الدم ولا سيما في بعض الانواع المحددة لعلاج هذا المرض، اذ يضطر الكثير من الاطباء الى تغيير الدواء الى حين العثور على الدواء المناسب للعلاج الذي عادة ما يستمر لمدة طويلة نظرا لان المرض مزمن. ادوية اخرى مهمة وضرورية لعلاج بعض الامراض لاسيما تلك التي تسمى بالمزمنة والتي عادة ما تتطلب علاجا مستمرا وغير منقطع واي توقف يؤكد الاطباء ستكون عواقبه وخمية. حساسية المشكل وتأزمه بل وتفاقمه يبدو انه لم يحرك بعد الجهات المعنية التي تقع عليها مسؤولية توفير الدواء اللازم وبالكميات اللازمة وكان ينتظر ان تتفاعل بايجابية لايجاد الحلول الملائمة، قبل ان يتعشش التعفن مع استمرار التفاقم الذي لا يوجد اي مبرر له، لا من حيث الامكانيات المادية ولا من حيث خطورة الوضع خاصة عندما يتعلق الامر بامراض تحتاج الى علاج متواصل، فهل يستجاب هذه المرة للمطالب الملحة ام تتواصل سياسة اللامبالاة.