شهدت كرة القدم الجزائرية في السنوات القليلة الماضية توافد عدد كبير للمدربين الاجانب على كرة القدم الجزائرية بأعداد هائلة من مختلف الجنسيات والمستويات الفنية والتقنية، حيث عرفت بطولة القسم الوطني الأول خاصة عدة أسماء إكتشفها الجمهور الرياضي عن قرب، على غرار جون إيف شاي، فابرو، فرنسوا براتشي، ألان ميشال، لوبيلو والقائمة طويلة ولعل توجه بعض رؤساء أندية القسم الوطني الأول نحو تفضيل المدرب الاجنبي يخضع لعدة أسباب ودوافع أولها البحث عن النتائج، والإستفادة من خبرة وكفاءة المدربين الأجانب، لكن نسب النجاح تبقى نسبية، والأمثلة عديدة مع الأندية التي لم ينجح معها خيار المدرب الأجنبي. نجاح نسبي ل ''شاي، براتشي وفابرو'' يجمع جل المتتبعين على أن مشوار الثلاثي إيف شاي، براتشي وفابرو كان ناجحا ولكن بنسبة كبيرة على مستوى بطولة القسم الوطني الاول، بعدما تمكن على سبيل المثال الفرنسي جون ايف شاي من حصد لقب كأس الكنفديرالية الافريقية مع الشبيبة، كما تمكن مواطنه فرنسوا براتشي من التتويج بكأس الجمهورية والكأس الممتازة مع العميد، وينطبق المثل كذلك مع الإيطالي فابرو والذي حقق نفس الألقاب التي حققها براتشي مع العميد، وهي الألقاب ذات قيمة و وزن كبيرين في الرصيد الشخصي لهؤلاء وحتى بالنسبة للنوادي، لكن هذا يبقى غير كاف في ظل غياب الإستمرارية ومواصلة العمل على نفس الوتيرة، وغياب اللمسة الفنية الخاصة لهؤلاء المدربين، بسبب ضعف تأثيرهم على طريقة عمل نواديهم، وحتى على طريقة لعبهم، لأن الظروف والأحوال في الأحيان تبقى هي نفسها، وحتى الرؤساء يشعرون في نهاية المطاف أنه لا وجود للتغيير على كل المستويات الفنية، التقنية وحتى الذهنية. فشل على كل المستويات للأغلبية وعرفت القائمة الطويلة للمدربين الاجانب في أغلبها فشل كبير على جل المستويات، حيث لم تعمر عدة أسماء طويلا على رأس الاندية التي يدربها على غرار ديبرو مع اتحاد عنابة، تيسان مع مولودية الجزائرو سيموندي مع وفاق سطيف، بالإضافة الى مولودوفان مع الشبيبة، بالرغم من الأموال الباهضة التي كانوا يأخذونها، وهو ما فتح صراعا ونقاشا حادا وخلق انقساما بين مؤيد ومعارض للأندية والمدربين الاجانب. وبلغة أخرى، فإن خيار المدرب الأجنبي لم تأت بثمار، على كرة القدم الجزائرية لأن مستوى البطولة لم يعرف مستوى كبير، حيث لم تتغير الأمور نحو الأفضل، سواء من ناحية المستوى الفني وحتى على مستوى النتائج، بالرغم من تحقيق البعض القليل لنتائج جيدة. وحان الوقت ربما لمراجعة الأمور، بالبحث عن كفاءات أفضل من التي مرت وحتى الموجودة حاليا، وفتح المجال أكثر للإهتمام أكثر بالتكوين في الفئات الصغرى، بدلا من تضييع كفاءات المدرب الأجنبي في البحث عن النتائج الفورية والأمثلة كثيرة في مختلف دول العالم. ------------------------------------------------------------------------