أعلن المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم، الفرنسي كريستيان غوركوف، في أول ندوة صحفية عقدها بالمركز الدولي للصحافة التابع لملعب (5 جويلية الأولمبي)، أمس الاثنين، أنه سيعلن، الخميس المقبل، عن القائمة الأولية ل»الخضر» التي سيواجه بها المنتخب الإثيوبي في السادس سبتمبر المقبل بأديس أبابا، في أولى مباريات تصفيات أمم أفريقيا 2015. وقال الناخب الوطني، إنه قبل بتدريب «الخضر» لسببين: الأول للتاريخ الكروي العريق للفريق الجزائري، الذي بحوزته تعداد شاب وواعد في الوقت الحالي، فضلا عن رغبته في رفع التحدي. وأكد التقني الفرنسي، أن أسلوب لعب الكرة الجزائرية، يكاد يتطابق مع فلسفته التكتيكية، مشيرا إلى أنه يحبذ الاعتماد على خطة (4-4-2). في أول ظهور إعلامي له، أمس الإثنين، لم يخف خليفة الفرانكو - بوسني وحيد هاليلوزيتش، سعادته بتدريب الخضر الذين شرّفوا الجزائر والعرب والأفارقة بمونديال البرازيل، مؤكدا في السياق نفسه، أنه سيوجه الدعوة لكل من يستحق مكانة مع «الخضر». وفي هذا الإطار، أكد الرجل الأول على رأس العارضة الفنية ل»الخضر»، أنه لن يحدث تغييرات على التشكيلة الوطنية، بسبب ضيق الوقت، «لن ألجأ لإحداث تغييرات على قائمة المنتخب في المباراتين الأوليين أمام أثيوبياومالي»، معربا عن أمله في أن يكون اللاعبون المدعوون في كامل جاهزيتهم من الناحية البدنية، وأن يحافظوا على اللعب باستمرار مع أنديتهم لما في ذلك من مصلحة للمنتخب، كما قال: «هدفي في الوقت الراهن هو الحفاظ على طريقة لعب المنتخب وتطويرها بمرور الوقت، والحفاظ على الروح القتالية التي ظهر بها اللاعبون في مونديال البرازيل واستغلالها في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا المقبلة والإقصائيات»، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: «الجزائر لعبت دور الحصان الأسود في المونديال، وسنبحث عن تحضير اللاعبين للعب دور المرشح في (الكان) المقبلة». في نفس السياق دائما، أكد الرجل الأول على العارضة الفنية ل»الخضر»، أن المنتخب الوطني يملك لاعبين ممتازين في الهجوم بكثير من المهارات الفردية ويحسنون لعب الهجمات المعاكسة، مؤكدا أن مهمته ستقوم على تطوير هذا الأسلوب باللعب نحو الأمام بأكثر سرعة، واسترجاع الكرة بسرعة في وسط الميدان لمساعدة الخط الأمامي، وقال: «أعلم أنكم تبحثون عن النتائج والنتائج المحققة هي نتائج العمل واللعب المقدم على أرضية الميدان، عندما أدخل إلى الميدان أريد الفوز وفقط، لكن ما يهمّني هو طريقة اللعب، بالإضافة إلى النتيجة النهائية، لذلك سأبحث عن راحة اللاعبين فوق الميدان وأضع كل لاعب في مكانه كي يجدوا ضالتهم فوق الميدان لإظهار إمكاناتهم». لا تهمني وجهة اللاعبين بقدر ما تهمني مشاركتهم المستمرة مع فرقهم وفي سؤال عن منافسي «الخضر» المقبلين، أكد غوركوف أنه لا يعرف الكرة الإفريقية جيدا، بالمقابل يعرف اللاعبين الأفارقة جيدا الذين لطالما ربطته بهم علاقة جيدة، كاشفا أنه لا يعرف المنتخب الإثيوبي جيّدا، لكنه عاينه ولديه معطيات سيأخذها بعين الاعتبار، على غرار الارتفاع عن مستوى سطح البحر، الحرارة والرطوبة والسفرية الشاقة قبل المباراة الأولى، لكنه يعرف جيدا المنتخب المالي الذي سيواجهه الخضر في العاشر سبتمبر المقبل، مؤكدا أن أغلب لاعبيه محترفون بالدوري الفرنسي، في حين أن منتخب مالاوي تنقل لمعاينته في كوتونو ولديه كل المعلومات عنه، في حين لم يرد الإفصاح عن اسم المنتخب الذي يعتبره المنافس المباشر ل»الخضر». وعن سؤال حول اختيار بعض اللاعبين خوض تجارب ببعض الدوريات الخليجية ومبولحي في البطولة الأمريكية، قال غوركوف: «ليس من العيب اللعب في هذه بطولات، مثل أمريكا والخليج، صحيح أن مستواها مقارنة بالبطولات الأوروبية الرتم فيها جد منخفض، لكن المهم ومن الضروري أن يلعبوا بشكل منتظم مع أنديتهم كي يبقوا في جو المنافسة ويكونوا في الموعد لتربصات المنتخب المقبلة». وأكد التقني الفرنسي، أن قبوله عرض الاتحاد الجزائري لكرة القدم لتدريب الخضر، لم يكن بهدف الكسب المادي، «إذا قبلت بتدريب المنتخب الجزائري ليس من أجل الأموال ولا من أجل كسب عقد جيّد في بنوده لصالحي، بل لرغبتي في خوض تجربة وتحدّ جديدين وتجسيد مشروع كروي مبني على قواعد وأسس متينة، وذلك بعد أكثر من عقدين من العمل مع الأندية بهدف الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية خصوصا خلال التصفيات الإفريقية القادمة». لست بحاجة إلى مساعد وبشأن اختيار مساعديه بالمنتخب، أكد الفرنسي أن اختيار القائد السابق للخضر يزيد منصوري شيء إيجابي، لأن الأخير مثالي ومناسب لمنصب المشرف العام للمنتخب، كونه يعرف المنتخب الوطني جيدا وعمل معه في لوريون ويعرفه جيدا، كما أن الدولي الجزائري السابق يعرف جيدا طريقة عمله، موضحا بأنه سيكون مساعده في التربصات وسيتابع اللاعبين المحترفين في فرقهم. وأضاف، «بخصوص المحضر البدني فسيتولى المهمة «غييوم ماري» الذي عمل كثيرا في البطولة الفرنسية وأعرفه جيدا، سيعاين المحترفين هو الآخر ولن يقيم هنا مثلي. مدرب الحراس لن يغير وسيتم التشاور مع الاتحادية لاختيار مساعد جزائري توكل له مهمة معاينة اللاعبين المحليين، وبعدها سنرى في قضية توسيع الطاقم الفني». وعلى الصعيد الشخصي، أكد أن لديه 32 سنة خبرة في الميادين مع الفرق، وعلى صعيد المنتخبات تعتبر التجربة الأولى من نوعها، لكنه يعرف كيفية التدريب وليس بحاجة لمدرب مساعد. وكشف خليفة هاليلوزيتش أنه سيقيم بالجزائر لمتابعة البطولة الجزائرية وحضور مبارياتها أسبوعيا، بهدف اختيار لاعبين محليين ودعوتهم لمعسكرات ستقام شهريا لإعداد المنتخب الجزائري للاعبين المحليين. كاشفا في ذات السياق، أنه سيتنقل إلى وهران، السبت المقبل، لمشاهدة مباراة مولودية وهران ضد شبيبة القبائل. وعن الذين فقدوا مكانتهم في المنتخب، على غرار قديورة، بودبوز وبلفوضيل، قال: «الباب مفتوح في وجه الجميع والذي يريد ارتداء القميص الوطني عليه بالعمل مع فريقه». ألتقي الصحافة في الندوات ولا أقدم حوارات خاصة وعن رجال الإعلام تمنّى الفرنسي أن تكون علاقته بالصحافة الجزائرية حسنة، مثل ما كانت عليه في فرنسا، كاشفا أنه سيكون تحت تصرف رجال الإعلام في الندوات الصحفية قبل المباريات وبعدها وأثناء التربصات للحديث عن كرة القدم والأمور التقنية، وأضاف: «لا أقوم بحوارات خاصة مع الصحافة لا المحلية ولا الأجنبية، وتكونون قد لاحظتم ذلك. سأعاملكم بالمثل وكلكم سواسية، من لديه سؤال أنا هنا لأجيب عليه في الندوات الصحفية. كما قررت وضع أماكن مختلطة في التدريبات وفتح الباب أمام الصحافة للتقرب من اللاعبين أثناء التربصات»، وهو ما أكده برجة عبد القادر مسؤول خلية الإعلام، حين قال: «بخصوص الأماكن المختلطة ستكون مفتوحة كما عودناكم عليه في سيدي موسى. وعن التدريبات المفتوحة سنرى إمكانية القيام بحصص تدريبية في ملعب «مصطفى تشاكر» وستكون مفتوحة أمام رجال الإعلام للتقرب من اللاعبين والتقاط الصور، وسنعلمكم بذلك عبر موقعنا الرسمي». وكانت مهمة كريسيان غوركوف، قد بدأت مع «الخضر» في الفاتح أوت الجاري وتنتهي صيف 2018، مع تسطير 3 أهداف هي بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2015، وحيازة التاج القاري في حال تنظيم الجزائر ل(كان) 2017 بدلا من ليبيا، وبلوغ ثمن النهائي على الأقل في نسخة مونديال روسيا 2018. ولم يسبق للتقني غوركوف، الذي اشتهر ونجح مع فريق لوريون الفرنسي، التدريب خارج الوطن، ماعدا في تجربة واحدة موسم 2003 2004 مع نادي الغرافة القطري، كما لم يشتغل على مستوى المنتخبات الوطنية. ويدخل «الخضر» في أول تربص مغلق لهم تحت إمرة التقني الفرنسي بتاريخ الفاتح سبتمبر المقبل. هذا وأشار الناخب الوطني الجديد إلى أن مواجهة مالي ستنطلق على الساعة الثامنة والنصف ليلا، على أن يكون ملعب «مصطفى شاكر» بالبليدة مسرحا لها.