أكد بيار غالون، أن المقاومة الفلسطينية تقوم بعمل شرعي دفاعا عن أرض اغتصبها المحتل الصهيوني، مشيرا إلى أن هذا النضال أثبت فعاليته وأعطى ثماره على الساحتين الداخلية والخارجية، موضحا أن ما قامت به المقاومة المسلحة الفلسطينية لحد الآن يعتبر إنجازا كبيرا ضد قوة عسكرية تتوفر على أسلحة حديثة ومتطورة. وأضاف غالون، رئيس التنسيقية الأوروبية للجان المتضامنة مع الشعب الصحراوي، الذي نزل ضيفا على جريدة «الشعب»، أن هذه المكتسبات التي حققتها المقاومة الفلسطينية كانت محل إشادة من كل الوطنيين الأحرار في العالم، ووّحدت صف الفلسطينيين الذين وقفوا جميعا وراء مقاومتهم، التي انتهجت أسلوبا دفاعيا وهجوميا أدهش الجميع بمن فيهم الصهاينة، وزعزعت تماسك الجيش الصهيوني، ودفعت من هم داخل اسرائيل إلى انتقاد العدوان وحدوث تجاذبات ومساءلات على الساحة السياسية الاسرائيلية حول الفشل الذي آل إليه ذلك العدوان، مضيفا أن هذا النجاح يحسب للفلسطينيين الذين تحلوا بشجاعة كبيرة، فضحوا به زيف ما يدعيه الصهاينة، والأكاذيب التي تصدر عن القادة الغربيين والإعلام الأوروبي والأمريكي، هذا الأخير قاد حملة تضليل وتشويه لما تقوم به المقاومة، وتغاضى عن الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين، معتبرا أن المؤسسات الإعلامية الغربية لم تعرف تحيزا فاضحا مثل الذي شهدته أثناء العدوان على غزة، فقد فتحت منابرها لتسويق فكرة «شرعية دفاع اسرائيل عن أراضيها»، لكن الرأي العام العالمي تفطن لزيف ما تنشره وتبثه ومنهجيتها غير الموضوعية في تغطية الوقائع في الميدان، فخرج للشارع للتظاهر والتنديد بما يحصل للإخوة الفلسطينيين وبتواطئ قادتهم. وحسبه لم يكن فقط المواطنين العاديين في صف الدعوة إلى وقف الإرهاب الإسرائيلي، فقد تعالت أصوات الفنانين والمشاهير تنديدا بالمجازر التي كان يقترفها الجنود الصهاينة، وذكر غالون أن فنانا بلجيكيا معروفا كان من المتعاطفين مع إسرائيل، لكن مشاهد العدوان جعله يغيّر موقفه، وصرح علانية أن ما تقوم به إسرائيل هو حرب إبادة وجريمة في حق الإنسانية. ونوّه غالون بشجاعة 5 صحفيين غربيين صوروا المجازر التي ارتكبت، ونقلوا الحقيقة كما هي في الميدان، مستغربا المعالجة الإعلامية لبعض القنوات العربية، التي تجاهلت أرقام الضحايا وبعض الانتهاكات الصهيونية. وأشار غالون، أن المقاومة الفلسطينية وضعت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ووزير خارجيته ليبرمان في حرج أمام الرأي العام الإسرائيلي والدولي، معتبرا أياهما فاشيان يقودان كيانا خارج الشرعية لا يحترم المبادئ والقوانين الدولية. وذكر غالون، أن القضية الفلسطينية ليست قضية العرب فقط، بل قضية عالمية فبدون حلها لن يتحقق الأمن والسلام في البحر الأبيض المتوسط. أما فيما يخص المسألة الصحراوية، فأوضح غالون أنها نموذج في وحدة الكفاح، هذه الوحدة كانت عاملا مهما في إيصال أصواتهم ومطالبهم إلى مختلف المنابر العالمية، فرغم العقبات إلا أن الصحراويين قادوا نضالا سلميا مثاليا وشجاعا بعد أن توقفوا عن العمل المسلح وقبولهم بوساطة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي لم يتحقق. وأكد أن انحياز فرنسا للمستعمر المغربي ظهرا جليا في عدة مواقف كدعمها للحكم الذاتي بالصحراء الغربية وعرقلتها لعمل مجلس الأمن. وحسبه القضيتان الصحراوية والفلسطينية ضحيتان لانحياز أمريكا للاحتلال الإسرائيلي وفرنسا للمستعمر المغربي.