قامت أجهزة القمع المغربية أمس من خلال أمنها بمطار الدار البيضاء، بتفتيش وفد المناضلين الصحراويين المشاركين في الجامعة الصيفية ببومرداس بطريقة «وحشية»، حيث تم العبث بمحتويات حقائبهم ومصادرة بعض أمتعتهم منها شهادات المشاركة في جامعة إطارات الدولة الصحراوية في الجامعة الصيفية التي اختتمت أشغالها يوم الخميس بالجزائر. وفي اتصال هاتفي ل»الشعب» أوضح إبراهيم الصبار ممثل «الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية»، أن قوات الأمن المغربية حاصرت الوفد الصحراوي الذي يضم 68 ناشطا حقوقيا فور وصولهم مطار الدار البيضاء، حيث طالت همجية الاحتلال المغربي الوفد المشارك بالجامعة الصيفية اكديم أزيك ببومرداس، وقد تدخلت تلك القوى القمعية في تمام الساعة الثانية عشر تقريبا من منتصف ليلة يوم الجمعة إلى السبت بشكل همجي تعرض خلاله أعضاء الوفد إلى المعاملة الحاطة من الكرامة الإنسانية، حيث تعرضوا للضرب والسحل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عمدت تلك القوى القمعية بهمجيتها المعهودة وأخلاقها النتنة إلى تجريد النسوة من زيهم الصحراوي الملحفة أمام الملأ، وتعريتهم في خطوة سافرة ضاربة بذلك عرض الحائط لكافة القيم والمثل الإنسانية، كما عمدت إلى إرغامهم على تكرار عملية التفتيش داخل غرف مخصصة لتلك الغاية. واعتبر النشطاء هذا الأمر «اهانة» واستفزازا لذلك وقرروا الاعتصام بمطار محمد الخامس الدولي حتى تلبية ملفهم المطلبي المتمثل في استرجاع ما صدر منهم ورد الاعتبار لهم، وبعد أن أمضى المعتصمون أزيد من ثلاث ساعات، تم استقدام تشكيلة من التدخل السريع كانت إلى حين حديثنا معهم ما تزال تحاصر النشطاء الصحراويين. ويبقى وضع أعضاء الوفد مأساويا في ظل ندرة الأنباء الواردة من هناك، لكون جميع أعضاء الوفد الآن يعتبرون في حالة اعتقال بعد حجزهم وعزلهم عن باقي المسافرين ورواد مطار محمد الخامس. السفارة الصحراوية تندد في ذات السياق نددت سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر محاصرة الأجهزة الأمنية المغربية للوفد الصحراوي القادم من الجزائر بمطار الدار البيضاء المغربية، بعد مشاركته بولاية بومرداس في الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية. وأفاد بيان للسفارة أن الأجهزة الأمنية المغربية «أقدمت بمطار الدار البيضاء على محاصرة الوفد الصحراوي القادم من الجزائر، والذي كان قد شارك في أشغال الجامعة الصيفية بولاية بومرداس». وأضاف بيان السفارة الصحراوية بالجزائر أن القوى الأمنية المغربية «قد عززت من تواجدها بداخل مبنى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء»، مبرزا أن الأنباء الواردة من هناك أشارت إلى حشد تعزيزات لقوى التدخل السريع بمحيط المطار بالإضافة إلى مرافقه الداخلية مما ينذر بخطورة ما يمكن أن تقدم عليه القوات الأمنية. ومن الناحية القانونية يمنع القانون الدولي مصادرة شهادات أو وثائق النشطاء خلال أعمال قاموا بها خارج مستعمرتهم، والقانون المغربي يتوافق مع نص القانون الدولي في نفس السياق، إلا أن نظام المخزن لم يتوان في اختراق القوانين الدولية التي تطالب باحترام حقوق الإنسان ضاربا بها عرض الحائط.