تواجه العائلات المتوسطة الدخل على وجه الخصوص مع الدخول الاجتماعي المقبل، تدهورا جديدا في القدرة الشرائية ومتاعب بفعل النفقات الإضافية التي يفرضها توفير المستلزمات المدرسية والملابس، في ظل الارتفاع المحسوس الذي مازال يميّز أسعار الخضر والفواكه وكذا الاقتراب من عيد الأضحى المبارك. ويعدّ تقاطع هذه النفقات دفعة واحدة، وفي فترة زمنية ليست متباعدة تثقل كاهل المواطن وتجبر العديدين على الاستدانة من أجل توفير الضروريات على الأقل وترهقهم كثيرا. ترى كيف تواجه الأسر ميزانية الدخول المدرسي، خاصة تلك التي لديها عدة أطفال متمدرسين وفي حاجة إلى تكفل مادي؟ وما هي تكلفة تشكيلة المستلزمات المدرسية لكل طفل؟ تعرف السوق انتعاشا جديدا بفعل الدخول المدرسي، ويشمل ذلك الملابس والأحذية والمحافظ والمستلزمات المدرسية وكذا الكتب المدرسية وغير المدرسية، ويمكنك أن تختار بين الإقبال على المحلات التجارية أو السوق الموازية التي تعرض في الكثير من الأحيان سلعا بأسعار مغرية، لكن تبقى النوعية غير مضمونة الجودة وغير معلومة المنشأ. قالت السيدة "زبيدة ك"، معلمة، أنّه لديها 3 أطفال متمدرسين في جميع الأطوار المدرسية، ونفقات الدخول المدرسي تقفز إلى ضعف ما أنفقته خلال شهر رمضان، وتستعين في بعض المستلزمات بالسوق الموازية خاصة ما تعلق بالكراريس والأقلام، لكنها تحرص على اقتناء نوعية جيدة من المحافظ والمآزر، وتجبر على شراء ملابس جديدة ذات نوعية، وهذا ما يكلفها راتبا دون زيادة أو نقصان. ولم تخف أنّها تتكفّل بالمهمة بينما زوجها ينفق على بقية الأمور من تسديد فاتورة الخضر والفواكه والكهرباء والماء، وما إلى غير ذلك. بينما "حسين"، موظف، أكّد أنّه مضطر إلى الاستدانة من أجل توفير بعض ضروريات المستلزمات المدرسية بفعل نفقات رمضان والغلاء الذي تعرفه في الوقت الحالي الخضر والفواكه. وإن كان ذات المتحدث يفضّل التوجه نحو الأسواق الموازية من أجل عدم التبذير، واستحسن كثيرا الأسعار المعروضة لأنها منخفضة مقارنة بأسعار المحلات التجارية غير مهتم بنوعيتها أو جودتها كون مستواه المعيشي حسبه لا يسمح له بالبحث عن النوعية. واعتبرت السيدة "منيرة" أنّ الأطفال في الطور الثانوي يحتاجون أكثر إلى ملابس ذات نوعية ويشترطون على أوليائهم ذلك، ولا يهتمون بنوعية المئزر والمحفظة إلى جانب أن كتبهم تقتنى بأسعار معتبرة، وتفضل نفقات الأطفال في الطور الابتدائي وكذا المتوسط بدل الثانوي. بينما السيد "سعيد"، إطار، ذكر أن هذه المناسبة صارت هاجسا يعود كل سنة، بحيث يشعر رب الأسرة أنه تحوّل إلى لقمة سائغة في يد التجار الذين يعتبرون المناسبة فرصة لمضاعفة الربح مستغلين انعدام وجود مرافق تضمن إيصال لوازم المدرسية بأسعار تكون في المتناول، علما أن نصف أدوات التلميذ يتم تجديدها في منتصف السنة إما بمبالغة من الأساتذة في اشتراط كراريس ودفاتر ولوازم معينة كأنهم يروجون لسلعة أو بائع معين أو لرداءة بعضها خاصة المحافظ. وتساءل في سياق متصل: ما العائق الذي يمنع من إنتاج محفظة جزائرية بمعايير ذات نوعية؟ ومن المستفيد من الاستيراد الفاحش والمضر بالصحة؟ اقترح أن تنشأ وزارة التربية بالشراكة مع وزارة الصناعة معامل جهوية تختص في إنتاج الأدوات والمآزر، خاصة أن إحصائيات المتمدرسين واضحة.