اختتمت فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الحالية بقالمة وسط حضور جماهيري كبير، وقد أحيت ليالي المهرجان مجموعة من أبرز الفنانين ، أمثال نادية قرفي من قالمة في منوعات عصرية ، صالح قالمي والفنان محمد لامين . و لاقى حفل الفنانة نادية قرفي نجاحاً كبيراً في المهرجان، إذ قدمت مجموعة من الأغاني بدايتها للفنانة زليخة « صب الرشراش « تجاوب معها الحضور المتواجد بمدرجات الملعب البلدي علي عبدة بقالمة ورددوا الأغاني التي أدتها ، حيث رقص الكبار والصغار على تلك النغمات التي أعادتهم للفن الجميل وبذلك سرقت الأضواء في سهرة وداع و ختام للمهرجان بأدائها لأغنية للفنانة الصالح يا الصالح ، وإعادة أغنية لرابح درياسة « يا قمري « الفنانة نادية قرفي التي مثلت ولاية قالمة في مدرسة ألحان وشباب في طبعتها الثانية ألهبت المدرجات بأدائها لقصيدة لسميح القاسم « منتصب القامة أمشي « واضعة الشال الذي يحمل العلم الفلسطيني والجزائري ومع تجاوب الجمهور الذي علا صوته مدويا « فلسطين الشهداء» في مشهد مؤثر ، ورفع بذلك علم فلسطين من المدرجات من طرف الجمهور الحاضر في رسالة دعم من جمهور يحب الحرية. كما كان للشعب حديث مع الفنانة نادية قرفي التي كانت انطلاقتها من الطبعة الأولى لمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة في اوت 2007 بأدائها أغنية « يا ثورة الأحرار « وكانت لها مشاركة بالحان وشباب عودة المدرسة في طبعتها الثانية 10 برايمات نالت بذلك الجائزة الخامسة ، و قالت ، جد سعيدة بمشاركتي بمهرجان الموسيقى الحالية في طبعتها التاسعة ، حيث تجاوب الجمهور القالمي مع الأغاني التي قدمتها اليوم بالسهرة الختامية ، واليوم قمت بتكريم عدة فنانين من بينهم المرحومة زليخة بأغنية « صب الرشراش» ، وتكريم لثلجة في أغنية « صالح يا صالح « بالإضافة إلى تكريم ثالث للفنان رابح درياسة باغنية « قمري» والحمد لله وفقت في ذلك وتجاوب الجمهور بشدة ، وعن مبادرة الإعانات الموجهة لغزة تقول مبادرة رائعة وليست غريبة على الشعب الجزائري ، كونه شعب معروف بحبه لفلسطين والعالم كله يعلم طبيعة العلاقة بين الجزائري والفلسطيني ، بما في ذلك شعارنا دوما مع فلسطين ظالمة أو مظلومة نحن الجزائريين تربينا على حب فلسطين ونحن نرى تلك المجازر وإبادة الأطفال والفنان اقل شيء يقدمه أغنية يوجهها للجمهور دعما للقضايا العربية. وعن جديدها تقول نحن بصدد تحضير البوم يحمل أغاني تراثية جديدة في الشاوي عنوانه « عروسة البلدان « ، أما عن مشروعها الثاني سيكون إعادة للاغاني التراثية لفنانين كبار أعطوا و أبدعوا في الساحة الفنية الجزائرية، كما أضافت قائلة بدايتي كانت مع الطرب العربي بعدها تخصصت في نوع فني جزائري وهو الطابع الشاوي ، والأساتذة حبه صوتي في الطابع الشاوي كوني بنت الشرق الجزائري ، و قاعدة بدايتي كانت مع الطرب العربي آم كلثوم ، فيروز كما أني متأثرة بأغاني زليخة والجميع شجعني على التوجه لغناء الطابع الشاوي كونه يناسب صوتي . فيما تواصلت السهرة الأخيرة بصعود الفنان صالح قالمي الذي قدم باقة من الأغاني ممزوجة بين الطابع التونسي مثل «شوشانة « بالإضافة إلى الأغاني البدوية والشاوية التي يحب سماعها الجمهور القالمي ، حيث لاقى تجاوب الجمهور مع أغانيه ، وفي كل فاصل بين أغنية وأخرى ردد برفقة جمهوره شعار « وتحيا غزة « و « تحيا فريق ترجي قالمة « الذي كان حاضرا بالمهرجان . كما تضمن برنامج السهرة أيضا مشاركة الفنان محمد لامين ، ليصعد للمنصة ويتسلل بلطف وذكاء إلى قلوب القالميين الذين حضروا سهرة الوداع لمهرجان الموسيقى الحالية في طبعته التاسعة ، حيث أبدع بنجاح أمام الجمهور الذي ردد أغانيه القديمة والجديدة منها « وأنا وأنا وحبي الأول وحبي اللخر « ، « عبد القادر يا بوعلام ، وانت هانية « بالإضافة إلى أغاني وطنية « ارضي وأجدادي « التي صاحبتها هتافات من قبل الجمهور ، كما ردد في دقيقة و برفقة الجمهور المتواجد بالمدرجات كلمة « فلسطين الشهداء « معبرا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. كما تحدث محمد لامين» للشعب « حول تعامله مع فنانين كبار مغاربة ، وقال بذلك : « هناك اقتراحات للتعاون مع فنانين مغاربة وطبعا الشعب المغاربي يتذوق الموسيقى الجزائرية فطبوعنا متساوية ، ونغمة الراي تجلبهم، و لنا الشرف الغناء مع فنانين مغاربة كبار ، وعن المهرجانات الجزائرية التي تدعم غزة يقول : « الشعب الجزائري كله لغزة ، فنحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ، فيما أشاد الفنان بالجمهور القالمي الذواق للموسيقى و الفنان قائلا بأنه الجمهور القالمي جمهور فنان مثقف ويحترم الفن ، يتجاوب مع الفنان و أضاف قائلا بأنه يعرف جمهور قالمة وقد أطل عليهم من قبل من خلال مشاركته بمهرجان الموسيقى الحالية في طبعة 2007 بالمسرح الروماني ، كما تأسف لجمهوره كونه لم يصدر أي ألبوم هذه السنة وفترة طويلة قضاها لإنتاج الجديد فقال كوني أحب التحضير بأخذ وقت كافي لاختيار الجميل باختيار أغاني تحمل الكلمة واللحن الجيد الذي يسمع ، لأنه لابد للفنان أن يحترم الفن والشعب ، وأنا احضر في البوم بإذن الله و لن أتسرع بإصداره وسأعمل عليه على مهل. « كما أجاب عن سؤالنا حول واقع الموسيقى الحالية بالجزائر قائلا : « الموسيقى الجزائرية كي البارح كي اليوم ، هناك الهابط وهناك الجيد ونتمنى دائما الجديد على الساحة الفنية الجزائرية ، غناء وموسيقى يستفيد منها الشعب والفنان ، لكن لغاية اليوم لم نرى الجديد الذي يسمع ويقول بذلك المستمع يا سلام ، أغنية تحمل ثقافة وسمع وكلمات ، وكفنان و لوحدي لا استطيع عمل شيء فالفنان قبل ما يؤدي أغنية يفكر بالشعب و أقول لأي فنان فكر بالشعب و بالكلمة النظيفة والتلحين جيد ، لا تملأ ألبوماتك بموسيقى لا كلمات ولا لحن وهذه الموجة كثرت حيث أصبح المستمع يسمع الموسيقى دون شعور و إحساس وختم كلامه بكلمة ربي يجعل الخير. وبذلك أسدل الستار عن الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الحالية التي احتضنها ملعب علي عبدة بمدينة قالمة ، والجدير بالذكر انه عائدات مهرجان الموسيقى الحالية ستوجه دعما لفلسطين حسب ما أكده محافظ المهرجان.