يبدو أن وقف إطلاق النار الموّقع بين كييف والانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا لا يزال هشا حيث تجددت المواجهات وسمع دوي انفجارات أمس، كما سجل سقوط ضحايا حيث قضت امرأة وأصيب أربعة على الأقل على إثر اندلاع القتال مجددا في شرق أوكرانيا ومن شأن ذلك أن يرهن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الجمعة بين الطرفين. هذا ويعتبر هذا الاتفاق الذي وقعت عليه كذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مينسك عاصمة روسيا البيضاء جزء من خطة سلام تهدف إلى إنهاء صراع مستمر منذ خمسة أشهر أدى لمقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص وسبب أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. هذا وقد ناشد زعماء ما تطلق على نفسها جمهوريتي "دونتسك" و«لوجانسك" الشعبيتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، أمس، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ضمان ومراقبة نظام وقف إطلاق النار. ونسبت وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية في نشرتها باللغة الإنجليزية إلى الكسندر زاخارشينكو، رئيس الوزراء "دونتسك" وإيجور بلوتنيتسكي رئيس وزراء "لوجانسك" قولهما: " نأمل أن تضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إدارة غير منحازة للالتزام بوقف إطلاق النار والمراقبة الموضوعية للوضع في أوكرانيا". وأضافا في بيان لهما: " نرى أنه من المهم للغاية وقف إراقة الدماء ومنع كارثة إنسانية في المناطق الجنوبية الشرقية". وأمام التطورات الحاصلة في الشأن الأوكراني، ناقش الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيتر بوروشينكو في اتصال هاتفي الوضع هناك. وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف لإذاعة "روسيا" السبت، أن الرئيسين تطرقا خلال الإتصال إلى" مسائل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان جمهوريتي" دونيتسك" و«لوغانسك"الشعبيتين، وتبادلا وجهات النظر حول تبعات دخول أوكرانيا في إتفاقية تعاون مع الإتحاد الأوروبي ونتائجها بالنسبة لدول الإتحاد الجمركي". وأضاف أن بوتين وبوروشينكو ناقشا الخطوات اللازمة لضمان وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بشكل دائم. ويشكل اتفاق وقف إطلاق النار في حال استمراره و احترامه و توصل الطرفان إلى تبني خارطة سلام يمكنها أن تنهي خمسة أشهر من قتال إندلع في شرق أوكرانيا في منتصف أبريل 2014 و أدى الى سقوط حوالي3000 شخص و إنهاء أزمة أعادت إلى الأذهان الأزمات التي شهدها العالم إبان الحرب الباردة.