طغت الأحداث في غزة والمحرقة الصهيونية الممارسة في حق الشعب الفلسطيني على جدول أعمال قمة التحالف الرئاسي المنعقدة صباح أمس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، وعبرت الأحزاب الثلاثة عن استنكارها للجرائم المرتكبة في حق الأبرياء العزل، وجددت دعمها الثابت واللامشروط للشعب الفلسطيني. وتقاطعت تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيي ورئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني حول التنديد بالإرهاب الصهيوني في غزة، حيث عبر كل بطريقته الخاصة عن استنكاره للصمت الدولي وللتخاذل العربي، والتواطؤ الدولي المفضوح، وحيوا في السياق الوقفة والهبة الشعبية الجزائرية تجاه الأشقاء. وفي كلمة القاها بالمناسبة أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي السيد عبد العزيز بلخادم أن موقف الجزائر "داعم ليس فقط منذ الاعتداء الصهيوني الغاشم على غزة بل منذ بداية المقاومة الفلسطينية " وهو ثابت ولا مشروط". وذكر في هذا السياق بأن فلسطين "على الرغم مما تعانيه من الهمجية الصهيونية ماضية على طريق التحرير وأن للشعب الجزائري دائما هبة النخوة والأخوة دعم مع أشقائه في فلسطين اذ بالرغم من هول الفاجعة وتجنيد آلة الدمار الإسرائيلية عليها فإن راجفة لم تجرفها وأن غزة مازالت واقفة". وعبر عن فخر الجزائريين بصمود الأشقاء في فلسطين، وحيا التضامن العالمي مع سكان غزة وقال "إن التجاوب الكبير لكل محبي الحرية عبر العالم لدليل على أن الحق يعلو ولا يعلى عليه"، واستنكر بشدة بعض المواقف المتخاذلة عن نصرة الحق جراء طريقة الكيل بمكيالين التي تتبعها منظمة الأممالمتحدة في تعاملها مع القضية الفلسطينية، منتقدا القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الذي يساوي بين الجاني والضحية ولا ينص على انسحاب كامل القوات المعتدية من قطاع غزة. وأوضح أن الاستخفاف بالقضية الفلسطينية وبإرادة الشعوب وبتطبيق مواثيق الأممالمتحدة هو الذي جعل الناس يتساءلون عن نجاعة هذه المنظومة الدولية عندما يتعلق الأمر بتحرير الشعوب وتقرير مصيرها وردع الظالمين. وضم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى صوته الى صوت زميله في التحالف، وأكد بأنه "لا يمكن الاستغراب من تصرفات الكيان الصهيوني مما يحدث في غزة لأنه جزء من مسلسل لم يتوقف منذ سنة 1948". ووصف ما يحدث في غزة من تقتيل وتنكيل بأنه جرائم صهيونية ترتكب ضد الإنسانية، ترتكب بتواطؤ دولي. متسائلا "هل تقل قيمة الأرواح التي تسقط في غزة عن الأرواح التي سقطت في المناطق الأخرى من العالم". وحيا الأمين العام للأرندي الموقف الجزائري الثابت، وأوضح أن الجزائر ساندت عقد قمة عربية وهي مستعدة للمشاركة في أي صياغة موقف عربي يحمي مصالح الفلسطينيين، ووجه دعوة الى الأمة العربية الى توحيد موقفها مؤكدا على ضرورة أن تعلو القضية الفلسطينية على المصالح الإستراتيجية. وبدوره أكد رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أن قضية فلسطين "لا يختلف فيها اثنان من شرفاء في العالم ناهيك أن يختلف حولها اثنان في الجزائر التي لسان حالنا فيها واحد". وأوضح في الكلمة التي ألقاها في اجتماع قادة التحالف الرئاسي أن الموقف في الجزائر من القضية الفلسطينية "واحد والبيان واحد والنصرة واحدة" وأن الشعب الجزائري "لا يمكن أن ينتظر أحدا ليعلمه درسا جديدا في هذا الشأن". وأشار إلى أن القضية الفلسطينية صارت اليوم منتصرة بكل المقاييس لأن الشهداء هم "زيت المقاومة التي تحولت إلى فكرة تحرير تم تدويلها شعبيا" وأضاف بأن الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية قد "صوتت بالإجماع" على أن فلسطين مظلومة وبأن الكيان الصهيوني معتدي.