أفشلت المقاومة الفلسطينية محاولات الاحتلال المستمرة منذ الليلة قبل الماضية للتوغل في ثلاثة محاور من مدينة غزة، رغم كثافة القصف الجوي والبحري الذي تعرضت له المدينة طوال الليلة الماضية، ولا زال مستمرا حتى اللحظة. وصعدت القوات الإسرائيلية من عدوانها وغاراتها الجوية منذ صباح أمس، في محاولة لفتح الطريق أمام قواتها البرية للتوغل في مدينة غزة عبر ثلاثة محاور هي شمال غزةوجنوبها وشرق جباليا، بعد أن استعصى الأمر عليهم بفعل المقاومة الفلسطينية الشرسة. ودارت اشتباكات عنيفة بحي التفاح شرق جباليا بين الغزاة وعناصر المقاومة، ونقل عن شهود عيان تأكيدهم أن المقاومين أطلقوا قذائف هاون باتجاه قوات الاحتلال، بينما ساندت المقاتلات الجوية القوات البرية. وقامت بقصف الكثير من المنازل بالمنطقة بقنابل فوسفورية. مما أدى الى اندلاع النيران فى نحو عشرة منازل صباح أمس بعد قصفها بقنابل فوسفورية. وأشار المصدر نفسه إلى أن إسرائيل لم تتمكن من التوغل في حي الزيتون شمال غزة بسبب المقاومة العنيفة التي تواجهها هناك، كما حاولت التوغل من جنوب مدينة غزة بمساندة بحرية وجوية وبالتحديد إلى الشرق من حي عجلين الذي كانت قوات الاحتلال قد دخلته الاحد ثم عادت وانسحبت منه، بينما قصفت الزوارق البحرية منطقة تل الهوى جنوبغزة. وقال شاهد عيان من خزاعة إن المنطقة تشهد أوضاعا كارثية في ظل مواصلة الاحتلال قصفه المنازل بأسلحة محرمة، وأشار إلى أن الكثير من المنازل تم إحراقها، وقد تقطعت السبل بالعائلات هناك حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، مشيرا إلى استشهاد ستة مواطنين خلال اليومين الماضيين وبعض المصابين والشهداء ما يزالون تحت الأنقاض. وفي تطور يهدد بوقوع المزيد من الضحايا استهدف قصف إسرائيلي مستشفى الدرة في غزة، وقد أسفر استمرار العدوان أمس عن استشهاد سبعة مواطنين، مما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 905 بخلاف أكثر من 4095 جريحا وفقا لمصادر طبية فلسطينية. بالمقابل أعلنت سرايا القدس أنها قصفت أمس مستوطنتي نير عوز ونير إسحق من طراز القدس، كما تعرضت بلدة كريات غاد جنوب إسرائيل لقصف صاروخي من طراز غراد، دون أن يتسبب بوقوع إصابات. وكانت فصائل المقاومة قد أكدت الاحد أنها أطلقت 25 صاروخا محلي الصنع تجاه أهداف إسرائيلية داخل الخط الأخضر. وتسببت هذه الصواريخ في إصابة أربعة إسرائيليين في بئر السبع وأسدود. كما نقل 41 إسرائيليا آخرين إلى المستشفيات نتيجة حالات هلع. من جهة أخرى أكد مراسلو الجزيرة في غزة إن إسرائيل واصلت أمس إلقاءها قنابل فوسفورية على عدة أحياء في غزة, مما تسبب باندلاع النيران في العديد من المنازل. وذكر المراسلون أن الغزاة أطلقوا مساء الاحد عدة قذائف تنبعث منها أدخنة بيضاء، وهي كما يقول شهود عيان إنها غازات سامة تسبب الاختناق والغثيان. وقال د. محمد عثمان المتحدث باسم وفد الأطباء العرب الذين دخلوا أخيرا القطاع عبر معبر رفح، إن المصابين تعرضوا لأسلحة كيمياوية محرقة وفوسفورية.