وصل عدد ضحايا الإيبولا إلى 4000 ضحية منذ ظهور الحالة الأولى لهذا الوباء القاتل في غينيا، قبل أن ينتقل بسرعة البرق إلى كل من سيراليون وليبيريا ليتحول إلى معضلة تهدد كل دول غرب إفريقيا التي تعاني أساسا من نقص كبير في الإمكانيات والهياكل الصحية والكفاءات البشرية بسبب شح الموارد ففي غينيا على سبيل المثال لا تخصص إلا 3 ٪ من ميزانة الدولة للصحة العمومية سنويا ما يفسر أن هذه الحكومات تجاوزتها الأحداث ولم تستطع مواجهة الانتشار السريع لهذا الوباء الخبيث في بداياته الأولى، خاصة وأن المجتمع الدولي تأخر في تقديم يد المساعدة لهذه الدول التي أصبحت تشكل لاحقا جيوبا لتصدير هذا الوباء إلى كل العالم، فالمنظمة العالمية للصحة لم تعلن التجنيد ضد الإيبولا إلا شهر مارس الماضي من السنة الحالية في حين أن ما يعرف ب "المريض صفر" أي أول حالة إصابة بالإيبولا اكتشفت في نوفمبر 2013 بينما كانت المؤسسات الاستشفائية في هذه الدول عاجزة تماما عن استقبال الحالات المتزايدة لهذا الوباء الذي تحول خلال أقل من سنة من ظهوره إلى معضلة عالمية دفعت مجلس الأمن الدولي إلى إصدار اللائحة 21/77 التي تعتبر الإيبولا " تهديدا للسلم والأمن الدوليين" شأنه شأن الإرهاب الدولي والعدوان الخارجي والتي تقرر بموجبها إنشاء البعثة الأممية للرد العاجل على الإيبولا بمصادقة 132 دولة على لائحة تعتبر الأولى من نوعها إذا استثنينا إشارة مجلس الأمن الدولي إلى إمكانية اعتبار الأوبئة مصدر تهديد للسلم العام 2000 و علق الأمر حينها بداء "السيدا" الذي عرف انتشارا مخيفا في تلك الفترة خاصة في القارة الإفريقية المنهكة بعشرية كاملة من الحروب الأهلية التي أعقبت نهاية الحرب الباردة. إن الانعكاسات الاجتماعية والسياسية لهذا الوباء القاتل لا تقل خطرا عن التهديدات التي يمثلها الإرهاب فقد أشارت التحليلات إلا أن ليبيريا من المحتمل أن تغرق مجددا في حرب أهلية ثالثة بسبب هذا الوباء الذي تعتزم بسببه الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسال 3000 جندي اليها لتطويق الوباء يصل منهم حوالي 700 جندي من الفرقة 101 المحمولة جوا نهاية الشهر الجاري للالتحاق بال 200 جندي أمريكي الذين يرابطون في ليبيريا، فما هو الفرق بين التهديدات التي يشكلها الإيبولا وتلك المترتبة عن الإرهاب على قارة أريد لها أن يختصر قدرها في معدالة " إرهاب + أوبئة = التدخل الأجنبي " !؟