إلتقت «الشعب» البروفيسور بن ڤونية، المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا، بهدف توعية المواطن بماهية مرض الأنفلونزا الموسمية وبالخصوص للتأكيد على أهمية التطعيم ضد هذا الفيروس المتغير سنويا للحفاظ على صحة الأفراد باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بالعدوى. انطلقت حملة التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا، ابتداء من شهر أكتوبر الماضي، حسبما تؤكده وزارة الصحة، والذي يتزامن وعودة حجاجنا الميامين من البقاع المقدسة، وفي هذا الصدد، يعرف البروفيسور بن قونية، الذي إلتقيناه مؤخرا مرض الأنفلونزا الموسمية على أنه مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي نتيجة العدوى التي تتراوح ما بين الخفيفة والحادة وقد تؤدي الإصابة أحيانا إلى الوفاة. وتبقى الطريقة المثلى للوقاية من الأنفلونزا هي أخذ اللقاح سنوياً وهو ينصح الأشخاص بالقيام بالتلقيح في الفترة المحددة لذلك والتي تمتد ما بين شهر أكتوبر إلى غاية شهر جانفي من كل سنة. كما تتمثل خطورة هذا النوع من الإصابة، حسبه، في كون الأنفلونزا من بين الأمراض الفيروسية المتنقلة حيث أكد البروفيسور بن قونية أن بإمكان هذا المرض أن يتحول إلى وباء خطير يهدد الصحة العمومية في حالة انتشاره خاصة وأنه افتك بالعديد من الأرواح على المستوى العالمي في سنوات خلت. وأشار البروفيسور في هذا الصدد إلى أن الإصابة الفيروسية بالأنفلونزا تتزايد بشكل تدريجي خلال النصف الثاني من أكتوبر، وتستمر حتى بداية الصيف، مشيراً إلى أن الإصابات تكون شديدة على بعض الفئات بالذات، منهم الأطفال وبالخصوص كبار السن، إضافة إلى المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل الربو وأمراض الكلى وغيرها، والنساء الحوامل وكلهم بدون استثناء يمثلون الفئة الهشة والتي تستدعي القيام بالتطعيم سنويا وفي الأوقات المخصصة لذلك، لأن الحماية تمتد على مدار سنة تقريبا، والخطورة تكمن في تغير تركيبة الفيروس من سنة إلى أخرى، كما أنه في الوقت ذاته يمكن أن تكون درجة الخطر متضائلة عكس ذلك تماما أي عندما يطعم الأشخاص تنخفض نسبة العدوى بينهم، لأن حسب نفس المختص لا تنجم عن الإصابة بالأنفلونزا، أية خطورة على صحة الفرد والجماعة إذا تم أخذ التطعيم المناسب في الفترة المحددة لذلك، مؤكدا على أهميته، فالحماية لدى الفئة التي تتطلب التطعيم تكون بنسبة عالية تصل إلى ما يقارب التسعين بالمائة لتتضاءل فيها حدة الأعراض لدى المصاب إذا أجري في وقته المناسب ليمنح مناعة ضد المرض للشخص الذي يطعم به حيث يجعل تأثير فيروس الأنفلونزا خفيفا على المصاب حال التعرض له مما يجنب تعقد حالته الصحية جراء الإصابة بالفيروس والتقليل من العدوى، موضحا أن الطبيب هو من يحدد الفئات الأكثر حاجة للتطعيم كما بإمكان الأشخاص العاديين أن يطعموا ضد ذات المرض من باب الوقاية.