مكافآت مالية تشجيعية في مستوى اللقب وصل الوفاق السطايفي إلى القمّة القارية بعمل متواصل وثقة كبيرة في الامكانيات الموجودة في الفريق، لا سيما الجانب البشري أين تعددت التجارب من قبل مع التقنيين الأجانب، لكن اللقب حقّقه ابن الفريق خير الدين ماضوي الذي بالرغم من قلّة تجربته على أعلى مستوى في مجال التدريب إلا أنه استعان بمعرفته الكبيرة لخبايا الكرة واستغل الثقة التي وضعت فيه بطريقة ذكية وواصل العمل في صمت إلى غاية تحقيق شيء كبير للوفاق ولكرة القدم الجزائرية. فالنتيجة المحقّقة من طرف الوفاق بتتويجه بكأس رابطة الأبطال الإفريقية ستغيّر أشياء كثيرة بالنسبة للكرة في بلادنا والرؤية بالنسبة ل "المنتوج المحلي" من لاعبين ومدربين .. حيث إن العادة التي تمّ السير عليها أن اللاعبين المحليين لا يمكنهم الوصول إلى التتويجات الخارجية بحكم نقص الإمكانيات الفنية والتكتيكية وحتى البدنية .. أين رأينا أن عددهم تقلّص في المنتخب الوطني بدرجة كبيرة .. لكن يظهر أن المشكل ليس في اللاعبين بقدر ما هو مشكل الاعتناء بهم ومنحهم الثقة الكاملة في إمكانية تحقيق الانجازات الكبيرة.وبالتالي، فإن الوفاق سيكون القاطرة التي ستجرّ العربات بالنسبة للأندية الجزائرية التي غابت عن هذا التتويج القاري في المنافسة رقم واحد لمدة طويلة أي منذ تتويج شبيبة القبائل عام 1990 .. لذلك لابد من استغلال هذا اللقب بالطريقة المثلى من طرف المعنيين لكسب استمرارية في التألق والبقاء في القمّة. فالوفاق الذي تمّ مكافأته كما ينبغي بعد التتويج سوف يرى الأزمة المالية التي كان يتخبّط فيها منذ عدة سنوات ترحل عنه من خلال هذا التتويج الذي كان مربحا على عدة أصعدة، للقيام باستثمارات على مستوى تكوين اللاعبين والحصول على المعدات التي تسمح له الاستمرار في هذا المستوى والفوز بألقاب أخرى وطنيا وقاريا. الكل يحلم بمباراة امام الريال ... وستكون الفرصة مواتية للوفاق من خلال مشاركته في مونديال الأندية في ديسمبر القادم لتقديم وجه طيّب عن الكرة الجزائرية والذهاب إلى أبعد الحدود في المنافسة العالمية، خاصة وأن عشاق الكرة الجزائرية يحلمون في رؤية أشبال المدرب ماضوي في النهائي أمام العملاق الاسباني ريال مدريد .. خاصة وأن الوفاق سيكون غير معني بالمباراة التمهيدية ويقابل في الدور ربع النهائي الفائز من الدور التمهيدي. وهنا سيستفيد الوفاق من الوجه الكبير الذي قدمه الفريق الوطني في المونديال البرازيلي لمحاولة إعطاء صورة مشرفة أخرى للكرة الجزائرية في هذا الموعد العالمي. وعكس المغامرة القارية، فإن الوفاق بإمكانه الآن الاستفادة من أغلب لاعبيه الذين استقدمهم في الميركاتو الماضي على غرار حاج عيسى، قاسمي .. والذين بإمكانهم إعطاء دفع آخر لتشكيلة ماضوي .. هذا الأخير الذي عان كثيرا من قلة العناصر خلال رابطة الأبطال بداية من دور المجموعات بعد مغادرة العديد من اللاعبين لصفوف النادي واستحالة وضع أسماء أخرى في القائمة القارية في الوقت المناسب. ماراطون حقيقي ينتظر ماضوي وتشكيلته والشيء الوحيد الذي قد يؤثّر على بطل إفريقيا في الشهرين القادمين هي الرزنامة الماراطونية التي سيلعب بها الوفاق على العديد من الجبهات، لا سيما البطولة الوطنية أين تنتظره 3 مقابلات مؤجلة، وتنقل إلى المونديال وبعدها العودة لمواصلة المنافسة المحلية من بطولة وكأس .. فالبرنامج المقترح على النادي هو لعب 7 مقابلات في ظرف 28 يوما (لعب أمس أمام شبيبة القبائل وينهي الماراطون يوم 6 ديسمبر أمام شباب بلوزداد) قبل التربص الذي يسبق المشاركة في كأس العالم للأندية التي يجري مباراته الأولى يوم 13 ديسمبر .. وتذكّر هذه المرحلة بتلك الفترة التي عاشها الفريق في الربيع الماضي أين كان يلعب على عدة جبهات .. لكن التجربة كانت ناجحة وبنشوة الفرح والتتويج ستكون الأمور قريبة من العادي، وفي هذا الإطار أكد لنا بعض لاعبي الوفاق أنهم سيتعاملون مع الوضعية بشكل احترافي ويعرفون جيدا أن النتائج الكبيرة تأتي من خلال العمل المتواصل .. ومن جهة أخرى رئيس النادي حسان حمّار كان قد تحدث عن التتويج الذي قال إنه جاء بعد تضحيات هؤلاء اللاعوبن على غرار دمو وملولي، بوكرية، بلعميري، خذايرية الذين انطلقوا في التحضير للتويج منذ جوان الماضي في صيف حار وفي شهر رمضان بتربصات دورية وبعزيمة كبيرة أوصلتهم إلى القمة القارية .. مؤكدين حفاظ الوفاق على ميزته الرئيسية بفريق "النفس الثاني" الذي يصنع الفارق في الوقت الصعب.