النخبة هي القاطرة الحقيقية لأي تغيير أكد الأمين العام لجبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس، أن مبادرة جبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس" المتعلقة بعقد ندوة إجماع وطني حظيت بالقبول، بعد مناقشة نقاط البرامج، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تحتاج لقاءات أخرى مع باقي الأحزاب التي تبنت ورحبت بالفكرة، للاتفاق على القضايا التقنية والأجندات والأفكار، بالإضافة إلى مرحلة التحضير قبل الوصول لها. ووصف بلعيد خلال اجتماعه برؤساء المكاتب الولائية، اللقاء الذي جمعهم بممثلي "الأفافاس" بالايجابي كونه جسد حوارا بين حزبين سياسيين ينشطان في الساحة، والسبيل الوحيد لتذليل كل العراقيل والوصول إلى عدة نقاط اتفاق، باعتبار أن اللقاء يسعى إلى أرضية إجماع وطني وهي نقطة مهمة وسنكون سندا لهذه الفكرة. وعاد بلعيد ليذكر بأن جبهة المستقبل تؤمن بالحوار الحقيقي للوصول إلى أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية ما يتركها تساند هذه المبادرة، غير أنه قال أن حزبه سينتهج طريقا ثالثا ليس مع السلطة إلا في حالة اعتباره شريكا، ولا مع المعارضة إلا في حال ما إذا كانت هناك أرضية سياسية واضحة وهذا قناعة منه أن المسؤولية جماعية، داعيا إلى التعالي عن المواقف العقيمة. وحسب المتحدث يجب التفكير في تغيير حقيقي ولكن ليس عبر الصندوق كونه مستحيل ولا عبر الشارع لأنه لا يحبذه، ويبقى التغيير عن طريق السلطة من خلال تبنيها للمبادرة وذلك بعد تشخيص الوضع الحالي ومع كل المتدخلين، وهو التغيير الذي يأمله كون أن المبادرة ستكون من السلطة، مشيرا إلى ضرورة ذلك في عالم متغير يفرض التوحد وتضافر الجهود للوصول إلى حل لبناء جزائر قوية ومتينة من الداخل. وذكر رئيس جبهة المستقبل بضرورة أخلقة العمل السياسي نظرا لدخول أدبيات جديدة على الحياة السياسية، بالإضافة إلى ضرورة إيلاء الأهمية للإنسان الجزائري وتجاوز بعض الممارسات التي عجلت في رحيل الإطارات والكوادر الوطنية بدل الاستفادة من كفاءاتهم، مشددا على ضرورة تقييم ما تم انجازه خلال الخمسين سنة الماضية وتحديد الأهداف والخطوات المقبلة. من جهة أخرى، أكد بلعيد أن النخبة المتسلحة بالعلم هي القاطرة الحقيقية لأي شعب، لكن للأسف الساحة السياسية تعرف ممارسات تحاول تكسيرها ما جعل الجزائر اليوم تمتلك طبقة سياسية ضعيفة، مشيرا إلى أن هذه المسألة تقع على عاتق الأحزاب الوطنية التي عليها أن تقدم هكذا شخصيا في الساحة والسياسية وتضعهم في مناصب النفوذ ومراكز القرار باعتبارهم الأقدر على إدراك المتغيرات التي يشهدها العالم، كاشفا بأنه خلال ديسمبر سيتم انتخاب المكاتب الوطنية للحزب ابتداء من شهر ديسمبر الداخل. وبخصوص تصريحات العاهل المغربي الأخيرة، قال بلعيد أن هذه المواقف ليست بالجديدة كون الملك وحاشيته يريدون توجيه أنظار الجبهة الداخلية نحو الجزائر لتغطية مختلف المشاكل التي تعاني منها وإقحامها كطرف في النزاع الصحراوي بالرغم من أن الجزائر تسير في طريق الشرعية الدولية والقرارات الأممية لاسيما تلك المتعلقة بإجراء استفتاء، بالرغم من محاولات المخزن لإفشاله بمختلف الأساليب في ظل تحرك العديد من الجهات الدولية بالاعتراف بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال المتحدث بأن تحرشات المغرب ليست وليدة اليوم سواء كانت صريحة أو بطريقة ملتوية، ومن ثم قضية الصحراء الغربية يجب أن يرى إليها من جانبنا على أنها قضية الشعب الجزائري ولا يجب تقزيمها في النشاط الدبلوماسي وهذا إيمانا منا بأنها قضية عادلة وأنها آخر مستعمرة في إفريقيا.