أكد وزير الصناعة والمناجم، السيد عبد السلام بوشوارب، أن الثروة الرئيسية للجزائر تكمن في مواردها البشرية الموجودة على مستوى المؤسسات والجامعات، وقال إن الحكومة ستعمل على خلق الظروف المناسبة من أجل تجنيد هذه القدرات والكفاءات وإعطائها الإمكانيات التي تسمح لها ببناء "جزائر جديدة". وفي كلمته الافتتاحية التي ميزت انطلاق أسبوع المقاولاتية العالمي، الذي يمتد من 17 الى 23 نوفمبر الجاري، ذكر الوزير بالتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، مشددا على أنها تحتم على الجزائر التركيز على "الابتكار" و«التنافسية" و«البحث عن الامتياز" من أجل الدخول في نادي الدول الصاعدة. هذه العوامل الثلاثة أخذت الحيز الأكبر من خطاب وزير الصناعة والمناجم، الذي أراد أن يبعث برسالة واضحة إلى الشباب الجزائريين الراغبين في دخول عالم المقاولاتية، وهي دعم الحكومة لهم وعملها على توفير المناخ المناسب لهم من أجل تحقيق أحلامهم ومشاريعهم التي ستبني مستقبل البلاد. وقال السيد بوشوارب إن "الوطنية اليوم تترجم في الابتكار والتنافسية والبحث عن الامتياز"، ولذا فإن الحكومة ستعمل في هذا الاتجاه من خلال وضع كل العوامل المساعدة على أن يكون بعث الاقتصاد الوطني على عاتق الشباب المقاولين، كما أضاف. وبعد أن ذكر بان إحياء أسبوع المقاولاتية العالمي أصبح "تقليدا سنويا" بالنسبة لدائرته الوزارة، فإن الوزير أعلن أن الجزائر ستترشح رسميا لاحتضان أسبوع المقاولاتية لسنة 2017، وهو مايعكس اهتمامها الكبير بهذا الحدث منذ 2011. اهتمام تمت ترجمته -كما أشار- في عدة إجراءات خلال السنوات الأخيرة، تعمل على تحفيز وتشجيع خلق المؤسسات لاسيما لدى الشباب. وهو "ما كان له أثر كبير على كثافة نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة". ما جعله يؤكد وجود "التقاء" بين أهداف هذه التظاهرة وتلك التي تسعى إليها وزارة الصناعة والمناجم. للإشارة، فإن أسبوع المقاولاتية العالمي الذي تشارك فيه 150 دولة، يتمحور موضوعه الرئيسي هذه السنة حول "مناخ المقاولاتية"، ودوره في خلق ديناميكية جيدة تسمح بتحقيق النمو الاقتصادي، وكذا في الابتكار وخلق مناصب العمل. وشددت المنسقة الوطنية للأسبوع الدولي للمقاولاتية، السيدة فتيحة راشدي، على أهمية طرح هذا الموضوع للنقاش، مشيرة إلى أن أهم ما يعوق نجاح المقاول الشاب ببلادنا هو نقص التكوين قبل إنشاء المشروع وكذا غياب المرافقة. وشددت على ضرورة تطوير وتدعيم المناخ ووضع جسور بين مختلف الفاعلين: المقاولون، السلطات العمومية، الهيئات، البنوك والجامعات لإنجاح مسار خلق المؤسسات. وقالت بهذا الخصوص"لا يمكن إعطاء أموال لشاب بدون أن نتأكد من نجاعة مشروعه ونجاحه، لذا لابد من تكوينه ومرافقته". واعتبرت أن مثل هذا الحدث يسمح بالتحسيس بهذه النقائص والبحث عن حلول لها، من جهة، والاحتفاء بالمقاولين الناجحين، من جهة أخرى، نظرا لمساهمتهم الفعالة في خلق الثروة ومناصب العمل. وذكرت بأن الأسبوع المنظم في 2013 سمح بإنشاء 20 مقاولا شابا لمشاريعهم في الميدان. وأوضحت أن التظاهرة مهمة جدا "لأنها تشارك في تغيير الذهنيات التي تعد مشكلا أكبر من نقص الإمكانيات". رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد محمد العيد بن اعمر من جانبه طالب بالتحرك سريعا من أجل رفع كل العراقيل الإدارية والبيروقراطية والعقارية التي تقف حجر عثرة أمام الاستثمار، وقال "إننا في الطريق الصحيح بالنظر إلى وجود وعي بالمشاكل، كما أن الإجراءات المتخذة تعد مشجعة وفيها إرادة لتحرير فعل الاستثمار والقطيعة مع ممارسات الماضي". لكنه اعتبر أن وجود 700 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة فقط، وإحصاء حوالي 420 ألف مؤسسة مصغرة "قليل"، مشيرا إلى ضرورة الوصول إلى مليوني مؤسسة على الأقل للتخفيف من فاتورة الاستيراد. وأكد أنه من الممكن تدارك التأخر المسجل في هذا المجال، بتحفيز روح المبادرة في كل المجالات وهو دور قال إنه على المدرسة والجامعة والتكوين المهني لعبه بالدرجة الأولى. كما شدد على أهمية تشجيع المواهب وتأطيرها، وقال في السياق إنه على المقاولين الكبار تقاسم تجاربهم مع الشباب. وتم بالمناسبة استعراض تجربة شركة "أوريدو" للاتصالات في مساعدة الشباب المقاولين على خلق المؤسسات وإعادة تأهيلها في مجال تكنولوجيات الاتصال، لاسيما وأن الشركة تعد من أهم شركاء الأسبوع الدولي للمقاولاتية بالجزائر.