يبقى تحدي إنشاء المؤسسات المصغرة من بين ما يستقطب فئة الشباب على وجه الخصوص في الوقت الراهن، في ظل التسهيلات وتشجيع البرامج الحكومية، لكن نسبة مشاركة المرأة فيه لا تزال ضئيلة، حيث أكّدت فتيحة راشدي منسّقة الأسبوع الدولي للمقاولاتية أنّ إقبال حواء على استحداث مؤسستها لا يزال ضعيفا لأنه لا يتعدى نسبة ال 10 ٪، ولم تخف أن المرأة تقبل أكثر على مجال الخدمات. شكّل الأسبوع الدولي للمقاولاتية المنظّم خلال الأيام القليلة الفارطة فرصة جوهرية للعديد من الشباب لإبراز مواهبهم والكشف عن إبداعاتهم وبناء جسور تواصل لتبادل الأفكار والخبرات، والاحتكاك بالمهنيين من الاقتصاديين. واعتبرت منسّقة الأسبوع الدولي للمقاولاتية فتيحة راشدي، أنّ الجزائر انخرطت في هذا المشروع منذ ثلاث سنوات، وتمكّنت في السنة الأولى من تطبيقه على خمس ولايات تجريبية، وخلال السنة الثانية قفز العدد إلى 15 ولاية، وأسفرت الجهود عن تجاوز الأهداف المسطّرة حيث تعدى في السنة الثالثة الرقم إلى 40 ولاية حسب وزارة الصناعة وليس 30 ولاية، رغم أنّ إحصائيات «الأنساج» تقول أن جميع ولايات الوطن احتفت بهذا الأسبوع وحظي باهتمام كبير. وفي ظل غياب الدينامكية والتنسيق في استحداث المؤسسات خاصة وسط الشباب وحاجتهم للمرافقة والدعم وكذا توجيه أفكارهم، ترى راشدي أنّ الأسبوع الدولي للمقاولاتية فضاء حقيقي لنشر ثقافة إنشاء المؤسسات عن طريق تكوينهم وتشجيعهم ومرافقتهم، أمام النقص المسجل على مستوى الدينامكية بين الولايات، وتشجيع أصحاب الأفكار والمبدعين في خلق المؤسسات على إنشاء شبكة تكون جسر تواصل حقيقي بينهم. وبخصوص مدى إقبال المرأة على المقاولاتية التي سطرت في المشروع، جاء تقدير راشدي سلبيا لأنها اعترفت أن الملتقيات الجهوية للمقاولاتية، المنظمة عبر 23 ولاية، وحضرها 900 شاب مهتم بإنشاء مؤسسته الخاصة، لم تتجاوز فيه مشاركة المرأة نسبة ال 10 بالمائة، علما أنّه تمّ طرح 300 مشروع مؤسسة، تمّ اختيار مشاريع 92 شاب سيستفيدون خلال عملية إنشاء مؤسساتهم من تكوين ومرافقة مجانية ومن دعم وزارة التنمية الصناعية وترقية الاستثمار. وتبقى المرأة في صلب الاهتمام من أجل الدفع بالنسيج المؤسساتي، لذا تقترح السيدة راشدي أن يتم خلق أداة تمويل خاصة بالمرأة ومرافقة ترصد لها في ظل وجود ما وصفته بالعراقيل التي تواجهها أحيانا بسبب رفض الزوج أو الأخ كون المحيط يكون فيه رجال. وحسب الإحصائيات، يبدو أنّ المرأة تنجذب أكثر إلى قطاع الخدمات وتفضل أن يكون مشروعها في هذا المجال، بينما الشباب المقبل على أسبوع المقاولاتية من فئة الذكور يتّجهن نحو التكنولوجيات الحديثة، والبيئة والحرف اليدوية وما إلى غير ذلك. ورغم فتح مراكز تسهيل من طرف الوزارة الوصية لفائدة الشباب حتى تمنح لهم المعلومات ويستفيدون من المرافقة، مازالت راشدي تتحدّث عن وجود عراقيل بيروقراطية على غرار بطء رد الإدارة وثقل الملفات. ويعدّ الأسبوع الدولي للمقاولاتية من بين المشاريع الواعدة التي يعوّل عليها في نشر روح المقاولاتية، وتشجيع الشباب على ولوج عالم المؤسسة المصغرة للمساهمة في خلق الثروة وامتصاص البطالة. فضيلة ب