أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، رفقة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي، تدعيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى، والعمل على تحسين واقع الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي خلال فترة تولي إيطاليا رئاسة الهيئة. شكل مسعى الارتقاء بالمبادلات الاقتصادية بين الجزائروإيطاليا إلى مستوى أكبر، صلب اللقاء الذي جمع عبد المالك سلال، بنظيره رئيس الحكومة الإيطالية، حيث اتفق الطرفان على تكثيف العمل الثنائي خلال الأشهر القليلة المقبلة في مختلف القطاعات وفق أولوية مدروسة. وقال سلال، في ندوة صحفية، رفقة ماتيو رنزي، بقصر الحكومة إن "اللقاء كان عمليا وخلصنا إلى أن العلاقات الثنائية جد حسنة في الجانب الاقتصادي"، واستدل باحتلال الجزائر المرتبة الثانية كمصدر لايطاليا في المنطقة وثالث مستورد منها. وكشف الوزير الأول، أن الطرفين "وضعا أولويات لدعم التبادل الاقتصادي، في مجالات الفلاحة، الصناعة، الطاقة والسياحة"، وأعلن عن انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين نهاية السداسي الأول من السنة القادمة بإيطاليا، مؤكدا أنها ستكون فرصة لتقييم ما تم التوصل إليه. وأوضح أن مشاريع الشراكة تشمل ميادين كثيرة وتمتد إلى مجال الدفاع الوطني، مشيرا إلى تنظيم لقاء بين رجال أعمال جزائريين ونظرائهم من ايطاليا، إلى جانب عقد اجتماعات وزارية لمختلف القطاعات أدخلت على برنامج زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي. وعرج عبد المالك سلال، على العلاقات السياسية بين الجزائروإيطاليا، مؤكدا تقاسم البلدين لنظرة موحدة تجاه القضايا الحاصلة بشمال إفريقيا والساحل وقال "نملك وجهات النظر ذاتها ونفس التحليل والفهم، للأوضاع في ليبيا وتونس والساحل الإفريقي". وأفاد الوزير الأول، أن ايطاليا "تبارك ماقامت به الجزائر، لحد الآن، في مالي وما تقوم به بليبيا لاسترجاع الأمن والطمأنينة"، مشيرا إلى أن هدف بلادنا يتمثل في الحفاظ على وحدة دول الجوار ومساعدتها على إرساء الاستقرار، مضيفا "أن طموحنا تصدير الصفاء ما بين الإخوان والأشقاء في ليبيا ومالي وكامل بلدان المنطقة". وبشأن علاقة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي، أوضح سلال أنها لابد من أن تتحسن، مبديا كثيرا من التعويل على ايطاليا نظرا "لدورهم الهام على مستوى الهيئة الأوروبية" وتلقى سلال، وعدا من قبل ماتيو رنزي باتخاذ التدابير للمساعدة في تحريك ملفات التعاون سنة 2015. وأفرد الطرفان حيزا خاصا للتعاون الطاقوي، حيث أكد الوزير الأول "تعهد البلدين على جعل الشراكة في الميدان الطاقوي قوية ومبنية على فائدة الشعبين". ماتيو رنزي: علاقتنا إستراتيجية .. والجزائر نموذج في مكافحة الإرهاب من جهته، وصف رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي، العلاقات الجزائرية الإيطالية بالاستراتجية، معتبرا أنها تعرف تطورا مستمرا في الميدان التجاري. وقال خلال الندوة الصحفية "دفع العلاقات الاقتصادية وتوسيع التعاون إلى ميادين أخرى، هو سبب قدومي هنا"، مؤكدا وجود فرص عديدة في مجالات الطاقة، الصناعة السياحة والفلاحة، مشيرا إلى أن "المجال الطاقوي قد يظل لسنوات أخرى أساس العلاقات، لكننا نفكر في قطاعات أخرى كالبنى التحتية، إضافة إلى دور الجامعات والمجتمع المدني". وأكد ماتيو رنزي، أن إيطاليا تنظر إلى الجزائر، كشريك مهم للغاية في حوض البحر الأبيض المتوسط، والدليل حسبه زيارة 4 أعضاء من حكومته لبلادنا في الأشهر ال9 الأخيرة، وأوضح "لدينا إرادة وتصميم جديد لدفع علاقتنا الثنائية". وفي سياق آخر، أشاد رئيس الحكومة الإيطالية، بجهود الجزائر في ميدان مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى "تعاون مهم بيننا لأننا نتقاسم النظرة ذاتها في القضايا الجيوسياسية بالمنطقة على غرار ما يجري في ليبيا". وفي هذا الصدد، أكد دعم ايطاليا لأي مشروع دولي يسعى لتحقيق السلم بليبيا ويجمع كافة الأطراف على طاولة الحوار، وأبدى جاهزية بلاده لتمثيل أوروبا والعمل مع الجزائر لتحقيق استعادة السلم والاستقرار للشعب الليبي واصفا الأوضاع بالصعبة للغاية. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، انتقد رنزي، سياسة الهيئة الأوروبية تجاه المنطقة المتوسطية خلال السنة المنقضية، واعدا باستغلال فرصة ترؤس بلاده للاتحاد وجعل العلاقات مميزة أكثر على مختلف الأصعدة.