أكد رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن ايطاليا "على استعداد" للمساهمة في مشروع دولي لإعادة السلم و الأمن في ليبيا "البلد الذي يعيش وضعية جد صعبة". و أوضح السيد رنزي في ندوة صحفية مشتركة مع الوزير الأول عبد المالك سلال عقب محادثاتهما "أن الوضع في ليبيا اليوم جد صعب و ايطاليا مستعدة و عازمة على العمل في إطار مشروع دولي حتى نضمن للشعب الليبي و بلدان الجوار مستقبل سالم و مزدهر". كما أشار إلى أن ايطاليا تشاطر الجزائر "نفس الانشغالات" فيما يخص الوضع السائد في ليبيا معتبرا أن دول الجوار و المجتمع الدولي "مطالبون ببذل جهود مشتركة من أجل إرساء السلام بين أطراف النزاع". وأضاف رئيس مجلس الوزراء الايطالي أن "الوقت قد حان لتسيير الحاضر في ليبيا و التوقف عن الحديث عن ذلك الماضي الذي ميزته دكتاتورية رهيبة إذ يجب علينا اليوم أن نجد حلولا ذكية من اجل وضع حد لهذه الوضعية" مذكرا بان "ايطاليا تعد البلد الأوروبي الوحيد الذي لا زالت سفارته مفتوحة في طرابلس". من جانب آخر و بخصوص العلاقات الجزائرية الايطالية أوضح السيد رنزي أنها "جد هامة و إستراتيجية قائمة على الصداقة و التعاون في مختلف المجالات من بينها التجارة و الطاقة و الصناعة" مؤكدا في هذا الصدد على "الفرص الاستثمارية الكبرى" في مجال السياحة والبناء. كما أكد السيد رنزي على أهمية توسيع علاقات التعاون التقليدية التي تربط بين البلدين لا سيما في المجال الاقتصادي على مستوى الجامعات و المجتمع المدني والمنظمات و جمعيات الشباب و ذلك -كما قال- من اجل "تقارب اكبر" بين الشعبين. في ذات السياق أشار رئيس مجلس الوزراء الايطالي إلى التعاون بين أوروبا و إفريقيا اللذين يفصلهما البحر المتوسط و هو الفضاء الذي وصفه ب"القلب النابض للعلاقات" بين القارتين. وأضاف أن "أوروبا التي فقدت اهتمامها بالمتوسط مطالبة بإبداء اهتمام اكبر به من اجل تعزيز و تدعيم علاقاتها مع إفريقيا". حل رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة في زيارة عمل و صداقة بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.