انعقد مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في مدينة بازل السويسرية، أول أمس، وعرف مواجهة حادة بين الدبلوماسيين الروس والأمريكان بشأن الأزمة الأوكرانية وخلافات بين الأوروبيين تمنع الاتفاق والتوصل إلى حلّ يتفق عليه الجميع للتعاطي مع موسكو. لم تتمكن الدبلوماسية السويسرية المعروفة بهدوئها وحياديتها الإيجابية من منع التصعيد الذي بلغ ذروته بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة من جهة، وروسيا من الجهة الأخرى، بخصوص ملف أوكرانيا. فقد حذّر عدد من الوزراء المتدخلين في مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي من بلوغ مستوى الحرب الباردة، فذكر كيري في تدخله، أن الولاياتالمتحدة والدول التي تدعم أوكرانيا لا تسعى للمواجهة، مضيفا: نحن لا نتمنى أن تكون روسيا معزولة، لكنها هي التي وضعت نفسها بعزلة بسبب تصرفاتها في أوكرانيا. لكن الرد الروسي جاء سريعا، على أن المنظمة متهمة من قبل موسكو بالإنحياز على لسان سيرغي لافروف، الذي أكد أن الأزمة كان يمكن حلّها قبل عام لولا تخلي الاتحاد الأوروبي والناتو عن الحوار ودعم الانقلاب في كييف، مؤكدا مواصلة بلاده الوقوف مع عملية مينسك للتسوية الأوكرانية. ورحبت موسكو باقتراح الدبلوماسية السويسرية القاضي بتشكيل مجموعة الحكماء بهدف إعداد توصيات بشأن الردود على التحديات الأمنية في كل أبعادها، وقد انطلق الاقتراح السويسري من واقع، أن لا حلّ خارج الحوار، معتبرا الحصار المفروض على روسيا لا يمكنه أن يأتي بنتيجة. وقد خلص المؤتمر إلى صياغة بيان ختامي يقرّ بعدم وجود اتفاق بين المشاركين بشأن أزمة أوكرانيا لتباعد وجهات النظر، حتى بين الأوروبيين أنفسهم، وليس فقط خلاف أمريكي أوروبي مع موسكو، وبذلك فبوادر الحرب الباردة تخيّم على أوروبا من جديد ومؤتمر بازل قدم وقودا لمواجهة طويلة.