أجمع كل من الخبير الدولي في مجال البترول د. مراد برور والبروفيسور شمس الدين شيتور، أمس، على أن الأزمة التي تعرفها سوق الطاقة العالمية بتراجع سعر البترول، قابلة للانفراج تدريجيا مع دخول السداسي الثاني لسنة 2015، مؤكدين في ذات السياق أنها ليست استثنائية كون صناعة البترول والطاقات التقليدية، مجال يعرف متغيرات واضطرابات من حين لآخر وفقا لعدة أسباب وعوامل اقتصادية وجيو-سياسية. وأكد المتدخلان، من منبر فوروم جريدة «ليبرتي»، أن انعكاسات تدني على سعر برميل البترول على الاقتصاد الجزائري ليست بالكارثية حاليا، لكنهما شدّدا على «ضرورة تعلم الدرس، والعمل بجهد على إخراج الاقتصاد الوطني من حلقة تصدير المحروقات، والسهر على وضع سياسة ناجعة حول الانتقال إلى الطاقات البديلة والمتجددة، تأهبا لمرحلة 2020-2030. . وأشار ضيفا الفوروم إلى أن الأزمة التي تعرفها سوق البترول اليوم، سببتها من جهة الأزمة المالية العالمية، و من جهة أخرى تصارع مصالح قوى كبرى، تهدف إلى حمل كل من روسيا وإيران وفنزويلا على الامتثال لمطالبها الجيو- سياسية في العالم وأن الجزائر ما هي إلا ضحية جانبية بحكم علاقاتها الإستراتيجية، كما عليها أن تعدل ثمن برميل نفطها إلى 116 دولار لتفادي الأزمة مجددا. وفي شأن آخر، استغرب د.برور مواصلة الجزائرالاعتماد في اقتصادها على المحروقات، بالرغم من امتلاكها لطاقات وموارد هائلة طبيعية ومناخية وجيولوجية، تمكّنها من التغلب على كل الأزمات التي من المقدر أن يعرفها مجددا وبصفة متكررة سوق البترول والغاز. وقال برور في هذا المجال، إن الحلقة المفقودة تكمن اليوم في غياب القرار والتخمين السياسي الصائب، من الممكن استغلال الأزمة التي يعرفها سوق البترول في الاستثمار وشراء الشركات الدولية للخدمات البترولية التي تضررت بالدرجة الأولى من الانخفاض، إلى جانب « تعزيز قدرات مجمع سوناطراك»، فكل ما ينقص حسبه هو اتخاذ القرار السديد في الوقت المناسب، وتشييد مدن جديدة بالجنوب الكبير، الأمر الذي سيخلق مناصب شغل عديدة ويسمح لشباب الجزائر من إخراج واستغلال قدراتهم الكامنة. وأشار البروفيسور شيتور من جهته، إلى إمكانية الاستثمار في شراء الذهب وتعزيز الاحتياطي الوطني، إلى جانب وضع استراتيجية حقيقية لاشتغلال الموارد الطبيعية كمصادر الطاقات المتجددة والابتعاد عن مشاريع استغلال الطاقات التقليدية التي تمس بالبيئة، مؤكدا في ذات السياق على أهمية وضع خطة تقحم المواطن وخاصة الشباب في معركة التنمية وتوعيته حول ضرورة استغلال الطاقة سواء الكهرباء أو الغاز بصفة عقلانية واقتصادية حفاظا على الصحة والبيئة ومستقبل الأجيال الصاعدة. واتفق الخبيران على أهمية إعادة النظر في استراتيجية استغلال المحروقات على أساس كل برميل يباع لابد من الاستفادة مقابله بتكنولوجية جديدة، وعلى ذوي القرار إشراك الخبراء والجامعات في كل المشاريع المتعلقة بالطاقة .