زكى، أمس، النقابيون بفندق «الأوراسي»، وفي الجلسة الصباحية، عبد المجيد سيدي السعيد، أمينا عاما للاتحاد العام للعمال الجزائريين لعهدة جديدة، بإصدار وتلاوة لائحة دعم وتأييد مجددين الثقة فيه. ووصفت اللائحة المسؤول الأول في المركزية النقابية، بالرجل الذي حقق الاستقرار في البيت النقابي بدار الشعب ونجح بشكل لافت في الحفاظ على مناصب الشغل. وبالموازة مع ذلك، أصدر مندوبو المؤتمر وأعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمرات الولائية لائحة ثانية للإشادة والتنويه بالمكاسب التي حققها رئيس الجمهورية بحنكته ووفائه وخوضه معركة تنموية مصيرية ولم يدخر جهدا كي تتبوأ الجزائر المكانة التي تطمح إليها ويتطلع إليها الجزائريون. عقد الاتحاد العام للعمال الجزائريين مؤتمره ال12 في جو ساده الهدوء والاتفاق على تجديد الثقة في الأمين العام، المنتهية عهدته، عبد المجيد سيدي السعيد، بعد أن رشحته المؤتمرات الولائية للبقاء على رأس أكبر تنظيم نقابي في الجزائر من حيث القاعدة العمالية وتجري أشغال المؤتمر على مدار ثلاثة أيام كاملة تحت شعار: «نضج، سلم، عدالة، تضامن، مسؤولية» وبمشاركة ما لا يقل عن 800 مندوب. ويعقد المؤتمر الوطني للمركزية النقابية في ظل تحديات حقيقية أبرزها التجنّد لتجسيد البرنامج الخماسي والنجاح في إرساء الإقلاع الاقتصادي للحفاظ على مناصب الشغل وحماية النسيج المؤسساتي وتكثيفه وكذا مواجهة التراجع المحسوس في أسعار المحروقات. وأهم ما ميز المؤتمر، رسالة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي قرأها نيابة عنه مستشاره، محمد علي بوغازي. وراهن رئيس الجمهورية كثيرا على هذا التنظيم النقابي الذي يضمّ قاعدة عمالية معتبرة من القطاعين العام والخاص، في تجسيد العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للنمو والتفرغ لتجسيد البرنامج التنموي الخماسي الواعد الذي يمتد إلى غاية آفاق 2019، من خلال تجنيد العمال. لكن يبقى حرص رئيس الجمهورية قائما من أجل الحفاظ على حقوق العمال وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية. وشدد رئيس الجمهورية على أهمية المؤسسة الوطنية، سواء كانت عمومية أو خاصة، في كسب المعركة التنموية وعن طريق خلق الثروة واستحداث مناصب الشغل وتحسين القدرة الشرائية. ومن بين توجيهات الرئيس بوتفليقة، دعوته إلى صون الاستقلال الاقتصادي للجزائر وحماية ما يتمتع به المجتمع من قيم العدالة الاجتماعية والتضامن. وتحدث رئيس الجمهورية على يقينه في قدرة التنظيم النقابي العتيد على المساهمة في إرساء مناخ اجتماعي مستقر وآمن، قادر على إنجاح جهود التنمية لبناء اقتصاد قوي ومنتج. لائحتان لدعم بوتفليقة وتأييد الأمين العام للمركزية النقابية قبل انتهاء الجلسة الافتتاحية للفترة الصباحية، تمت قراءة لائحتين لدعم وتأييد كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والأمين العام للمركزية النقابية، حيث خصصت اللائحة الأولى لتزكية سيدي السعيد وتجديد الثقة فيه لعهدة جديدة، حيث اعتبر صمام أمان بفضل جهوده التي أرست الاستقرار في المنظمة النقابية العريقة ووحدت صفوف النقابيين وتحصين هياكل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى جانب وقوفه إلى جانب مصلحة الوطن، وتم تثمين جهوده التي صبّت في مجال الحفاظ والدفاع عن مناصب الشغل. وبعد إعلان تزكيته، عول المزكون من النقابيين أن يستمر سيدي السعيد في الوقوف سدّا منيعا لحماية الجزائر والاستمرار في السهر على خدمتها. وتضمنت اللائحة الثانية، الإشادة بالمكاسب التي حققها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والعرفان بسهره على خدمة وتنمية الجزائر ووفائه الدائم، حيث تم وصفه بالمحنك ورجل البناء والتنمية، مستحسنين ما تضمنته رسالته، خاصة في الشق الذي شدد فيه على ضرورة ضمان مستقبل أحسن للجزائر من خلال التجند لتجسيد المشاريع الكبرى للتنمية، بالإضافة إلى المكاسب المحققة بفضل قيادته الرشيدة والتي انعكست آثارها بشكل إيجابي على الطبقة الشغيلة، وفي صدارتها الرفع في الأجر الوطني الأدنى المضمون وعدة قرارات تاريخية، ذكر منها تخصيص نسبة 3 من المائة من الجباية البترولية لفائدة فئة المتقاعدين وتسديد المديونية وتحقيق السلم والاستقرار. وخلصت اللائحة إلى التأكيد على أن كل ما حققته الجزائر في العشرية الأخيرة جاء بفضل إصرار السيد الرئيس على تطبيق خيارات استراتجية تكرّس التنمية والاستثمار والعدالة. الحوار الاجتماعي مكسب حقيقي وتحدثت ممثلة مدير مكتب العمل الدولي، عن رصيد المركزية النقابية وخبرتها المهمة على الصعيد الإفريقي، حيث بإمكان منظمات دول إفريقية أن تستفيد من التجربة التسييرية للاتحاد العام للعمال الجزائريين القادر على مرافقة عدة منظمات إفريقية. وعادت ممثلة مكتب العمل الدولي إلى التاريخ العريق لتأسيس المنظمة، الذي تزامن مع ثورة الاستقلال والحرية والعدالة. ولم تغفل عن مرافقة هذا التنظيم النقابي لرهانات وتحديات الجزائر، على اعتبار أن المنظمات العمالية تتدخل من أجل المساهمة في رفع التحديات، مشددة على أهمية تطوير الشراكة بين المنظمات النقابية وكذا الحوار الاجتماعي الذي بحسبها صار مسؤولا ويعول عليه في تحقيق التوافق الاجتماعي وإيجاد الحلول. من جهته، ديانو ممثل منظمة الوحدة النقابية الإفريقية استحسن كثيرا ما حققته وبلغته المركزية النقابية في إرساء الحوار الاجتماعي، وهذا، بحسب تقديره، يعد امتيازا يمكن أن تتقاسمه مع باقي التنظيمات النقابية لتعزيز أداءاتها. وأثنى ديانو كذلك على المكاسب التي حققها الرئيس بوتفليقة من دعم للقضايا العدالة، على غرار القضية الفلسطينية وتحقيقه للاستقرار في الجزائر، بالإضافة إلى التضامن النقابي الجزائري مع نظيره الإفريقي. من جهته ممثل منظمات أرباب العمل علي حداد، ركز في مداخلته على ضرورة الرفع من الأداء الاقتصاد لتحقيق نسبة نمو معتبر لتقفز بالجزائر إلى مصف الدول الناشئة ويرى أن خلق الثروة من مسؤولية المؤسسة. ولم يخف في سياق متصل، أن الجزائر في حاجة إلى التطور، مشترطا أن يكون هذا التطور بخطى سريعة. ودعا حداد جميع الفاعلين من مؤسسات وعمال للانخراط في التحدي التنموي، مشيدا بما يمكن أن يقدمه القطاع الخاص من خبرة وقدرات تضاف إلى تلك التي تتوفر عليها المؤسسات العمومية. واقترح حداد، تنظيم لقاءات ثلاثية مع الشركاء لوضع ميكانيزمات فعلية من أجل تحقيق التقارب بين القطاعين العمومي والخاص لاستحداث مناصب الشغل وإنعاش الاقتصاد الوطني وتخفيض سقف الواردات. أصداء من المؤتمر ^ لم تنطلق أشغال المؤتمر الوطني ال12 للاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلا في حدود الحادية عشرة إلا الربع. ^ حضر المؤتمر الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ووزراء من الحكومة، نذكر منهم وزير الصناعة، وزير التجارة، وزير السكن، وزير النقل، وزير العمل ووزيرة التضامن، إضافة إلى رؤساء أحزاب، نذكر من بينهم الأمين العام لحزب «الأفلان» والأمينة العامة ل»حزب العمال» لويزة حنون، وبلعيد عبد العزيز رئيس «جبهة المستقبل». ^ من الضيوف الذين شاركوا في افتتاح الأشغال، النقابات المستقلة، نذكر منهم مزيان مريان ورحيم، إلى جانب منظمات المجتمع المدني على غرار القائد العام للكشافة الجزائرية الإسلامية والأمينة العامة للاتحاد العام للنساء الجزائريات. ^ استحضرت المركزية النقابية في الجلسة الافتتاحية مقطعا من خطابات رئيس الجمهورية، خاصة تلك المحفزة على خوض المعركة التنموية، تتضمن تأكيده على الإمكانات التي تزخر بها الجزائر والتي يمكن من خلالها وعن طريق اعتماد الجزائريين على أنفسهم للتأقلم مع اقتصاد السوق. ^ اختار منظمو المؤتمر أن يخصصوا بالونات بيضاء بحجم كبير تتضمن شعار المؤتمر الذي ينشد السلم والعدالة الاجتماعية والتضامن ويعول على النضج والمسؤولية في كسب الرهانات المقبلة. ^ حظي الخطاب المطول للأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، وعبر جميع فصوله وفي أهم المقاطع بتصفيقات حارة من طرف النقابيين ومندوبي المؤتمر. ^ تزكية الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد، جاءت مبكرا، أي عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية مباشرة، وقبل بداية الأشغال الرسمية للمندوبين. علما أن المؤتمر يدوم ثلاثة أيام.
^ رحب بشكل علني وتحت تصفيقات حارة من الحضور، بالأمين الأسبق للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الطيب بلخضر. رصدتها: فضيلة. ب