أشرف، أول أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، بمعية العقيد مصطفي الهبيري، المدير العام للحماية المدنية، واللواء هامل عبد الغني، المدير العام للأمن الوطني، بحضور عدة وزراء وإطارات من الدولة بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدارالبيضاء، على مراسيم حفل تخرج الدفعات ال4 للحماية المدنية المتضمنة ل 5019 عنصر من مختلف الرتب. ضم حفل التخرج الدفعة ال11 للأطباء برتبة ملازم أول والدفعة ال15 للملازمين الأوائل إضافة إلى الدفعة ال43 للملازمين والدفعة 41 لأعوان الحماية، حيث شملت الدفعات المتخرجة، أجانب من مالي وتشاد والنيجر وبوركينافاسو، لفترة تكوينية تراوحت ما بين 09 و24 شهرا. بدأت مراسيم حفل التخرج باستعراض بساحة العلم، تبعها خروج الطلبة المتفوقين وسط الساحة حيث قام دحو ولد قابلية بتفتيشها رفقة المدير العام للحماية المدنية والمدير العام للأمن الوطني. وعقب تفتيش الدفعة المتخرجة نوه مدير المدرسة العقيد احمد علام في كلمة ألقاها بالمناسبة بالدور الذي يضطلع به رجال الحماية المدنية، مما يؤهلهم لأداء مهامهم بكل احترافية، سيما وأن برنامج التكوين يشهد تحديثا مستمرا ليواكب آخر المستجدات والتطورات، ما يولّد حسبه كفاءات بشرية على استعداد تام للتأقلم والتفوق على أصعب التحديات والكوارث التي قد تواجه البلاد. وفي هذا المقام، أكد علام، أن الدفعة المتخرجة التي حملت اسم الفقيد المقدم «جورج أنطوان أكمبورا»، تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا بالمدرسة الوطنية ببرج البحري اشتمل جل التخصصات والتدريبات التي تتماشي ومختلف التطورات والتغيرات المناخية التي يعرفها العالم اليوم. وأبرز ذات المتحدث، الأهمية التي يكتسيها التكوين والتأهيل قصد التماشي مع التطورات الصناعية والتكنولوجية التي تعرفها الجزائر وهو ما يستدعي التحكم في التقنيات الحديثة، مؤكدا في هذا الإطار أن سلك الحماية المدنية قد قطع خلال السنوات الأخيرة أشواطا معتبرة، نتيجة تبنيه لإستراتيجية ترمي لتحقيق وتوفير الأمن والسلامة عن طريق التغطية العملية لمختلف أرجاء الوطن وهو ما تعكسه يضيف علام الاحترافية والمهنية التي تطبع عمل رجال الحماية، كما حث بالمناسبة الدفعة المتخرجة، على المضي في العطاء والمثابرة في العمل والتحلي باليقظة الدائمة والمستمرة في سبيل تحقيق أمن المجتمع واستقراره المستدام. وأفاد مدير المدرسة، أنه وبعد آن طبقت هذه الدفعات جميع البرامج الدراسية البيداغوجية المقررة وبعد تزويدهم بالعلوم والمعارف الضرورية النظرية منها والتطبيقية وفق متطلبات العصرنة واحترافية الجهاز بعد أن وضعت المديرية صوب أعينها الرفع المستمر لمستوى الأداء المهني وجعل هدفهم الأسمى يتمثل في تطوير القدرات وتوجيههم لخدمة المجتمع وحمايته، أصبح لزاما على أفراد هذه الدفعات الالتزام أكثر بالمهام النبيلة التي يتسم بها هذا القطاع، جاعلين هدفهم صون الوحدة وما يمليه عليهم الواجب المقدس ضمن جهاز عصري ومتطور. وتواصلت بعدها مراسيم الحفل بأداء الدفعة المتخرجة لقسم الإخلاص حيث تعهدت بالسهر على خدمة الوطن وتخليد تقاليد شهداء ثورتنا المجيدة خاصة وان تخرج هذه الدفعة تزامن واحتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال، ليفسح المجال بعدها لتكريم الطلبة المتفوقين قبل أن تحظى هذه الدفعة بقبول الوزير تسميتها بسم الفقيد المقدم «جورج أنطوان أكمبورا». وقام المتربصون بجملة من المناورات، أظهرت من خلالها الدور البارز الذي يلعبه القطاع في مجال حفظ النظام وحماية المواطنين وممتلكاتهم، وهذا بجملة الاستعراضات المتمحورة حول طرق تدخل الفرق المختلفة للحماية المدنية خلال حوادث المرور وحرائق الغابات وفي حالة حدوث كوارث طبيعية كالزلازل باستخدام الكلاب المدربة ومختلف وسائل الإنقاذ، مستعرضين أهم الوسائل المادية التي تترجم بدورها اهتمام الدولة بعصرنة هذا القطاع. وفسح المجال بعدها إلى تكريم عائلة الفقيد جورج أنطوان أكمبورا من مواليد سنة 1926 من عائلة ذات أصول إيطالية، ليختار سنة 1955 الانضمام إلى الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي رفقة مجموعة من الأوروبيين المناضلين في الحزب الشيوعي الجزائري وانضم إلى فرقة الصاعقة للجزائر الكبرى وبعد الإستقلال تقلد الفقيد عددا من المسؤوليات في سلك الحماية المدنية، توفي في 11 فيفري 2012 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 86 سنة.