دعا أمس، المشاركون في منتدى النساء السياسيات العربيات الى مواصلة توسيع تمثيل المرأة في الحياة السياسية وتفعيل دورها، وأشادوا مطولا بالارادة السياسية الجزائرية الحريصة على تعزيز مكانة المرأة سياسيا، معتبرين أن ما حققته المرأة في الوطن العربي و في العالم من مكاسب سياسية ما زال يحتاج الى تفعيل وترقية. عرف منتدى النساء السياسيات العربيات الذي احتضنه مجلس الأمة ويرتقب أن يخلص فيه المشاركون الى توصيات من شأنها أن تعمل على تدعيم تشجيع توسيع اشراك المرأة سياسيا في جميع الدول العربية بحضور أخصائيين من الوطن العربي ومن العالم، اوستعراض تجربة الجزائر والوقوف على عدة تجارب عربية من دول صديقة. وكانت نورية سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة والجالية بالخارج قد ألحت على الخروج من هذا اللقاء بتوصيات وحلول من شأنها إعادة الاعتبار لدور المرأة العربية سياسيا. ووقفت الوزيرة مطولا عند التجربة الجزائرية، حيث ذكرت بنضال المرأة وتطرقت للمكاسب التي إفتكتها وحققتها في مجال التعليم والصحة وفي قانون الأسرة والجنسية وثمنت ما تكرس بفعل تعديل الدستور الجزئي. وأكدت الوزيرة نوارة جعفر أن سبر آراء ميداني أجري في 65 دولة أفضت الى حقيقة أن مشاركة المرأة سياسيا من شأنه أن يكرس التغيير في المجتمع ويجسد التطور والتنمية وأقرت حقيقة أن المرأة العربية تصنف ضمن التمثيل الأدنى وتساءلت في سياق متصل جعل ادخال نظام الحصص من شأنه أن يشكل عاملا جوهريا في رفع التمثيل السياسي. وترى الوزيرة أن تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا بإمكانه أن يكون طريقا نحو التمكين السياسي. وانتقدت نظرة المجتمع الجزائري والعربي التي مازالت حسبها تقليدية إذا تعلق الأمر بالمرأة، وتشير الأرقام التي قدمتها الوزيرة أن تمثيل المرأة العربية في البرلمان يتراوح ما بين 2 و 25٪، ولم تحف نوارة جعفر أن النسبة المعقولة المطلوبة لاتقل عن 30٪. ولم تفوت الوزيرة الفرصة لتثمن الارادة السياسية القائمة وتتوقع أن يشكل هذا المنتدى قوة التغيير ومصدر التطور للمساهمة في ترقية المرأة سياسيا. من جهتها إيشاني لاب، الممثلة المساعدة لبرنامج الأممالمتحدة الانمائي (بنود) أشادت مطولا بالتجربة الجزائرية ولمحت الى أنها تكاد أن تكون رائدة عربيا بفضل الارادة السياسية القوية التي تحرص على تفعيل دور المرأة وآدائها السياسي وعلى رأسها إرادة رئيس الجمهورية بهدف ترقية الدور السياسي للمرأة وإنصافها مع أخيها الرجل، وترى أن هذا المنتدى من شأنه أن يسمح بتبادل التجارب والميكانزمات بهدف تشجيع مشاركة المرأة سياسيا. بينما ممثل الاتحاد البرلماني الدولي مارتن شانڤنڤن، يرى أن مشاركة المرأة سياسيا بات اليوم من أولويات المجتمع ودعا الى ضرورة تركيز الجهود على تقوية وتمثيل المرأة في البرلمان، لأن هذا الأخير من شأنه أن يحدث التغيير الايجابي ولم يخف التقدم الذي تعرفه الجزائر في هذا الاطار بفضل ما أسماه بتوفر الارادة السياسية والحركية في المجتمع الجزائري. أما زهية بن عروس، البرلمانية الجزائرية، فتطرقت الى موضوع ''ما مدى ادماج المرأة سياسيا عبر البرلمان'' ولم تخف أنه عند ما يصل الامر لوصول المرأة الى السلطة، فإن نسب مشاركة المرأة تبدأ بالتقلص، لأن نسبة تمثيل النساء في البرلمان الجزائري لايتجاوز 7٪ أي بمجموع 27 نائبة بالمجلس الشعبي الوطني و 5 عضوات بمجلس الأمة. ------------------------------------------------------------------------