إعتبرت أمس المشاركات في منتدى النساء السياسيات العربيات أن توسيع مشاركة المرأة سياسيا وتفعيل أدائها في مراكز اتخاذ القرار متوقفا على الإرادة السياسية، ولا يتجسد إلا في بيت التشكيلة السياسية، مستبعدا أن نظام الحصص أو الكوطة خارج إطار الإمتثال لمعيار الكفاءات من شأنه أن يساهم في ترقية تموقع المرأة سياسيا. أثارت المشاركات في منتدى النساء السياسيات العربيات الذي احتضنه مجلس الأمة، العراقيل والصعوبات التي تحول دون مشاركة المرأة الفعالة وتقوية تمثيلها السياسي مقارنة بالرجل. واعترفت »لايدي آر« برلمانية أوروبية خلال استعراضها للتجربة الأوروبية والتمثيل السياسي للمرأة في 47 دولة أوروبية أن كل ما يروج حول ما تتمتع به المرأة الأوروبية على صعيد تموقعها السياسي لا يعكس الواقع والحقيقة، وترى السيدة »آر« من جنسية فرنسية أن عمل المرأة السياسي وترقيتها لا يتجسد إلا داخل التشكيلة السياسية التي تختارها، معتبرة أن توسيع تمثيل المرأة متوقف على تشجيع الأحزاب السياسية لها وفتح الأبواب في وجهها ومن ثم إقبالها والشروع في النضال. ولم تخف أن وصولها الى المشاركة في سلطة اتخاذ القرار يتوقف على تصدرها للقوائم الإنتخابية غير أنها نفت أن يكون نظام الحصص أو الكوطة من شأنه أن يرقي تمثيلها بل ترى أن العملية يجب أن تخضع لمعيار الكفاءة سواء تعلق الأمر بالرجل أو المرأة والأحسن من يتصدر القائمة. وأشادت نزيهة زروق نائب رئيس مجلس المستشارين التونسي مطولا بالتجربة الجزائرية للمرأة الناشطة في حقل السياسة ووصفتها بالمهمة على اعتبار أن للمرأة الجزائرية رصيد ثوري ونضال سياسي محسوس، وقالت عنها أنها تمكنت من شق طريقها باقتدار، والدليل على ذلك أنها متواجدة في مراكز حساسة وتساهم في مركز اتخاذ القرار. من جهتها، الدكتورة نوال الفاعوري عضو مجلس الأمة الأردني أكدت وجود تشابه كبير في وضع المرأة العربية في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية لأن الظروف والصعوبات التي تواجهها واحدة وكذلك المعاناة واحدة. وذكرت أن المنتدى الذي تحتضنه الجزائر يقر بأن التحديات متشابهة، ودعت النساء السياسيات العربيات لوضع استراتيجية لعلاج قضايا المرأة للعمل على ارتقاءها من أجل أن تقوم بواجبها السياسي في حين »جورجيا دي باولي« التي تشرف على التنسيق في مشروع تعزيز القدرات الريادية للمرأة ومشاركتها في السياسة وأخذ القرار بالجزائر والمغرب وتونس في إطار معهد الأممالمتحدة، ثمنت في تصريح ل »الشعب« تجربة المرأة الجزائرية واعتبرتها مفتاح التطور في الجزائر ولم تخف إعجابها بنضالها الثوري وأكدت دي باولي أن المرأة الجزائرية صارت لها قوة في عملية المشاركة في القرارات السياسية، واستحسنت تواجد المرأة الجزائرية في جميع المجالات حتى الحساسة منها. وما تجدر إليه الإشارة، فإن مشروع تعزبز القدرات الريادية للمرأة ومشاركتها في السياسة، يشارك فيه كل من مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث »كوثر« وبتمويل من الحكومة الإسبانية، ومن أهم محاور هذا المشروع تشريح معمق لواقع مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وفي عملية أخذ القرار والتدريب ودعم القدرات، إلى جانب فتح حوار مع الفاعلين في المجال السياسي. وأشارت نائبة حزب العمال نادية شويتر بالمجلس الشعبي الوطني إلى مؤشر الأرقام الذي يعكس ضعف تمثيل المرأة السياسي في الجزائر وتقلدها للمسؤوليات في أحزابها السياسية غير أنها استثنت من ذلك حزبها حيث قالت أن حزب العمال لا يعاني من هذا المشكل كون 40 بالمئة من قيادييه نساء، بالإضافة إلى أن برنامجه السياسي وإرادته وقراراته كلها تحرص على تفعيل دور المرأة وعلى توسيع إشراكها.