أكد عبد الرحمان مبتول خبير مستقل والشاذ جامعي، أن الحوار الدائم يعدّ أساس الحوكمة وذلك خلال تقديم تقرير أشرف عليه يتعلق بتوصيات إستراتيجية تتعلق بملف البترول والغاز الصخري (شيست) بين الفرص والمخاطر. وبعد أن أكد، أن الخبراء يحرصون على المصالح العليا للجزائر في ضوء الأحداث الأخيرة التي حصلت على حدود بلادنا، ويفضلون إقامة نقاش هادئ بعيدا عن "تجاذبات إعلامية ملوثة"، جعلت الجميع يتحدث بلسان الخبير في الطاقة، أشار إلى تلقي جملة من الآراء العلمية المختلفة من خبراء وطنيين وأجانب انطلاقا من أننا بالنسبة للحكومة في مرحلة الاستكشاف وليس الاستغلال. وذكّر مبتول بتسليم الوزير الأول بتاريخ 25 فيفري المنصرم ملفا في الموضوع يتضمن 620 صفحة يتضمن أساسا التأكيد على أهمية الحوار الدائم باعتباره جوهر الحكم الراشد داعيا إلى بناء خطاب منسجم تجاه المجتمع بأسلوب يمكن استيعابه، وهي مهمة يتولاها كما يرى الخبير كل من الوزير الأول ووزير الطاقة وإعفاء سوناطراك وإطاراتها من الدخول في الجدل. وأضاف بهذا الصدد أن الشركات مهما كانت جنسيتها تلتزم الصمت مقابل الحرص على تحقيق أعلى قدر من الأرباح فيما تتكفّل الدولة الضابطة في أي بلد بالتوفيق بين الأعباء الاجتماعية والأعباء الخاصة. وأمام هذا، ومن أجل تفادي الوقوع في جدل عقيم يقول مبتول اقترح الخبراء إحداث هيئة مستقلة تحت سلطة رئيس الجمهورية أو الوزير الأول تتكفّل بمتابعة الملف. وتتولى هذه الهيئة التي تقودها شخصية مستقلة إعداد وتقديم اقتراحات ملموسة مع السهر على حماية البيئة والمياه وهي مورد هام وكذا دراسة المردودية الاقتصادية آخذا في الاعتبار التحولات الطاقوية الجديدة في العالم والتقنيات الجديدة البديلة لطريقة الكسر الهيدروليكي التقليدية، وهي تقنيات في طور الاختبار من شأنها أن تقتصد في المياه وفي المواد الكيماوية المدخلة ولها مردودية اقتصادية في آفاق سنة 2020 / 2025، وذلك عملا بالقانون المتعلّق بالمحروقات المصادق عليه من البرلمان في فيفري 2013. وبرأي مبتول، فإن الهيئة التي يدعو إليها، تكون في صيغة لجنة تتشكل من خبراء مستقلين بنسبة 30 بالمائة ممن لديهم رصيد سنوات عديدة من الخبرة في هذا المجال، من بينهم خبراء يمثلون المجتمع المدني المحلي، حيث يتم استكشاف الغاز الصخري إلى جانب خبراء من أصحاب الرأي المخالف ممن يطرحون أفكارا علمية ولا يحملون خلفيات إيديولوجية وكذا خبراء يمثلون وزارات الطاقة والمياه والصحة وكذا البيئة مشيرا إلى دور خبراء من وزارة التعليم العالي كون التكوين هو المفتاح إلى التحكم في التكنولوجيا والمناجمنت مستقبلا.