أعلن، أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي، موافقة الحكومة رسميا، على إنشاء الأكاديمية العليا للعلوم والتكنولوجيات كفضاء مستقل وذي كفاءة عالية، مؤكدا أنها تعد أعلى سلطة علمية في البلاد لتطوير العلوم وتطبيقاتها وتقديم المشورة للسلطات العمومية، وستكون بمثابة جسر مع الأكاديميات الأخرى في العالم، معلنا في نفس الوقت فتح عدة مدارس عليا للأساتذة بالجنوب والهضاب العليا. كشف مباركي أن دائرته الوزارية نصبت لجنة متابعة المشروع، حيث ستقدم اقتراحاتها بخصوص القانون الأساسي على مستوى الحكومة، بالإضافة إلى منهجية تشكيل الأكاديمية، مؤكدا خلال ترؤسه الندوة الوطنية للجامعات بكلية الطب بالعاصمة، أن طريقة تسييرها ستتم بكل صرامة وشفافية وبكل استقلالية، بعد إصدار المرسوم الرئاسي الخاص بقانونها الأساسي. وأفاد الوزير مباركي، أنه تم توجيه دعوة الترشح بغرض تكوين النواة المؤسسة للأكاديمية وفق الشروط العلمية، من قبل لجنة دولية مكونة من عدة أكاديميات ذات سمعة عالمية، مشيرا إلى الميادين التي تشملها الأكاديمية، يتعلق الأمر بالرياضيات والفيزياء، الكيمياء، الإعلام الآلي، العلوم الطبية والكون، الأرض وغيرها. وبخصوص المشاريع المبرمجة في القطاع ضمن مشروع إصلاح التعليم العالي، كشف مباركي عن فتح عدة مدارس عليا للأساتذة عبر التراب الوطني، لاسيما بالجنوب، على غرار ورقلة وبشار، إضافة إلى الهضاب العليا ومنها المسيلة، موضحا أن ذلك سيسمح بالاستجابة بصفة أحسن لحاملي البكالوريا وتلبية حاجيات وزارة التربية الوطنية في مجال تكوين المكونين. وتعقد الندوة الوطنية للجامعات في ظرف حساس من تطور منظومة البحث العلمي، مثلما أكده المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي أمام مديري المؤسسات الجامعية، موضحا أنها تأتي بعد نهاية المرحلة الأولى من الإصلاح الجامعي التي انطلقت منذ عشر سنوات، حيث توجت بتعميم هيكلية شهادات نظام (أل.أم.دي). وفي هذا السياق، أعلن مباركي عن تشكيل لجنة لتنسيق التقييم المرحلي مع المؤسسات والندوات الجهوية لاقتراح إجراءات نحو تعميق الإصلاحات، مشيرا إلى وقوع بعض الاختلالات شهدها نظام "أل.أم.دي" خلال مرحلة اعتماده، خاصة بين القطاعات المستعملة وحاملي الشهادات، نافيا أن يكون الخلل في النظام، بل في الطريقة المتبعة أثناء تطبيقه. كما قررت وزارة التعليم العالي، بمناسبة الدخول الجامعي المقبل، فتح تخصصات تكوين جديدة حسب بيئة الشغل المحيطة والقريبة من المؤسسات الجامعية، حيث أوضح مباركي اعتماد التخصصات الميكانيكية في قسنطينة والإلكترونية ببرج بوعريريج، فيما خصصت ولاية سطيف لهندسة البوليمرات، في حين تحتضن وهران تخصص المناجم والتعدين، مؤكدا أن الدخول المقبل سيتم في ظروف حسنة.