أكدت الجزائروجنوب إفريقيا، أمس، "التطابق التام" في مواقفهما والتحاليل السياسية حول أهم المسائل الثنائية والإقليمية والدولية. وجدد رئيسا البلدين عبد العزيز بوتفليقة وجاكوب زوما، "التزامهما المشترك بمواصلة سنّة التشاور التي يسير عليها البلدان"، بحسب ما جاء في البيان المشترك الصادر على إثر زيارة الدولة التي أجراها الرئيس زوما إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح الطرفان، أن هذه الزيارة تعكس "الاهتمام الذي يوليه رئيسا الدولتين لتعزيز أواصر الصداقة والتضامن والتعاون التقليدية التي تربط البلدين وتجسد إرادتهما المشتركة في توطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية بينهما، بما يعكس تطلعات الشعبين الجزائريوالجنوب إفريقي". كما سجلا بارتياح التوصيات التي اعتمدت والنتائج التي خلصت إليها أشغال الدورة السادسة للجنة العليا الثنائية للتعاون الجزائرية - الجنوب افريقية. وشكلت الزيارة فرصة للقائدين لاستعراض "وضع التعاون الثنائي في عدة ميادين وتأكيد عزمهما على تعزيز الشراكة من خلال مختلف آليات التعاون الثنائي". أشار الرئيسان إلى وجود فرص عديدة للتعاون في شتى الميادين، لاسيما مجال العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي والطاقة والمناجم والفنون والثقافة والسياحة والأشغال العمومية والتجارة والاستثمار. «وإذ جددا تمسكهما بالمبادئ الأساسية للسلم والأمن والتنمية، اعترف الرئيسان بدور الجزائروجنوب إفريقيا الهام والمسؤولية المنوطة بهما من أجل ترقية السلم والاستقرار والأمن في منطقتيهما وفي إفريقيا والعالم". كما "جدد الرئيسان دعمهما المطلق لجهود المنظمة القارية في البحث عن حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية وأكدا ضرورة العمل لصالح المبادرات الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة. وفي هذا الصدد، أعربا عن قناعتهما الراسخة بأن الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا تظل برنامجا يشكل مثلا مناسبا من أجل مواجهة تحديات إفريقيا متعددة الأبعاد". تجديد الالتزام بمكافحة الآفات التي تهدد السلام في إفريقيا أكدت الجزائروجنوب إفريقيا "التزامهما بتوحيد جهودهما بغية محاربة الآفات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية". وجدد الرئيسان بوتفليقة وزوما "إدانتهما الشديدة للإرهاب بكل أشكاله، حيث أكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود بشكل ملموس بهدف مكافحة الإرهاب العابر للأوطان". في هذا الصدد، أعرب الرئيسان عن "انشغالهما لتنامي الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات وتداول الأسلحة بطرق غير شرعية في إفريقيا وكل أشكال الجريمة العابرة للأوطان". من جهة أخرى أعرب رئيسا البلدين عن دعمهما للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي والرامية الى محاربة جماعات "شباب" و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و«بوكو حرام" الإرهابية. في هذا الخصوص أعربا عن دعمهما لتفويض الاتحاد الإفريقي للقوة متعددة الجنسيات وتضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الظاهرة. وعبر الرئيسان بوتفليقة وزوما عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب ولجنة مصالح المخابرات والأمن الإفريقي، كما جددا التأكيد على التزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي والبروتوكول المتعلق بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. إشادة بدور الجزائر "الإيجابي والمشجع" في الوساطة بمالي أعرب رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، عن ارتياحه لدور الجزائر "الإيجابي والمشجع" في قيادة الوساطة الدولية بمالي، داعيا كل أطراف النزاع إلى الانضمام إلى اتفاق الجزائر وتغليب المصلحة العليا لمالي. وأطلع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس زوما "على الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تسهيل تسوية النزاع في مالي والتي توّجت بالتوقيع بالأحرف الأولى في الفاتح مارس 2015 على اتفاق السلام والمصالحة في مالي". وفي هذا السياق أعرب الرئيس زوما عن ارتياحه "لدور الجزائر الإيجابي والمشجع في قيادة الوساطة الدولية بمالي". وبهذه المناسبة وجه رئيس جنوب إفريقيا نداء إلى كل أطراف النزاع من أجل الانضمام إلى الاتفاق و«تغليب المصلحة العليا لمالي". ودعا "الرئيسان الجزائريوالجنوب إفريقي كل الأطراف المالية إلى السهر على الاحترام الصارم لتطبيق هذا الاتفاق وحثا المجتمع الدولي على مساعدة مالي في سعيه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وبخصوص الوضع في ليبيا أعرب الرئيسان عن "انشغالهما العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في هذا البلد وأثره السلبي على منطقتي شمال إفريقيا والساحل". كما دعيا كل الأطراف الليبية، باستثناء الجماعات المسجلة من طرف الأممالمتحدة على قائمة المنظمات الارهابية، إلى العمل معاً في جو تسوده روح الأخوة والالتزام بفعالية في إطار الحوار الذي بادر به المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة من خلال الحفاظ على وحدة هذا البلد وسلامته الترابية وإقامة حكومة وحدة وطنية". وأشاد الرئيس زوما بالمبادرة الجزائرية من أجل ليبيا التي تضم الأحزاب والفاعلين السياسيين الليبيين في إطار الحوار الليبي المشترك الذي يجري تحت إشراف الأممالمتحدة ما يعد بمثابة خطوة إيجابية ستساهم في استرجاع السلام والاستقرار في هذا البلد. إنشغال مشترك إزاء تدهور وضع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية أعربت الجزائروجنوب إفريقيا عن "انشغالهما" إزاء تدهور وضع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية والاستغلال "غير القانوني" للموارد الطبيعية للصحراء الغربية. «وفيما يخص مسألة الصحراء الغربية، أكد الرئيسان على دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص كريستوفر روس، بهدف التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل قائم على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه وحيادي". وفي هذا الصدد، "أبدى رئيسا البلدين انشغالهما فيما يخص تدهور وضع حقوق الإنسان والاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية للصحراء الغربية، مجددين تضامنهما مع الشعب الصحراوي في جهوده الرامية إلى تجسيد تطلعاته الوطنية". كما أعربا عن ارتياحهما لبيان مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي المصادق عليه بتاريخ 27 مارس 2015 وتنظيم في المستقبل القريب، بجنوب إفريقيا، الندوة الدولية السادسة للتضامن مع الشعب الصحراوي.