أصدر الفنان الصادق جمعاوي مؤخرا إلى جانب فرقة البحارة ألبوما جديدا بعنوان ''لا للعنف في الملاعب'' بدعم من وزارة الشبيبة والرياضة، ويعتبر الألبوم بمثابة رسالة يضعها الفنان بين أيدي من يصنعون العنف على مدرجات الملاعب الجزائرية التي زادت حدتها في الآونة الأخيرة، وفي حديث مع ''الشعب'' قال إن الألبوم يدخل في إطار الحملة التحسيسية التي تقوم بها الوزارة.. بداية كيف جاءت فكرة إصدار ألبوم ''لا للعنف في الملاعب''؟ منذ 1985 والفكرة تُراوح بالي بعد أن لاحظت انتشار هذه الآفة التي أضحت تنخر مدرجات ملاعبنا، وقد قمت بتقديم هذا المشروع للجهات المعنية، إلى أنه لم يلق الصدى، إلى أن جاء وزيرة الشبيبة والرياضة الحالي السيد الهاشمي جيار، حيث أخد المشروع بعين الاعتبار، وهو يدخل اليوم في إطار الحملة التحسيسية التي تقوم بها الوزارة والتي تهدف إلى ترقية الروح الرياضية في الملاعب ونبذ العنف، وتعتبر الأغنية الهادفة إحدى الوسائل الناجعة لمحاربة الآفة المهددة حقيقيا للممارسة الرياضية، لللاعب والمناصر على حد سواء، كما أن الفنان مكمل لكل الوسائل التي تقوم بها السلطات المعنية، كما أن هذا المشروع لن ينزل إلى الأسواق وسيتم تسويقه مجانا. وماهي الرسالة التي يريد إيصالها الفنان من خلال هذا الألبوم؟ الألبوم عبارة عن رسالة تحسيسية وتوعوية لكل من تسول له نفسه القيام بأعمال الشغب، فالرياضة فيها غالب ومغلوب، لذا يجب أن تكون هناك ''ثقافة الهزيمة'' على الخاسر أن يتقبلها، ففي النهاية هي لعبة لا يجب أن نجني من ورائها خسائر مادية وبشرية. من جانب آخر يجب الاعتراف بالخصم كمنافس وليس كعدو دائم، فالمباراة مدتها 90 دقيقة، ويجب استغلال هذا الوقت للتعارف والتسامح.. كما أريد أن أرسل رسالة لرؤساء الأندية بعدم الحث والضغط على المدربين من أجل الحصول على نتيجة أفضل، وأن لا يُمارس المدربين ضغوطات على اللاعبين للقيام بأشياء ليس لها صلة بالرياضة، إلى جانب احترام الحكم.. الجماهير نسوا دورهم كمشجعين وأصبحت المدرجات وسيلة لتسلية النفس وتمضية الوقت بطرق سلبية، وأريد ان أشير هنا أيضا إلى دور الحكم والذي اعتبره بمثابة طبيب نفساني يقوي العلاقات بين القائدين والفريقين، وبعيدا عن الجماهير واللاعبين الملعب أيضا بحاجة إلى إعادة هيكلة سواء من ناحية الشبابيك، عدم توفر وسائل الراحة، هذه الأمور ستضاعف من عملية الشغب على المدرجات وأنا كفنان أقدم أغنية ''لا للعنف في الملاعب'' كرسالة لكل من يساهم في دمار الملاعب وذلك أضعف الإيمان. قلتم أن المشروع لن ينزل إلى الأسواق، كيف ستكون عملية التحسيس وإيصاله إلى الجمهور الجزائري؟ أنتجنا أكثر من 20 ألف قرص ستوزع مجانا لدور الشباب والأندية الرياضية في مختلف أرجاء الوطن، فالهدف من وراء هذا الشريط ليس الربح المادي، وإنما التحسيس بخطورة ما يحدث في ملاعبنا.. رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الفنان الصادق جمعاوي، والصدى الكبير الذي لقيته أغنيتي ''جيبوها يا لولاد'' و''المعلم'' إلا أنك اليوم تكاد تغيب عن الساحة الفنية، فما هو السبب؟ لا، أنا موجود دائما وأصدرت عديد الشرائط، كما تم استضافتي مؤخرا في مختلف الحصص، إلا أن غياب أغنياتي ناجم عن التقصير من قبل التلفزيون الجزائري ولا أعرف لماذا، فقد أنتجت 08 شرئط تحسيسية حول الغابة، وأوبرات مصغرة حول المحافظة على السهوب، وفيديو كليب عن المخدرات وغيرها من الشرائط الهادفة، أتمنى أن تكون هناك برمجة عقلانية ووأن ينال كل ذي حق حقه. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ أحضر حاليا لألبوم مع فرقة البحارة يضم 12 أغنية، وذلك بمساعدة وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ويحمل الألبوم مواضيع متنوعة منها الوطنية، العاطفية، التربوية والإجتماعية، وبمجرد الانتهاء منه ستكون لنا بإذن الله جولات مع وزارة الثقافة إلى مختلف ولايات الوطن.