شدد موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ''أفنا''،على المشاركة القوية في رئاسيات افريل القادم المحطة الحاسمة في مواصلة بناء الجزائر وإخراجها إلى بر الآمان معززة بالمصالحة والإصلاحات. وأكد تواتي في منتدى التلفزيون أن المشاركة القوية في الانتخابات واختيار من هو انسب لتسيير شؤون الرعية وحمل الانشغالات بجدية تكسب ثقة مواطن مهموم مكبل بالمشاكل والأزمات. وذكر تواتي بأهمية ممارسة المواطن الحق الانتخابي بلا تردد، والتصويت لحساب البرامج المناسبة الأقرب لترجمة طموحه وتطلعاته بعيدا عن التسيب والهروب إلى الأمام. كما يكون الاختيار منصبا على الرجال الذين يحملون الأمانة في ضمائرهم ولا يعدلون عنها قيد أنملة، ويرفعون المصلحة الوطنية عاليا. وعن التخوف من نسبة المشاركة في الرئاسيات التي تريد من ورائها الجزائر تعزيز بناء الصرح المؤسساتي، وتكريس الديمقراطية والحريات الأساسية، أعطى رئيس الجبهة الوطنية قراءة سياسية مغايرة ، كاشفا عن تفاؤل كبير في هذا الشأن. وهي قراءة تعاكس حملات التضليل التي يقودها دعاة إبقاء البلاد رهن الانتقالية الدائمة لا تقوى على التحرك إلى الأمام والتغيير قدر الممكن. ومعروف أن هذه الحملات المغرضة التي يقودها ''حفار القبور'' ،تعود إلى الأذهان الممارسة المألوفة التي تشتد في كل موسم ومناسبة غايتها التشكيك في ما ينجز وما يدشن ضمن السعي الدؤوب لتجاوز تداعيات العشرية السوداء بأسرع ما يمكن. وشرح تواتي هذه الوضعية مكسرا حالة اليأس والقنوط المرتسمة المعالم عند ضعاف النفوس ودعاة الغوغائية. وقال أن المواطن الذي يتابع التحولات في الجزائر، بإمكانه أن يكون الشريك الأساسي في التغيير.وهو أهل بأن يجعل من صورته وسيلة للتغيير والتطلع لمستقبل آخر ليس كله سوداوي. وتبدأ الخطوة الأولى لإثبات الذات، قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع ،بالتسجيل في القوائم الانتخابية.وهي مسألة حظيت بالتحضير الجيد، دعمتها الحملات التحسيسية لوزارة الداخلية، داعية المواطنين إلى كسر التردد والمشاركة في تقرير أنفسهم وخياراتهم دون ترك الآخرين يتولون الأمر. ورحب تواتي بالملاحظين الدوليين في الاقتراع للحد من وقوع أية تجاوزات وغش، ولإعطاء مصداقية اكبر للعملية الانتخابية تراها الجزائر محطة حاسمة في إقرار نظام سياسي يعمل وفق قاعدة التداول على الحكم، ويرفض الاحتكار تحت أي مبرر وذريعة. وأبدى رئيس ''الافنا''، تحفظا من الملاحظين الدوليين الذين يأتون لأخذ رشاوي مقنعة مقابل التوقيع، مؤكدا أن المراقبين الحقيقيين هم المعنيون بالانتخابات دون سواهم. ويتعلق الأمر بممثلي الأحزاب والمرشحين الأحرار. وكشف تواتي من جهة أخرى على العناية الممنوحة للشباب الممثل 70 في المائة من المجتمع الجزائري. وذكر أكثر من مرة بجدوى رعاية هذه الشريحة عبر التكفل بمشاكلها وزرع فيها الأمل بدل الإحباط والضغينة والنفور والتفكير في ركوب أهوال البحر وخطر الأمواج الهالكة التي كثيرا ما تقضي على ''الحراقة'' في بداية المشوار.وتقبر حلمهم في المهد. عن تقيم أداء منتخبي الجبهة في المجالس البلدية أكد المتحدث عدم رضاه في الكثير من الأحيان والسبب عدم الالتزام بالخط السياسي للحزب وضبط الأولويات.وهذا ما يستدعي جهود إضافية لتصحيح الفجوات. وهي فجوات تسد في بادئ الأمر بإشراك المواطن في تسيير شؤون البلديات واختيار البرامج التي تحمل همومه وانشغاله. وحول المصالحة قال تواتي أنها أقوى الخيارات وأكبرها قيمة وفائدة لإخراج الجزائر من مأساة أحدثت جروحا محمولة في الذاكرة الجماعية.