إشراك سكان الأرياف في عملية إخماد النيران أبرز الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية فضيل فروخي، المجهودات التي سخرتها الدولة للحفاظ على الثروة الغابية من الحرائق، من خلال وضع مخططات ترتكز على التدخل الأولي والسريع، وهذا بالتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية، كاشفا عن مجموعة من التدابير المتخذة في هذا الإطار. كشف فضيل فروخي أمس، في اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات، أن هذا العام سيتم تعزيز مخطط الجهاز الوقائي بثلاثين نقطة مياه لتمكين التمويل بمياه الصهاريج، مع تعزيز مختلف الفرق المتنقلة للتدخل السريع للنيران بأكثر من 470 فرقة وأكثر من 2230 فرد سينشط فرق التدخل الأولي والسريع، زيادة على تدعيم الشاحنات المحملة بالصهاريج، وتدعيم تلك الفرق، مذكرا بأنه سنويا يوضع مخطط لمحاربة النيران حفاظا على الغابات، من أول جوان الى آخر شهر أكتوبر وبمشاركة القطاعات الوزارية. وأضاف الأمين العام لوزارة الفلاحة، أنه محليا تم إشراك السكان القاطنين بجوار الغابات باعتبار العنصر البشري عامل مهم، حيث تم تشكيل أكثر من 3 آلاف لجنة لتمكين السكان في المشاركة في إخماد النيران، وهذا بالتنسيق مع فرق التدخل، وبالبلديات استحدثت لجان بلدية تشارك في عملية إطفاء النيران حفاظا على التراث الغابي، مشيرا إلى أنه كل سنة يتم تحيين الإجراء. وحسب فروخي فإن هذا المخطط الوقائي جيد وأثبت فعاليته، حيث أدى إلى انخفاض مساحات اندلاع الحرائق من ألف هكتار سنة 2012 إلى 39 ألف هكتار العام الماضي، مضيفا أنه سيواصل تحسين هذا الإجراء وأوضح في هذا الإطار أن هناك عدة أسباب وعوامل تساهم في اندلاع النيران في الأوساط الغابية، منها التقلبات المناخية المؤدية إلى رفع درجة الحرارة وبالتالي اندلاع النيران. علما أن بؤرة الحرائق تجاوزت خلال السنوات الأخيرة 4 آلاف بؤرة سنويا. وأشار الأمين العام إلى أن بعض الحرائق ناتجة عن أعمال الإنسان كما أن هناك تنسيق مع مصالح الأمن التي هي عض وفي اللجنة الوطنية لحماية الغابات، وتقوم بتحريات واتخاذ إجراءات في حالة حدوث اعتداء على الثروة الغابية، علاوة على العمل التحسيسي عن طريق محافظات الغابات عبر الوطن، والإذاعات المحلية وهذا بالتنسيق مع الحماية المدنية ووزارة الشؤون الدينية. وفي رده عن سؤال "الشعب" حول عدد الحرائق المسجلة هذا العام، أكد فروخي أنه لحد الآن تم تسجيل عدد خفيف جدا من الحرائق وهي لا تؤثر على المحيط والثروة الغابية، وبالمقابل، قال أن اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات يندرج في إطار التحضير لحملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات لموسم 2015، والهدف منه تقييم ما تم في السنة الماضية وتحيين التدخل الجديد بالنسبة للسنوات الماضية. من جهته، قال محمد الصغير نوال المدير العام للغابات أن الجهاز العملياتي المسطر بالتنسيق مع الحماية المدنية مرتكز على الرقابة، الإعلام السريع عن اندلاع الحرائق والتدخل السريع، مضيفا أنه من 7 الى 8 هكتارات من الغابات تضررت من الحرائق سنويا و600 ألف هكتار بالحوض المتوسط، قائلا: "العامل البشري مهم في تسيير الغابات والتدخل، ولهذا اتجهت سياسة التجديد الريفي لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لسكان الريف". وقال أيضا محمد الصغير نوال أنه منذ 2009 تم وضع أكثر من 10 آلاف مشروع جواري للسكان منها الأشجار المثمرة، وحدات المواشي، والطرقات لتحسين الوضع الاجتماعي للسكان، كون المدن حاليا أضحت مكتظة، مؤكدا أن المجهودات ستستمر لتحسين وضعية سكان الريف، مشيرا إلى أنه تم غرس من 55 الى 60 ألف هكتار كل سنة، ويوجد حاليا 4.2 مليون هكتار بفضل سياسة التشجير.