احتفل سكان ولاية سطيف، يوم الجمعة، بأول أيام عيد الفطر المبارك، بعد شهر من الصيام والقيام والعبادات. تميزت مظاهر الاحتفال كالعادة، بتوجه المصلين صباحا إلى المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي العيد اللتين استغلهما أئمة المساجد لتبيان أهمية هذا اليوم، والذي يعتبر جائزة أداء فريضة ركن الصيام. ركز الأئمة في خطبهم على ضرورة التلاحم من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ونشر قيم التسامح بين أفراد المجتمع، وتبادل المصلون، كالعادة، التهاني بينهم. كما خرج الأطفال إلى الشوارع تغمرهم مظاهر الفرحة والبهجة بالعيد، رغم الحرارة التي ميزت اليوم الأول منه، وهم يرتدون ملابسهم الجميلة ويحملون الألعاب، كما توجهوا رفقة أهاليهم مساءً إلى حديقة التسلية، فيما توجه الكبار إلى زيارة أهاليهم بمختلف مناطق الولاية عملا بتجسيد خُلُق صلة الرحم. على صعيد الخدمة العمومية، التي تحرص السلطات على توفيرها للمواطن منذ سنوات، فقد اتخذت مصالح مديرية التجارة كافة الإجراءات لضمان أحسن تموين للسوق من خبز وحليب وخضر وفواكه خلال يومي العيد وما يليها مباشرة، وجندت فرقها للسهر على احترام المناوبة المفروضة. نفس الإجراءات تم اتخاذها من طرف شركة نفطال لتوفير الوقود، كما قامت مديرية النقل باتخاذ كافة الإجراءات لتسهيل حركة المواطنين داخل الولاية وخارجها، بالتنسيق مع أصحاب سيارات الأجرة والحافلات والمؤسسة العمومية للنقل الحضري التي ضمنت النقل الحضري من السادسة والنصف صباحا إلى العاشرة ليلا. على الصعيد الأمني سجلت، للأسف، عشية العيد جريمة قتل بمدينة العلمة، شرق عاصمة الولاية، خلفت ضحيتين أحدهما مراهق في الثالثة عشرة من عمره على يد مراهق آخر، ويبدو أن الولاية لا تريد أن تنتهي من مثل هذه المآسي، إذ سجلت العام الماضي جريمة قتل في أول أيام عيد الفطر المبارك على يد أحد رجال الأمن، وفي العيد الذي مضى تعرض أحد رجال الأعمال ليلة العيد إلى جريمة قتل شنيعة بالطريق السيار بالقرب من مدينة العلمة. كما سجل احتراق كلي لسيارة سياحية بمدخل الطريق السيار على محور خلفون وعين أرنات، غرب عاصمة الولاية، عشية العيد ونقل راكباها إلى المستشفى الجامعي. وتجسيدا للمبادرة الإنسانية التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، نظمت مصالح أمن ولاية سطيف، يوم العيد، زيارات اطمئنان لمختلف المراكز الاستشفائية ودور العجزة ومراكز الطفولة المسعفة، قادها إطارات الشرطة التابعون لأمن الولاية مقر، وأمن الدوائر الثماني عشرة، من أجل الرفع من معنويات هذه الشريحة صبيحة يوم العيد، حيث عرفت العملية توزيع جوائز وهدايا رمزية.