أكد رئيس مصلحة قسم الأدب العربي بجامعة مولود معمري، الأستاذ إيدير عبد الرزاق، في محاضرة ألقاها في الملتقى الدولي حول التنوع الثقافي، الحوار الحضاري والقيم الإنسانية، بدار الثقافة مولود معمري، أن الثقافة هي قلب تقارب الشعوب، مشيرا إلى مجموعة من المعتقدات والمعرفة والسلوكات في مجال الدين والعلم، تميز كل بلد عن آخر، إلا أن هذا التميّز يعكس طبيعة كل إنسان ونمط معيشته، لكنه يبقى وسيلة للتعبير والتفاعل الأخلاقي للبشر، مشيرا أن منظمة اليونسكو عرّفت تنوع الثقافة في عام 2001 بأنه «الميزة الروحية والمادية، الفكرية، والعاطفية للمجتمع أو مجموعة من الناس، وهي طرق اجتماعية تشمل إلى جانب الفنون والآداب وطرق العيش والقيم، التقاليد والمعتقدات». هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. كما يهدف التنوع الثقافي، بحسب ذات المحاضر، إلى منع التفرقة والأصوليات باسم الاختلافات الثقافية، مؤكدا على ضرورة تقديس تلك الخلافات. وبخصوص تنوع الحضارات أشار ذات المتدخل إلى أن الحوار بين الثقافات هو أفضل وسيلة لضمان السلم، قائلا إن تبادل الآراء عملية محترمة من شأنها أن تزرع السلم بين الأفراد والجماعات، رغم خلفيات كل بلد وتقاليده وثقافته وديانته، باسم روح الاحترام المتبادل. فالحوار بين الثقافات مبدأ لتحقيق التكامل السياسي والاجتماعي، الثقافي والاقتصادي، فضلا عن تماسك المجتمعات ثقافيا». ويقترح أمين معلوف بعض الأسس الرئيسة لتنفيذ حوار الحضارات والتي قال إنه ينبغي أن تضمن لكل فرد الشعور بالانتماء إلى الحضارة المشتركة، فيمكن لأي شخص العثور على لغته وهويته وبعض رموز ثقافته، حيث دعا إلى اتخاذ أهمية أكثر وأكثر في القرن الجديد، بالشعور بانتماء الإنسان إلى المجتمع، مؤكدا على وجوب تمتين القيم الإنسانية، على غرار المساواة والكرامة الإنسانية، التسامح واحترام الآخرين، احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، حرية الاختيار، وحرية التعبير، المساواة بين الجنسين وغيرها من القيم التي تصنع حضارة ومجتمع متماسك. وفي الختام أشار إلى وجوب الانفتاح على العالم، الذي من شأنه أن يلعب دورا هاما في تعزيز الحوار الحضاري، من خلال برنامجها التعليمي، كعنصر فاعل في المجتمع وكمكان لممارسة الحوار بين الثقافات.