الرقابة موجودة في أذهان الإعلاميين فقط كشف أمس، وزير الاتصال حميد ڤرين عن تقديم معجم خاص بمصطلحات الإعلام بالأمازيغية للصحفيين العاملين في الميدان قريبا، موضحا أنه سيكون بمثابة أداة لتحسين الأداء اللغوي للمهنيين، وفي سياق آخر أعلن عن برمجة عدة دورات تكوينية لفائدة الصحفيين والمكلفين بالاتصال لدى الوزارات، ودعا الوزير الإعلاميين إلى مزيد من الاحترافية وتجاوز القذق والتهكم، مشددا على أخلاقيات المهنة، وقال أنه لا توجد رقابة غير تلك الموجودة في أذهان الإعلامين. أكد ڤرين لدى إشرافه على انطلاق الدورة التكوينية الأولى لممارسي الصحافة باللغة الامازيغية التي تنظم بالتنسيق مع المحافظة السامية للامازيغية بالمكتبة الوطنية أن «هدف الوزارة من هذه الدورة يتمثل في جعل الاتصال الناطق بالامازيغية ينتقل من الوضع الخاص الذي تميز به خلال السنوات التي مضت، إلى الوضع العادي في ظل الديناميكية التي يفرزها الثراء اللغوي والثقافي في الجزائر.. وأضاف وزير الاتصال في كلمته الافتتاحية أن الرهان المطروح يتمثل في الشروع ضمن مسار قد يكون طويلا لتهيئة الأدوات اللغوية اللازمة لاحترافية الممارسة الصحفية بالامازيغية، كما ثمن ڤرين المجهودات المبذولة في هذا الشأن من طرف مهنيين عملوا في ظروف صعبة على مدار عقود من الزمن، مؤكدا على مساندة الحكومة المطلقة لكل المبادرات الرامية إلى تفعيل اللغة الأمازيغية في قطاع الاتصال. وانطلاقا من الدور المحوري للإعلام في ترقية وتنمية اللغة والثقافة أكد وزير الاتصال أن وسائل الإعلام الجزائرية ساهمت وبالأخص الإذاعة والتلفزيون في التعريف والحفاظ على الامازيغية كلغة وطنية وإحدى مقومات الهوية الجزائرية، كما عززت مكانتها وعملت على ترقيتها في ميدان الاتصال. وفي سياق متصل كشف قرين أن وزارة الاتصال ستبرمج عدة دورات تكوينية لفائدة الصحفيين العاملين في القطاع العمومي و الخاص وكذا المكلفين بالاتصال على مستوى الوزارات والمؤسسات الرسمية، معلنا خلال ندوة صحفية عقدها على هامش الدورة التكوينية عن تنظيم دورة خلال نهاية شهر أكتوبر خاصة بالصحفيين سيؤطرها كبار الإعلاميين بجريدة الأهرام المصرية في إطار المشروع التكويني الذي سطرته الوزارة لبلوغ الاحترافية.. وفي هذا الإطار أكد الوزير أن المكلفين بالاتصال على مستوى الوزارات يعرفون نقصا من حيث التواصل مع الصحفيين خاصة إعطاء المعلومات، مشيرا إلى ضرورة تحلي المكلفين بالمرونة والسرعة في التجاوب مع الصحفيين من خلال الرد على انشغالاتهم اليومية لتوفير مصادر معلومات ذات مصداقية وهو ما سيتم برمجته في الدورات التكوينية الخاصة بهم. كما أفاد قرين عن تنظيم دورات تدريبية لفائدة المكلفين بالاتصال على مستوى الولايات وذلك في إطار اتفاقية تعاون مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية من شانها تزويد القائمين على الاتصال بتقنيات التواصل تبادل المعلومات، مؤكدا على أهمية دورية وديمومة التكوين لكل الفاعلين في مجال الاتصال. من جهته أكد بلقاسم ملاح ممثل الوزير الأول أن ترقية اللغة الامازيغية أصبحت واقعا حقيقيا لابد منه سواء على مستوى الإعلام أو في الحياة اليومية وأشار إلى أن العدد الهام للمهرجانات التي تقام سنويا من اجل الحفاظ على ترقية التراث الامازيغي دليل على الجهود المبذولة من طرف الدولة في هذا المنهاج. وذكر من جهته الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية الهاشمي عصاد أن هذا التكوين يندرج في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة التي أبرمت بين المحافظة السامية للأمازيغية و وزارة الاتصال في شهر فبراير الماضي و الرامية إلى ترقية استعمال الامازيغية في وسائل الإعلام. وأكد عصاد مطمئنا المشاركين في الدورة أن المحافظة السامية ستواصل مرافقة محترفي وسائل الإعلام الناطقة بالامازيغية من اجل رفع تحدي تزويد الامازيغية بمصطلحات خاصة بوسائل الإعلام بكل أنواعها لإثراء الميدان بمعارف جديدة تمكنهم مستقبلا من التحكم الجيد في اللغة. وفي هذا الإطار أشار الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية انه سيتم بذل كل الجهود من اجل إعداد مصطلحات خاصة بمحترفي وسائل الإعلام، مؤكدا مواصلة تكوين الصحفيين الناطقين بالامازيغية.