تضرب ولاية سيدي بلعباس موعدا اليوم مع زيارة عمل يقوم بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي من المنتظر بعد تنظيم استقبال شعبي بوسط المدينة أن يلقي خطابا أمام الندوة الوطنية حول التكوين التي تحتضنها القاعة متعددة الرياضات 24 فبراير ليعيد صياغة مسار التكفل بشريحة الشباب بجميع مستوياتهم بنحو يدفعها للانخراط في الديناميكية الوطنية للتنمية، حيث بإمكانها أن تفجر طاقاتها الكامنة من خلال الاستثمار في مشاريع منتجة للقيمة المضافة في قطاعات خصبة مثل الفلاحة والصيد البحري و خدمات السياحة والصناعة التقليدية والتكنولوجيات الجديدة. و من جانب آخر تتميز زيارة رئيس الدولة إلى هذه الولاية التي تجمع عناصر بعث نهضة تنموية شرط التوصل إلى التحكم فيها بمقاييس بالوقوف عند جملة من المشاريع لتدشينها مثل الطريق المزدوج بالطريق الوطني رقم 13 على حدود ولاية معسكر ودار الثقافة التي تضم مكتبة للأطفال ومتحف وتدشين ثانوية 800 مقعد يطلق عليها اسم ال12 معلمة ومعلما الذين اغتالهم الإرهاب الدموي يوم 27 سبتمبر 1997 وقد تقرر إطلاق أسماء أولئك الضحايا من ملائكة العلم وقاهري الجهل من طرف رئيس الدولة شخصيا لدى زيارته إلى هذه الولاية في سبتمبر من سنة 2005 . كما يدشن في نقاط أخرى عيادة طبية بسيدي الجيلالي وهياكل تعليمية وجامعية وعدد من المساكن. ويمثل التكوين بمختلف مفاهيمه في الظرف الراهن على وجه التحديد احد التحديات الكبرى التي تتطلب مضاعفة جهود التكفل بها من كافة الجوانب المتعلقة بالهياكل والأدوات والمناهج البيداغوجية. وفي هذا الإطار لا يزال الشباب منذ الأزل بمثابة المنبع الذي لا ينضب للإرادة الخلاقة إذا ما أحيط بمناخ من الهدوء واتضاح الرؤية بمساهمة جميع الأطراف المتدخلة بالأخص على الصعيد المحلي، حيث لا يزال العجز قائما من جانب التواصل والترجمة الوفية للقرارات السياسية الوطنية بوتيرة عمل تتجاوز الظرف وتندرج ضمن سياق العمل المستدام والمتجدد بربط التواصل مع الطرف الآخر على أساس برامج تمزج بين الأفكار والتصورات من جهة والإمكانيات والآليات من جهة أخرى بعيدا عن أساليب لا مجال فيها للحوار الذي يضمن وحده سلامة الخيارات ويدقق جدواها اقتصاديا واجتماعيا. لقد وضعت الدولة في جميع المراحل الشباب في صميم البرامج التنموية بدءا من الإمكانيات المالية والمادية التي تضخها في قطاع المنظومة التربوية وصولا إلى نفس طبيعة الاهتمام على مستوى التكوين الجامعي مرورا بمختلف برامج التكفل بانشغالات شريحة حساسة لطالما استهدفتها أطراف تريد اختزالها في مجرد وقود لخيارات سلبية وغير بناءة بل هناك من استثمر في مشاكل الشباب وهمومه للزج به في متاهات غريبة وغامضة إلى درجة التحريض لتأليبه على المجتمع برمته وهناك أوساط تجره للمغامرة بركوب مخاطر الهجرة غير الشرعية وإغرائه بالجنة الموعودة وراء البحر بعد أن يجرد من كل ما عنده أو اقتصده بينما أكثر من طرف سياسي وحزبي يفضلون الصمت وتغليط الرأي العام بان المسالة بين الشباب والدولة. لقد وفرت سياسة المصالحة الوطنية المصطحبة بسياسة استثمار عمومي في شتى ميادين نشاطات التنمية المناخ الملائم لإعادة ترتيب مكانة الشباب في صلب الاهتمامات الوطنية الكبرى سعيا لأن يحتل مواقع متقدمة والتخلص من الأمر الواقع المجسد من خلال ظواهر الإقصاء ومختلف أشكال التهميش التي تعد مصدرا لتهديد الاستقرار الاجتماعي وتعيق بناء الإنسان وتأسيس ثقافة للممارسة السليمة للديمقراطية بحيث لا يكون فيها الإنسان وبالذات الشباب مجرد طرف متلقي وسريع التأثر وإنما تكون له مساحة للتعبير عن انشغالاته وإظهار طموحاته المشروعة وبالتالي القدرة على التأثير في القرارات التي تهم المجموعة الوطنية.