أشرف الرئيس بوتفليقة، أمس الأربعاء، خلال زيارته الميدانية لولاية سيدي بلعباس على انطلاق الندوة الوطنية حول التكوين التي تدوم ثلاثة أيام تؤطرها وزارة التكوين والتعليم المهنيين. وتأتي هذه الندوة بعد تلك التي انعقدت في فيفري 2008، تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية خلال اجتماع الحكومة بالولاة لدراسة ملف التكفل بالشباب في أكتوبر 2007. وتعد هذه الندوة امتدادا للأولى التي تم خلالها تبني التوجيهات الإجرائية من طرف المشاركين خلال الجلسة العلنية، ويتعلق الأمر بثمان وزارات معنية بقطاع الشباب إلى جانب قيادة الدرك ومديرية العامة للأمن الوطني. وألقى رئيس الجمهورية خطابا بالمناسبة بالقاعة متعددة الرياضات بحضور 6000 شاب يمثلون كل ولايات الوطن، منهم 1500 شاب يمثلون قطاع التكوين والتعليم المهني، 1000 شاب للتعليم العالي، ومثله للشباب والرياضة فضلا عن 2000 شاب يمثلون ولاية سيدي بلعباس المضيافة. وقد أعلن الرئيس عن رفع المنحة الجامعية بقيمة 50 بالمئة ابتداء من الموسم الجامعي المقبل، وتشجيع النظام "أل . أم . دي"، كما شجع أصحاب الشهادات الدكتورة بمنحهم مبلغ 1200 دج شهريا لعديمي الدخل ومست الزيادة أيضا الطلاب المتربصين في المعاهد التكوينية، حيث رفع قيمة منحة التربص من 300 دج الى 2000 دج بداية من دورة الخريف المقبل، كما دعا الشباب للخروج بقوة يوم الاقتراع للتعبير عن رأيهم. ويعلق الشباب كثيرا على هذه الندوة وتوجيهات رئيس الجمهورية خاصة فيما يتعلق بإزالة العراقيل والنقائص التي يواجهها الشباب في مختلف المجالات. ويذكر تقرير وزارة التكوين المهني أن سياسة الحوار والتشاور منذ 2007 مكّنت هذه الشريحة الكبرى من التعبير عن المشاغل والمشاكل بكل موضوعية والمساهمة باقتراحات بنّاءة وعلمية، أدرجت ضمن توصيات تجديد برنامج عمل لضمان التكفل الجيد بمتربصي مؤسسات التكوين، وتحسين الوضع الاجتماعي وتقوية الروح الوطنية واجتناب الآفات الاجتماعية. وستكون الندوة الثانية هذه فرصة لعدة متدخلين من مندوبي المتربصين القدامى لتقديم اقتراحاتهم وكفاءاتهم، وفتح المجال للمناقشة وستعرف الندوة تشكيل عدة ورشات من شأنها أن تفضي إلى توصيات. بوتفليقة يدشن عدة مشاريع تنموية في مختلف القطاعات بسيدي بلعباس دشن، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عددا من المشاريع التنموية وفي مختلف القطاعات ذات الطابع الاقتصادي، الاجتماعي، التربوي والثقافي، نال منها قطاع التعليم حصة الأسد بإشرافه على تدشين ثلاث مؤسسات تربوية بما فيها متوسطة تتسع لأكثر من 720 تلميذ وكذا ثانويتين تضم كل منهما 800 تلميذ، وتحوي إحداهما نصف داخلية، يليها قطاع السكن الذي يحظى بتدشين 200 وحدة بصيغة البيع بالإيجار "عدل" وآخر للسكن التساهمي ب 639 وحدة. ومن جانب آخر، استفاد قطاع التعليم العالي من مشروع هام دشن من طرف رئيس الجمهورية ويضم 4000 مقعد بيداغوجي، فضلا عن 3500 سرير للإقامة الجامعية ومطعم مركزي وغيرها، أما الصحة العمومية فاستفادت أيضا من تدشين قاعة متعددة الاختصاصات بحي سيدي الجيلالي، لتقريب الهياكل الصحية من المواطنين وتخفيف الاكتظاظ عن مستشفى عاصمة الولاية حساني عبد القادر. وبخصوص قطاع الأشغال العمومية، دشن رئيس الجمهورية بمناسبة الزيارة إزدواجية الطريق الوطني رقم 13 الممتد على مسافة 30 كلم وصولا إلى حدود ولاية معسكر، ويرمي المشروع إلى ضمان سيولة مرورية. واستفاد شباب سيدي بلعباس من تدشين دار الثقافة التي تضم مختلف التجهيزات الضرورية ومنها مكتبة وملحقة لمعهد الموسيقى وآخر للمدرسة الوطنية للفنون الجميلة. ويضم هذا المرفق الثقافي الهام أيضا قاعة عرض ومكتبة مركزية، وقاعة لمختلف الفنون، وقد كلف المشروع الخزينة العمومية 287 مليون دج وحظي رئيس الجمهورية في هذه الزيارة باستقبال شعبي مميز من طرف المواطنين وممثلي الحركة الجمعوية بسيدي بلعباس التي تزينت بالألوان الوطنية ولافتات الترحيب، واصطف مواطنو سيدي بلعباس منذ الساعات الأولى بالشارع الرئيسي وسط المدينة لتحية رئيس الجمهورية، مرددين "لازالت الجزائر بحاجة إليكم وبلدية سيدي بلعباس ترحب برجل السلم والمصالحة الوطنية".