اغتيل أمس، عميد الأسرى اللبنانيين المحرر سمير القنطار في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في مدينة جرمانا في ريف دمشقبسوريا. ونعى بسام القنطار، شقيق سمير القنطار على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، أمس، دون أن يذكر تفاصيل بشأن وفاته ولكنه قال أن شقيقه “شهيد”. من جهته، أعلن “حزب الله” اللبناني مقتل الناشط في صفوفه والمعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، في غارة استهدفت أحد الأبنية في مدينة جرمانا بريف دمشق. وقال الحزب، إنه “عند الساعة العاشرة والربع من، مساء يوم السبت، أغارت طائرات إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، مما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين”. كما أكد التلفزيون السوري الرسمي الخبر، لكنه اعتبر الحادث “إرهابيا” من دون الإشارة إلى مسؤولية إسرائيل أو إلى أنه نفذ بغارة جوية. وفي إسرائيل، لم تعلق تل أبيب رسميا على الحادث، لكن وسائل إعلام ذكرت أن أربع طائرات إسرائيلية نفذت غارات جوية استهدفت المبنى مما أدى إلى مقتل القنطار. بالإضافة إلى شخصية درزية في سوريا يدعى فرحان الشعلان. ورغم عدم تعليقها على الحادث، فقد رحّب وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يؤاف جلانت بمقتل القنطار. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد شغل القنطار منصب “قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان”. وكان القنطار قد استُهدف قبل عام ونصف العام خلال غارة إسرائيلية على القنيطرة بالجولان المحتل، لكنها قتلت مساعده جهاد عماد مغنية، إلى جانب أحد القياديين بالحزب ويسمى محمد عيسى. ...شهيد المقاومة في سطور - ولد سمير سامي القنطار عام 1962 في بلدة عبيه الجبلية من اسرة لبنانية مناضلة. أنتمى لجبهة التحرير الفلسطنيية في العام 1976 شبلا في سن الرابعة عشرة من عمره و التحق بمعسكرات التدريب فيها. تم اختياره بناء على رغبته هو واثنان من رفاقه لتنفيذ عملية عبر الحدود الاردنية في منطقة بيسان داخل فلسطين، لكن أثناء توجههم الى الهدف ألقي القبض عليهم من قبل السلطات الاردنية وسجن لمدة ثمانية أشهر واطلق سراحه. عاد الى لبنان وصمم على النزول بعملية نهاريا في 22 أفريل 1979 حيث أشرف على هذه العملية أمين عام الجبهة الشهيد القائد ابو العباس وفريق دربه سعيد اليوسف. العملية حينها أدّت إلى مقتل ستة اسرائيليين واعتقل على إثرها سمير القنطار لمدة سبعة وعشرين عاماً لينال خلالها وسام عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية. اعتقلت الشرطة الإسرائيلية القنطار في 28 جانفي 1980 وحكمت المحكمة الإسرائيلية عليه بخمس مؤبدات مضافا إليها 47 عام بعد ان اعتبرته مسؤولا عن موت 6 أشخاص وعن إصابة آخرين. ^ تم الإفراج عن القنطار يوم الأربعاء 16 جويلية 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل رفقة أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله القي القبض عليهم في حرب جويلية 2006، وجثث 199 لبنانيوفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائليين اللذين تم قتلهما في عملية “الوعد الصادق” في جويلية 2006. تردد اسم سمير القنطار في المؤسسات والمحافل العسكرية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية مرات عديدة، وكان ينظر إليه على أنه أحد أركان المقاومة في الجولان المحتل إلى أن استهدفته مساء السبت اسرائيل في اعتداء في مدينة جرمانا السورية بريف دمشق الجنوبي ليخطّ القنطار المشهد الأخير من حياته شهيدا للمقاومة وفلسطين خاتماً بوسام الشهادة ثلاثة عقود ونيّف من الإنجازات على درب فلسطين.